الفصل الحادي والخمسون - كارثة جبلية

182 9 1
                                    

كارثة جبلية

قفزالكلب فوق رأسي بينما كنت متوقوقعة على نفسي أبكي من شدة الذعر. ثم أخذ ينبح كأنه يريد إخافتي أكثر.

اقترب الكلبان الآخران مهاجمين نحوي، ثم بدأ ثلاثتهم في النباح على بعضهم البعض. ربما كانوا يتقاتلون على فريستهم فيمن له الأحقية في عضي، أو أنهم ينبحون بلا سبب، كلاب غبية.

استغللت فرصة انشغالهم في نباحهم فيما بينهم وزحفت مبتعدة إلى الخلف. نهضت وركضت بأقصى سرعة لدي وفي خاطري فكرة واحدة .... النجاة.

انتبهت الكلاب إلى ركضي مبتعدة فقامت بالجري خلفي وهي تنبح كأنها تشتمني أو تهتف لي؛ هيه يا حلوة إلى أين؟ لم نستمتع بعد!

أثناء هروبي لمحت آدم من بعيد بين الأشجار يبحث عني فصرخت بصوت مدوٍّ:

" آدم! اركض!كلاب!"

في بادئ الأمر لم يستوعب ما قلت، لكن ما إن أصبحت معالم وجهه واضحة لي حتى بدا عليه إدراك حجم المصيبة التي تجري خلفي.

من تعابيره المرتعبة ظننت أنه على وشك الهرب. لكنه فاجأني بركضه نحوي عوضا عن ذلك، أسرع بإمساك معصمي ثم جرى بي مسرعا. ساقاه كانتا طويلتين ولم أستطع مجاراة سرعته فبت أشعر بأنه يجرني بدلا من أن أركض ثم تعثرت في النهاية ووقعت على الأرض وأظن أنني آذيت كاحلي قليلا فلم أستطع النهوض من فوري.

توقف آدم بسرعة ودون تفكير انقض على غصن شجرة مكسور على الأرض وأخذ يلوح به لإخافة الكلاب لتبتعد عنا، لكن يبدو أنها أبت وازداد غضبها من تصرفه. فرمى الغصن على أحدها فأصابه على رأسه، وأخذ ذاك الكلب ينبح متألما، فتراجع الكلبان الآخران لوهلة.

استغل آدم الفرصة وقبض علي من ذراعي ليرفعني ومد يده الأخرى تحت ركبتي حتى حملني وركض بسرعة. استدركت الكلاب الأمر وركضت خلفنا وقد ثار غضبها أكثر.

وصلنا حافة جرف شديد الوعورة. فتوقف آدم لبرهة وهو يطالع الجرف مرة وينظر خلفه نحو الكلاب مرة أخرى. ثم قرر أن يتشجع وينزل الجرف ركضا لعلنا ننفد بجلدنا.

ركض بسرعة وتمسكت به من رقبته وأنا أصرخ باسمه مرعوبة، لم يستطع التحكم برجليه على الأرض المائلة الوعرة فانتهى به الحال ليسقط. لكنه تمسك بي جيدا لئلا يطأني أذى من سقوطه القوي هذا.

تدحرج واقعا وهو يضمني بقوة حتى ارتطم بالأرض أسفل الجرف وسمعته يئن متأوهًا بألم. نهضت من حجره وأمسكت به من كتفيه وساعدته على الجلوس وأنا أبكيه لأتأكد من كونه بخير.

سمعت نباح الكلاب فنظرت إلى الأعلى فكانت تنبح علينا من فوق ويبدو أنها جبنت ولم تجرؤ على القفز إلى الأسفل ناحيتنا. لم يطل نباحها علينا فما لبثت أن ابتعدت أخيرا. أو أنها أرادت أن تبحث عن طريق آخر للوصول إلينا. رجوت من قلبي عكس ذلك.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن