الفصل الرابع والخمسون - هل من مكيدة جديدة؟

188 9 4
                                    

هل من مكيدة جديدة؟

رفضت أمي مشروع خروجي برفقة صديقاتي مع أن اليوم هوالخميس؛ يوم الموعد الأسبوعي لمشوار متعتنا بالإضافة إلى كونه عطلة. لكنها أصرت بسبب برودة الجو وتساقط الثلوج في الخارج.

العجيب في الأمر أنها بذاتها خرجت مع والدة سمية وجدّتها إلى البازار الذي تم افتتاحه صباحا في الحي الغربي، حقا يا أمي؟! هذا غير عدل وفوق ذلك كلفتني برعاية أوس في أثناء غيابها. لكنني كنت أكثر دهاء منها فإذا منعتني من الخروج برفقة البنات فلن تستطيع منعي من رؤية آدم اليوم لأنها لن تعرف أصلا بمقابلتي له.

لذا أبقيت سمية في البيت مع أوس ورشوتها بالشوكولاه ونزلت السلالم نحو شقته وقرعت قرعا متواصلا حتى يفتح الباب بسرعة قبل أن يلمحني أحد من الجيران فيوصلوا الخبر لأمي.

ما إن فتح الباب حتى اقتحمت المكان دون إذن وهرولت نحو الأريكة وجلست ثم رفعت بصري نحوه لألقي له التحية وأنا ألتقط أنفاسي ففاجأني بمظهر شعره الأشعث وعري صدره. احمرّت وجنتاي على الفور ثم سألته محرجة:

" لماذا أنت عاري الصدر هكذا؟ الجو بارد"

أغلق الباب وأجابني وهو يسير نحوي:

" كنت أهمّ بالاستحمام، ماذا تفعلين هنا؟"

كذبت عليه بإجابتي:

" منعتني أمي من الخروج برفقة صديقاتي لذا أرغمتها على قبول زيارتي لك"

نظر نحو الباب متعجبا وسألني:

" وحدك؟"

أجبته متهكمة:

" لا مع سمية. طبعا وحدي! أمي أصلا لديها مشوار لهذا لم تناقشني مطولا وأمرتني ألا أطيل"

وقع بصري مجددا على صدره وبدأت أتفرس في عضلاته دون تحكم بنظراتي، اقترب من حيث أجلس وقعد على مسند الأريكة متكئا. رفع حاجبا وهو ينظر إلي ثم قال:

" هل أكون مخطئا إذا ما قلت أنك لا تنظرين في عيني أبدا حينما تريني عاري الصدر؟ لاحظت ذلك منذ بداية تعرفي عليك"

ازداد احمرار وجهي ورمشت أكثر من مرة لأتوقف عن النظر إلى محاسنه ثم أجبته:

" نعم أنت مخطئ، هذه مجرد تخيلات"

ابتسم مستهزئا بخجلي ثم عقب:

" سأدخل لكي أستحم، لن أطيل عليك خذي راحتك، لكن ابقي بعيدة عن باب الحمام هذه المرة"

احمرت خدودي وشعرت برأسي يغلي من شدة الإحراج، لو وضع بيضة على رأسي لسلقتها. ما إن أغلق باب الحمام حتى تنفست الصعداء. ماذا جاء بي إلى هنا؟ صدقا الوقت غير ملائم. فكرة وجوده في الداخل يستحم تثير إحراجي.

جلست على الأريكة وقبضت على رواية كانت موضوعة جانبا، فتحتها بعد أن قرأت عنوانها الذي لفتني وعندما بدأت في قراءة مقدمتها انتابني إحساس بأنها رواية خيالية. انغمست في أحداثها فلم أشعر به يخرج من الحمام ولم أتنبه إلى خياله خلفي حتى وضع يده على كتفي فأجفلني.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن