الفصل الرابع والثلاثون - الحفل

279 9 15
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الحفل

ارتديت معطفا أبيض يصل طوله تحت الركبة بقليل، لأخفي فستاني عن عيني والدي وعمي قصي الذي سيقلنا بسيارته إلى بيت والد الأستاذ آدم حيث سيقام الحفل هناك. ذلك لأن فستاني يكشف الكثير من مفاتني؛ فهو قصير جدًّا وينتهي بتطريزات مخرومة، وصدره لا يستر المفاتن. ولأنني أمتلك جسدا رشيقا بمفاتن أنثوية فسأثير سخط رجال العائلة، أما أمي فسأتعامل مع استيائها لاحقا. لن تستطيع فعل شيء عندما نصل هناك، فحسب المثل الشعبي من ضرب ضرب ومن هرب هرب.

وقفت أمام المرآة أضفي اللمسات الأخيرة على أحمر الشفاه بلونه القرمزي الملفت أما شعري فلم أبالغ باختيار تسريحة له، أحب الأشياء البسيطة لذا طلبت من سمية أن تموجه لي بأداة تمويج الشعر التي تمتلكها ورفعت جزءا منه من الخلف وأبقيت غرة على جانبي وجهي.

أعجبني مظهري كثيرا، كما أن سمية أبدت إعجابها بشعري ومكياجي. تشردق العم قصي عندما رآني وتلا علي آيات من القرآن ليبعد عين الحاسدين عني. وأوصى والديّ بزيادة الحرص علي.

نزلنا السلالم باتجاه سيارة عمي. وحانت مني نظرة باتجاه شقة محطم القلوب، كنت أعلم أنه ليس موجودًا في الداخل فهو بالتأكيد في بيت والده. رأته سمية يغادر الشقة فور عودتنا من المدرسة.

وصلنا الحي الذي تقطن فيه عائلة الأستاذ آدم. كان حيا شعبيا عاديا وليس كأحيائنا التي نعيش فيها. أرشدنا عمي إلى الشقة التي يسكنون فيها. جلت بعيني المنطقة قبل أن أصعد السلالم. لمحت أمام المبنى خيمة الأفراح التي أمر جدي بنصبها لتجهيز الطعام للمعازيم، فمن عاداتنا عند إقامة الأفراح وحفلات الخطوبة تجهيز الطعام للضيوف حيث سيكون غداؤهم هو المنسف.

خفق قلبي بقوة؛ فقد رأيته في داخل الخيمة برفقة بعض الرجال من عائلتنا. كان يرتدي بزة بدرجات الأخضر تبرز لون شعره الكستنائي الجميل المصفف إلى الجانب بطريقة تخطف الأنفاس. وتحتها قميص أبيض.ولم يرتدي هذه المرة ربطة عنق. وأبقى الزرين الأولين مفتوحين. فبدا كعارض أزياء بقامته الطويلة وجسده الممشوق.

حثتني أمي على المسير متسائلة عن سبب وقوفي، فلحقت بها دون تبرير. قبل أن أدخل المبنى لفت نظري بعض الأشخاص وخصوصا النساء وهم ينظرون بتفحص نحوي ونحو أمي المتألقة بدورها بتسريحتها ومكياجها وفستانها الراقي، أو لأن سكان هذا الحي محافظون ونادرا ما يرون امرأة غير محجبة فكيف لو كانت ترتدي لباسا للسهرات!

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن