الفصل الحادي والعشرون

894 14 0
                                    

** بعد مدة..

دخل فهد ومعتز غرفة الطعام، وحين رأوا ريتال ابتسم كلا منهما إبتسامة واسعة وأردف فهد قائلًا: وانا اقول القصر منور ليه.. ماتقوليش انك نستينى

ريتال إبتسامة: لا ازاى طبعا فاكره حضرتك

معتز وهو يسحب إحدى الكراسى ليجلس بجانب مراد..

معتز بإبتسامة: مساء الخير.. طبعا انتي متعرفنيش بس انا اعرفك.. انا معتز ابن عم مراد واخو فهد الصغير..

ريتال بإبتسامة: تشرفنا يا استاذ معتز

معتز: استاذ؟!!

عقدت ريتال حاجبيها بتعجب: اومال اقول ايه مش لازم احترمك!!

معتز مبتسمًا: من غير استاذ نادينى باسمى وبعدين لو علي الاحترام فاحنا اللي المفروض نقولك ريتال هانم..

فهد بإبتسامة ومرح: اكيد طبعا مش بقيتى مدام الشيمى بجلالة قدره وسيدة القصر..

ابتسمت ريتال ولكن سرعان ما تلاشت تلك الإبتسامة حين سمعت قول مراد..

مراد بحدة: فهههد ماتحطش ألقاب من عندك.. ومتديش حد أكبر من مقامه..

نظر معتز وخيرية وفهد لمراد من قوله أما ريتال رمقته بغضب وحزن من تلك الإهانة

فهد محاولًا الدفاع عن ريتال: انا ما أدتش ألقاب من عندي يا مراد ماهى مراتك و.....

قاطعه مراد محتد وساخرًا: للأسف مراتى وهو ده اللي خلاها هانم بس ياريت تحط فى اعتبارك أن كل واحد وأصله

...: وماله أصلى

هتفت بها ريتال بغضب وإنغعال.. وجه مراد نظره لريتال ساخرًا..

مراد بسخرية: والله شوفى انتي... هستنى ايه من واحده كان خطيبها تاجر سلاح

ريتال بإستهزاء: نفس الشيء اللي هتستناه من مرات الشيطان..

مراد بسخرية وغضب: بجد والله.. والشىء ده بقا اللي خلاكى تسلمى ورق لتاجر سلاح سكران لا وحط بصمته عليكى.. ثم تهكم بسخرية قائلًا وهو يرفع سبابته وكأنه تذكر شيئًا: صحيح لسه زى ما انتى بس داق.. اللي عايز افهمه بقا إزاى طاق يلمسك.. ااها.. ااهاا كان سكران، أكيد لو كان فايق مكنش بص فى وشك..

هتفت خيرية بغضب فى مراد: مراااااد...

قاطعها مراد سائلًا: ايه يا دادة انا ماغلطش فى ولا كلمة اتقالت.. وبعدين هو مش ده اللي حصل..!

أكمل مراد بسخرية وإستهزاء: مستغرب الحقيقة..، ياسر طول عمره ذوقه عالى فى النسون معرفش خطبك ازاى؟!!..... اهاا فعلاً..، عشان يدارى على اللى حصلك ويعملك كوبرى.. لا ما شاء الله بيفكر..

** قامت ريتال وقد ترقرقت الدموع بعينها وخرجت من غرقة الطعام مسرعة.. قد أهانها وأذلها أمام الجميع،

بدأت تُحدث نفسها: ما ألمنى أنه كان يعلم اننى ظُلمت ومع ذلك شوهني.. تلك الحادثة لم تكن بإرادتي وهو يعلم ذلك.. حاولت الدفاع عن نفسي ولكننى لم اقدر.. معه حق ذلك اللعين اعتدى عليَّ وترك على جسدى علامات.. ولكن ماذا كان عليَّ أن افعل سوى الصمت!!......

دارت الكثير والكثير فى خاطرها، ودّت لو كانت قد ماتت من تلك الحادثة على ان تظل وتسمع مثل هذا الكلام..

ظلت تصعد الدرج (السلالم) ولكنها لم تكن تعرف أين هى غرفتها؟؟!

وجدت إحدى الخادمات تصعد فسألتها عن غرفتها، هبطت الخادمة مع ريتال لتُريها غرفتها..

دخلت ريتال غرفتها، إرتمت بجسدها على السرير، وظلت تبكى..، تعالت شهقاتها وإزداد نحيبها...

****************************

خيرية بغضب: حرام عليك مش كده... كان ذنبها ايه يا مراد...، انت عارف ان البنية مظلومة

مراد ببرود وهو يتناول طعامه: والله انا مش قاضى عشان اقرر هى مظلومة ولا لا... ثم ادار وجهه لخيرية يهتف سائلًا: هو مش ده اللي حصل ولا انا جبت كلام من عندي..

خيرية بغضب: لا مش ده اللي حصل.. انت عارف انها مالهاش دعوة بحاجة ومع ذلك قولتلها كده.

معتز: دادة معاها حق يا مراد مايصحش تقول الكلام ده ليها على الاقل قدامنا يا اخى

مراد ببرود وهو ينظر للطعام ويُكمل تناوله: والله انت مش هتعلمنى ايه اللي يصح اعمله مع مراتى وايه اللي مايصحش..

فهد بحدة: انت كده بتفترى يا مراد، انتقامك خلص لما اتجوزتها، اللي انت بتعمله معاها ده مش انتقام ده افترى

وقف مراد يهتف ببرود: انا مفترى، دي مراتى وانا حر فيها..

خيرية بغضب: ياريتك تعاملها كمراتك فعلاً مش تهينها وتجرحها بالشكل ده

تهكم مراد وأردف: انتي محسسانى انى متجوزها عن حب.. ما انتو عارفين اللى فيها

فهد بحدة: ماتعلقش كل حاجه على شماعة الانتقام، ننتقم بس من اللي يستحق وانت خلاص انتقمت من ياسر اما اتجوزتها، ملكش حق تهينها بالشكل ده.

هب مراد وقفًا يصيح بغضب: يوووووووه، خلصنا، لاخر مره بقول محدش يدّخل.. ثم وجه حديثه لمعتز وفهد: لسانك يتحط جوه بوقك منك ليه.. مفهوم

خيرية بغضب وحدة: يعني ايه..؟؟ اخرس

تنهّد مراد بنفاذ صبر وقال: لا يا دادة مش قصدي عليكي بس لو سمحتي ماتتدخليش ولا تدافعى عنها..

خيرية: لا يا مراد انا...

قاطعها مراد بغضب مكتوم: ورحمة أبويا يا دادة أى حد هيدافع عنها ولا يدّخل فى اى حاجه تخصها لهيجنى عليها.. انتي عارفه اني بنفذلك اى حاجه تطلبيها لكن هنا ومش هقدر..

..** تركهم وغادر..

معتز: ما تعاندوش معاه.

فهد: مانعاندش ايه انت مش شايف

معتز بقلة حيلة: ده الشيطان.. والكل عارف لما بيحط حاجه في دماغه

أردفت خيرية بحسرة: ربنا يهديك يا ابنى ويسامحك..

*****

مر ذلك اليوم ولم يُذكر اى جديد..، غير أن ريتال ظلت تبكى حتى غلبها النُعاس ونامت حتى فجر اليوم التالي...
ومراد ظل يعمل بمكتبه، وفهد ومعتز إنشغلا بالاعمال..

يُتبع...

عُذرًا فقد اِمتلكها الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن