الفصل ستون - إعادة المياه إلى مجاريها

187 6 0
                                    

إعادة المياه إلى مجاريها

طلبت مني لمار عدم التواصل مع سيرين وميس أبدا في تلك الليلة حتى تستجمع أفكارها وتطلعني بما يدور في خلدها. أعطيتها الأمان كاذبة وانتظرتها حتى سكنت ونامت في فراشي.

نهضت عن الأريكة وأنا أتفحصها جيدا لأتأكد أنها نائمة ثم خرجت من الغرفة بهدوء نحو غرفة أوس المجاورة لغرفتي. أغلقت الباب خلفي ثم جلست في الزاوية لأرد على رسالة ميس السابقة حينما أرسلت إلي ضرورة الاتصال بها على الفور وقمت بمهاتفتها سرا.

استقبلت المكالمة من فورها فسألتها هامسة إن كانت تعلم شيئا عن لمار وسبب انهيارها المفاجئ هذا، فقالت لي بصوت ضعيف كأنها كانت تبكي:

" لمار عرفت بخطة تحدي عمار ليؤسس معها علاقة"

شحب وجهي وأنا أستمع إليها، أوضحت لي أمر اكتشافها باطّلاعها على الرسائل المتبادلة بينه وبين رهام وبينت لي أن لمار لم تعرف بعد أن لي يدا في الأمر أيضا، سألتها كيف عرفت رهام بالرهان فأبلغتني بأنها إحدى صديقات عمار المقربات ولا بد من أنه قام بالبوح لها. ثم سألتها:

" ألم يتنهِ الرهان بوقوعهما في الحب؟ أم أننا غفلنا عن شيء؟"

أجابت بحسرة:

" لا أعرف... ربما هو فعلا كان يتسلى بها ونحن كنا غبيات لنصدق أن شخصا ذا قلب جليدي مثله قد يكن مشاعر لها، لم أعد أعرف صراحة... ظننته وقع في بحبها ... أنا لم أعد أفهمه، كما أنه ما زال غاضبا إلى الآن لأنها تعدت على خصوصياته وأهانته "

طلبت منها أن تحضر صباح الغد مع سيرين إلى بيتي لنجلس مع لمار ونوضح الأمر كاملا لها. ونستبسل في الحصول على صفحها عنا.

***

صرخت بي لمار بأعلى صوتها:

" لماذا جئت بهاتين الخائنتين هنا؟ تبا لك يا رغد أنا راحلة"

أمسكت بها بسرعة من ذراعها لأحاول إقناعها بالجلوس وتصارعت معها قليلا حتى دفعتها بقوة لأسقطها على الأرض. وقفت أمامها ثم هاجمتها:

" اسمعي ما لدينا لنقوله أولا وتوقفي عن المقاومة فلن ترحلي من هنا"

ساعدتها على النهوض ثم أقنعتها بالجلوس على الأريكة لأشرح لها القصة كاملة، جلست مع ميس على طرف السرير مقابلها بينما راعت سيرين البقاء بعيدة، لم أفهم ما ألم بها ولماذا تبدو كمن تعايش كابوسا.

شرحت الموضوع برمته للمار من محاولتي مع ميس إنشاء علاقة بينها وبين عمار في محاولة منا لمساعدته على الوقوع في حبها حتى نسعدها فلم نجد طريقة لذلك إلا برهانه على خوض علاقة حب معها. لكن ما لم أكن أعلمه أن الغبية ميس قد رفعت سقف الرهان إلى محاولته الحصول على قبلة منها، بكت ميس وأكدت لي أنها لم تراهنه على شيء أكثر من هذا وأن رهانها ذاك كان بغية تحريك مشاعره نحوها.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن