الفصل الثاني والأربعون - إعصار

203 8 8
                                    

إعصار

نزلت إلى الساحة مجددا، وهذه المرة بقلب يحيا بالحب من جديد. لاحظت تجمع عدد من الطلبة في زاوية من الساحة فاقتحمت المنطقة لإشباع فضولي. لكنني فوجئت بأن سبب التجمع هذا لم يكن إلا لمار.

كانت جالسة على أحد المقاعد وإلى جانبها كل من سيرين وميس، لكن الذي أثار دهشتي في الأمر أن لمار قامت برفع غرتها عن عينها لتكشف للجميع حقيقة وجود لونين مختلفين لعينيها. للحظات ألجمت الصدمة لساني.

باغتني صوت من خلفي لأحد الطلبة متسائلا:

" هل فعلا لك عينان مختلفتان في اللون؟ أم أنك ترتدين عدسات لاصقة؟"

أجابت وهي تصطنع ابتسامة:

" لا، عيناي حقيقيتان كالشمس، ثم أنني أعاني من التحسس إذا ما قمت بوضع عدسات لاصقة"

قالت لينا مبتهجة:

" حرام عليك، طيلة هذه السنين أخفيت شيئا بهذا الجمال! هل تعلمين كم عدد البشر المحظوظين في هذا الكون الذين يمتلكون خاصية جمالية كهذه؟ لماذا أخفيتها عن الجميع هكذا؟ سامحينا على الظن السيء بك لكن الكل كان يظن أن لك عينا مشوهة، لا قدر الله"

أجابتها:

" كنت أشعر بالضيق من إظهار هذا العيب الخلقي، لذا.."

قاطعها رضوان قائلا:

" عيب خلقي؟! هذه معجزة، آه أظن أنني وقعت في الحب مجددا"

أخفت لمار ابتسامة محرجة من تعليقه، ثم أضاف نزار:

" ملكة! صدقيني عندما أقول لك ذلك! أنت بديعة!"

تنحنحت ميس بانزعاج واضح وهي توجه نحو نزار نظرة مهددة. وأخيرا أقحمت نفسي بالحديث قائلة:

" لمار؟ ماذا حصل لتكشفي سرك؟"

أجابتني بابتسامة حزينة غريبة:

" لا داعي لإخفاء الأمر أكثر.... لم أعد أهتم.."

لم تعجبني نبرتها، حتما حصل معها أمر سيء. لذا جذبت ميس من ذراعها جانبا وابتعدت بها عن الجمهور وسألتها عن الخطب. أجابت هامسة بينما كانت تنظر نحو لمار:

" لا أعرف بالضبط، لكنها اتصلت بي في منتصف الليل باكية وهي تقول لي أن كل شيء بينها وبين عمار انتهى."

قاطعتها مبهوتة بقولي:

" ماذا؟"

أكملت:

" نعم، ذهبت إليه لأستفسر منه لكنه عزل نفسه في غرفته ورفض التواصل مع أي كان... هل تعتقدين أنها أرته عينها وكشفت له عن سرها؟ فأنهى علاقته بها؟"

لم يعجبني ما سمعته البتة، هل يعقل ذلك؟ هل فعلا عمار سطحي إلى هذه الدرجة لينهي علاقته بلمار لأجل هذا السبب؟ بدأت أشعر بالضيق لأنني خططت لعلاقتهما من الأساس، لقد تسببت في تحطيم صديقتي الثانية وكل ذلك بسبب أنانيتي.

وللحب بقيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن