الفصل الحادي والستون - كابوس

186 8 9
                                    

كابوس

أنا مصابة بجنون الارتياب، هذا ما حاولت جاهدة إقناع نفسي به، ربما هذه مزحة سمجة من أحد أصدقائي. ربما لمح أحدهم آدم وهو ينحني نحوي في درس اللغة الانجليزية ليتظاهر بمساعدتي في حل ورقة العمل بينما في الحقيقة اتخذها عذرا ليشمّ شعري.

لكن درس اللغة الانجليزية كان بعد الاستراحة، ومع ذلك يوجد احتمال بألا يكون بهاء الذي كتبها. توقفي عن ارتيابك لم يرك أحد، أنت بمأمن وهذا كله من نسج مخيلتك فقط.

نمت ليلتي مع الكوابيس الفظيعة. تراءى لي في منامي نظرات بهاء الشريرة وهو يشي بي بأنني غششت في الاختبار فاستيقظت فزعة في منتصف الليل ولم أتمكن من النوم بعدها على الإطلاق.

جلست في المقعد أحاول السيطرة على الثقل الذي في رأسي من قلة النوم. ومع محاولة رضوان إلقاء بعض النكات المضحكة إلا أن ألم رأسي لم يساعدني على الضحك كما أفسد مزاج لمار المعكر صفو الأجواء بسبب تحولها مؤخرا إلى زومبي حية بيننا فهي كالأحياء الأموات لا روح فيها وكل مرة أراها يزداد وضعها سوءا حتى بتّ أخشى أن تكون بحاجة إلى علاج من الناحية النفسية.

ولج آدم الغرفة الصفية بمبسم مشرق وعينين متلألئتين مما أثار فضولي إلى سبب سعادته البائنة في عينيه. وقع بصره علي فزدات من إشراقة ابتسامته. شعرت بوهج طفيف يعلو خدي، ونظرته تلك لي لفتت الأنظار من حولي. حتى أن ميس قامت بركلي في رجلي ركلة خفيفة مظهرة ابتسامة مشاكسة. لم يشرح سبب سعادته بل ألقى التحية الصباحية بصدر رحب وباشر في بدء الدرس.

هتف لي عقب انتهاء الدرس بالبقاء قبل التوجه إلى قاعة الحاسوب مع الطلبة فامتثلت لطلبه ولوح لي أصدقائي في أثناء خروجهم مودعين بنظرات فضولية وأخرى مشاكسة.

طلب مني الاقتراب من طاولته عندما غدونا وحدنا، اقترب من أمامي ومدّ يديه ليمسك بكفيّ ثم قال مبتسما:

" غدا سأصحبك في موعد لنحتفل سوية"

تساءلت بدهشة:

" نحتفل بماذا؟"

-" ستعلمين لاحقا اليوم، لكن أريدك أن تعلمي أنني فخور بك جدا وأن ظني بك لم يخب، أنت فعلا إنسانة متميزة"

لا أعرف ماذا صنعت لكنني بالتأكيد عشقت هذه اللحظة من حياتي فأن أسمعه يمدحني بكلام نابع من قلبه لأجمل إحساس يمكن أن تحظى به أي فتاة. رفع يديّ صوب شفتيه وطبع قبلة على كل يد لتبدأ أحاسيس البهجة باحتلال كياني وتترك شعورا حلوا في قلبي.

لم أستطع إخفاء سعادتي من تصرفه البديع وحبه الظاهر لي، لكنني بقيت محاصرة وسط تساؤلاتي أبحث عن سبب شعوره الإيجابي نحوي هكذا بشكل مفاجئ. ولم أحصل على إجابة لتساؤلاتي إلا حينما حان وقت درس الرياضيات ودخلت السيدة شذى بابتسامتها الواسعة.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن