الفصل الخامس والخمسون - مكيدة مؤكدة

172 9 5
                                    

مكيدة مؤكدة

خرجت إلى السوق لشراء فستان جديد برفقة الشلة وسمية، شربنا العصير واستمتعنا بوقتنا، وساعدنني في اختيار فستان قصير أحمر اللون ذو خامة ثقيلة وله أكمام وصدره على شكل قلب، ضيق وصولا إلى وسطه ثم فضفاض لنهايته، وله طبقات من الدانتيل من تحته. كان راقيا وجميلا وملفتا. ويصلح لارتدائه في هذا الجو البارد.

بينما كنا نسير للعودة إلى بيتي هممت بإرفاق منشور على صفحتي الشخصية في تطبيق الفيس بوك للصور التي التقطتها صباحا برفقة صديقاتي لأتباهى بكنزتي الجديدة، لكنني فوجئت برسالة وصلتني على الماسنجر فقمت بفتحها لأرى فحواها حيث أثار اسم مرسلها قلقي.

شهقت على الفور ولطمت فمي، لفت تصرفي نظر صديقاتي فتوقفن عن المسير ليسألنني عن الخطب. ماذا عساي أقول؟ إن بحت بالمصيبة التي تلمحها عيني لربما وضعن اللوم علي أو سيجدن سببا جديدا لمخاصمتي.

احتضنت الهاتف إلى صدري لئلا يلمحن شيئا وتصنعت ابتسامة صفراء وحركت فمي بأول كذبة مرت في خاطري:

" شيء.. بيني وبين آدم... خاص.. شيء خاص"

شقت ابتسامة خبيثة ثغر ميس وقالت:

" هل أرسل إليك شيئا مثيرا؟ أريني فالفضول يقتلني!"

ضربتها لمار على مؤخرة رأسها ، ثم أنّبتها بقولها:

" لا تحشري أنفك في كل شيء لا يعنيك، عيب!"

بدأت ميس بالتذمر من تزمت لمار وأنا أصارع الذعر الذي تملك مني كل مأخذ. ماذا أفعل وكيف أتصرف؟ كيف حصل بهاء على هذه الصور؟ أنا لم أرسلها لأي أحد... إلا إذا كان هو من سرق هاتفي ووضعه في الخزانة.. لكن كيف عرف برمز القفل؟

ذعري لم يعطني الفرصة لأستمتع بما تبقى لي من وقت مع صديقاتي لذا اعتذرت إليهن كاذبة بأنني نسيت موعدي مع آدم اليوم ليصحبني إلى بيت أهله لمساعدة دانا في أي شيء للتجهيز للزواج القريب.

تفهمت البنات الأمر وقامت ميس بالاتصال بأخيها ليأتي ليقلهن إلى بيوتهن. وما هي إلا دقائق حتى جاء عمار في سيارته لأخذهن. اتجهت مع سمية إلى البيت وعيناها لا تفارقانني. نظرت نحوها متسائلة فقالت:

" استطعت خداعهن لكنني لم أصدق كذبتك، يوجد شيء آخر يشغل بالك، ما الأمر؟"

استعملت الحجة ذاتها لعلها تقتنع، ثم قالت:

" لم تذكرك أمك بالموعد، لو كان كلامك صحيحا لما سمحت لك بالخروج اليوم إلى السوق لأن التسوق يحتاج وقتا والمفترض أنك ملتزمة بموعد"

قاطعتها محتدة:

" وهل أنت شارلوك هولمز؟! لا تنقصيني الآن يا سمية! اتركيني في همي"

ثم صعدت مبتعدة على السلالم نحو الشقة بعدما تركتها وحدها عند مدخل المبنى. أقفلت باب غرفتي على نفسي متجاهلة تنبيه أمي لي بأن أريها الفستان هذه المرة قبل خروجي به إلى الحفل لئلا أتسبب بالمشاكل من جديد.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن