الفصل الثاني والثلاثون - نقطة تحول

242 9 12
                                    

نقطة تحول

دخل الطلبة إلى الغرفة الصفية مدهوشين بمظهري وأنا جالسة على الأرض، وبدل أن يتجهوا إلى مقاعدهم تجمعوا حولي وهم يتساءلون عن حقيقة المنشور الذي قمت بمشاركته البارحة.

وضعت يدي على أذني لأنني لا أرغب في سماع المزيد، لا أريد الحديث في الموضوع ولا أريد لأحد أن يتحدث فيه. فجأة سمعنا جدالا يقترب من الباب. التفتّ إلى الخلف فرأيت سيرين تقتحم الغرفة الصفية وبهاء يلحق بها من خلفها يرجوها لأن تستمع إليه فكان يقول:

" أرجوك اسمعيني! الموضوع ليس كما تظنين! لايوجد بيني وبينها شيء أقسم على ذلك، أصلا عندما بدأنا نتواعد لم أعد أتكلم معها صدقا يا سيرين أعطيني فرصة!"

توقفت عن سيرها واستدارت نحوه وصرخت به:

" ابتعد عني ولا تكلمني! أحذرك، إذا حاولت الاقتراب مني فسأشكوك للإدارة!"

أخذ يبكي متوسلا وركع على ركبتيه أمامها والدموع تسيل على وجهه وبدأ صوته يرتجف وهو يتوسلها لإعطائه فرصة. أما باقي الطلبة فبدؤوا بالتهامس في ما بينهم عن المشهد الدرامي المعروض أمامهم والبعض منهم مصعوق بحقيقة مواعدة هذين الاثنين لبعضهما.

ذهبت لمار ناحية الباب لتنهر الطلبة الذين تجمعوا من الصفوف الأخرى لمشاهدة الشجار بين سيرين وبهاء وأخذت تهتف لطلبة النظام للسيطرة عليهم. أما ميس فكانت تواسي سيرين التي انتحبت وسط دموعها.

انتبه بهاء إلى جلوسي على الأرض فانقض نحوي كالمجنون وقبض عليّ بكفيه من كتفي وأخذ يهزني بخشونة آلمتني وهو يهددني بالانتقام بينما كان يقول:

" لا أعرف ماذا حل بإعدادات دماغك من جديد لكن أقسم أيتها الساقطة أن تنالي عقابك لن تفلتي من فعلتك ...."

ولم يتمم باقي تهديده فقد تم انتزاعه من أمامي كشجرة اقتلعت الرياح جذورها بقوة فوقع أرضا. احتضنت كتفيّ لأمسح موضع الألم ورفعت رأسي فوقي ناحية الواقف أمامي. صرخ في بهاء محتدا ومهددا:

" تجاوزت حدك! أنت بحاجة إلى من يرسم لك حدودك، إذا اقتربت منها أو لمست شعرة منها لن تلوم إلا نفسك"

وقف بهاء على قدميه من جديد وهمّ بالانقضاض نحوه لكن أسرع لؤي للإمساك به وتهدئته، لكن بهاء لم يسكت عن غضبه فقال موجها كلامه إليه:

" اسمع أنت يا حسام! لا تتدخل فيما لا يعنيك! وإذا فكرت بالوقوف في وجهي ثانية فسأجعلك تندم معها"

تجاهله حسام واستدار نحوي ومد يده لي ليساعدني على النهوض. كنت أشعر بضعف في ساقيّ واحتجت فعلا من يساعدني على الوقوف مجددا. مددت يدي له، لكن قبل أن يساعدني على النهوض دخل الأستاذ آدم المكان من جديد وظهر الاستياء في نبرته لمظهر الطلبة المجتمعين خارج مقاعدهم والفوضى التي حلت في المكان فقال محتدا:

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن