الفصل الثالث والخمسون - هل سيسامح؟

170 7 6
                                    

هل سيسامح؟

....

نزل الطلبة إلى مختبر الحاسوب عقب درس اللغة الانجليزية، استأذن لؤي من الأستاذ حامد للخروج فأذن له. اتجه من فوره إلى الغرفة الصفية آملا في إيجاد الأستاذ آدم.

قرع الباب ثم سمح لنفسه بالدخول، التقت أعينهما لوهلة قبل أن يقطع آدم التواصل البصري بينهما. اقترب لؤي من مكتبه وأخذ نفسا عميقا ثم قال:

" أستاذ آدم.... جئتك معتذرا"

لم يبدِ آدم أي تفاعل بينما كان يقلب في الأوراق، أضاف لؤي:

" أنا آسف لقد تعديت حدودي وقمت بإهانتك. لا تبرير لتصرفاتي ..."

قاطعه آدم قائلا:

" لست معلما انتهازيا، لذا إن كنت تخشى أن أدمرك في التحصيل الدراسي فاطمئن لن يحصل، وفر على نفسك عناء تصنع الاعتذار"

وقف لؤي مبهوتا برد أستاذه للحظة، ابتلع غصة في ريقه ثم قال:

" كلا أبدا لم آتك لأجل هذا، تحصيلي العلمي الآن آخر همي، أنا جئتك طالبا الغفران على ما تسببت به من أذى لك.... أخلاقي لا تسمح لي بالتمادي بالخطأ"

نهض آدم واقفا وجمع أوراقه وأجابه وهو متجه نحو الباب:

" إذا كانت أخلاقك لا تسمح فكان عليك التفكير مئة مرة قبل أن تتعدى على حرمة رجل آخر، احمد الله أنني إلى هذه اللحظة لم أبرحك ضربا، والله يعلم كم أود رؤية وجهك المهشم على يديّ، خذ نصيحتي وتجنبني ولا تتعامل معي خارج وقت الدرس"

خرج من الغرفة بعدما ترك لؤي وحده يصارع ذنبه بقلب دامٍ وغصة تجتاح كيانه.

***

حان وقت الاستراحة ولأن الجو كان باردا في الخارج التزم الجميع في البقاء في الصفوف، إلا من بعض الطلبة الذين كانوا يجوبون الممرات للقاء أصحابهم في الصفوف الأخرى سرا مستغلين اختفاء المعلمين في غرفتهم في آخر الرواق.

حاولت سيرين مرارا الاعتذار مني، أما لمار غضبت من ردة فعلي ونعتتني بالطفلة مبينة لي أنهما أخفتا السر من أجلي حتى لا أقع بين نارين. ثم قالت:

" لو قلنا لك وقتها وعلمت بمشاعره، كيف كنت لتتصرفي؟ ربما بقيت في تخبطك بين حبك لاثنين وما كنت الآن مخطوبة إلى الرجل الذي اختاره قلبك. أم أنك تشعرين بالندم الآن لارتباطك به بدلا من لؤي؟"

رفعت رأسي بسرعة وهاجمتها بإجابتي:

" لا! مستحيل! لا أشعر بالندم أبدا، أنا أحبه ولن أستبدل به أي شخص لو كان يملك مال قارون بذاته!"

لانت نظراتها قليلا ثم قالت:

" أرأيت؟ لو عرفت سابقا لكنت حتى الآن تعيشين في دوامة وربما خسرت كليهما"

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن