الفصل الثالث وستون - عواقب الانتقام

175 12 4
                                    

عواقب الانتقام

تم الإعلان في نشرات الأخبار عن دخول ابنة رجل الأعمال الشهير السيد إسماعيل إلى المشفى إثر تعرضها للضرب المبرح، ولم يتم عرض تفاصيل بخصوص الحادثة بينما تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وجود علاقة بين التعدي عليها بالضرب وانتشار صورة فاضحة لها على صفحات الإنترنت، مؤكدين أن ما حصل لها تم على أيدي أبيها وإخوتها. وانقسم الناس ما بين مؤيد ومعارض.

أصيبت أمي بالامتعاض لما حصل لرهام وهي تتابع أخبارها ثم تساءلت وكأنها تحاول استجوابي:

" من برأيك أقدم على فعل ذلك؟ يقال أن صورتها تم نشرها من قبل أحد أصدقائها"

هززت كتفي نفيا لمعرفتي بأي شيء، بينما أصارع الرعب الذي دب في قلبي من مكالمة ميس لي باحتجاز أخيها في مركز الشرطة وبحثهم في الأدلة ومحاولة محامي عائلتهم تبرير اسمه.

تأكدت الشرطة من كون الصورة قد تم إرسالها من هاتف عمار. كما أنهم قاموا بتفتيش جميع أسراره على الجهاز وإعادة الملفات المحذوفة فاسترجعوا الرسائل التي قمنا بإرسالها وحذفها.

بقيت في ترقب فظيع بينما أذكرها بأن تضع اللوم علي حال إظهار براءته فعذره معه ولديه شهود.

وحصل ما توقعت وتم الإفراج عنه. أما عن العلاقات بين عائلته وعائلة بهاء فقد باتت متوترة جدا. لم أستطع الحصول على الكثير من التفاصيل لكنني علمت بانتهاء صداقة عمار برهام وتهديد أهلها له بالحبس لمدة عشر أعوام إن اقترب مجرد اقتراب منها لما يقارب المترين. وعلمت أنه حجز عليه في السجن لثلاثة أيام حتى تم تبرئة اسمه بالكامل من قبل والد حسام والرجل الذي كانا يعملان معه وقتها. وتوثيق ذلك بمقطع مصور من كاميرا مراقبة خاصة في محل لتبديل قطع السيارات في التوقيت ذاته الذي تم فيه حصول الواقعة.

ما زال بهاء متغيبا عن المدرسة منذ بداية الواقعة. وتأخرت ميس عن الحضور إلى المدرسة في اليوم التالي لخروج أخيها من السجن. فخشيت عليها من أن يكون عمار أصابها بمكروه، وقامت سيرين بلومي وهي تبكي بقولها:

" إن آذاها فاللوم يقع عليك"

اقتحمت ميس الغرفة الصفية مستأذنة الدخول من الآنسة جواهر لكنها لفتت الأنظار نحو عينها المتورمة بالكدمات. لطمت سيرين فمها بينما شحب وجه لمار أما أنا فشعرت برغبة في التقيؤ.

عقب انتهاء الدرس جذبناها خارج المكان لنفهم منها ما حصل معها، بكت قليلا وهي تمسح على وجهها متألمة، فالدموع تزيد من ألم عينها ثم قالت:

" سامحيني يا رغد اضطررت إلى الانصياع لخطتك لأنني لم أحتمل الضرب الذي وجهه إلي وحتى أبي لم يتمكن من إيقافه هذه المرة.... لم أشأ الأخذ بخطتك وتوريطك في البداية لكنني استسلمت في النهاية وقلت له أنك أنت من سرق الهاتف دون علمي، وهو الآن يتوعد لك"

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن