الفصل الثالث والثلاثون

958 15 0
                                    

كان يتظاهر ياسر بالعمل أمام المزارعين والحرس، حتى تسلل فى إنشغالهم بعد مرور ربع الساعة التى حددها ممدوح، ووصل إلي الإسطبل ولكنه اختبأ خلف الباب الخارجي للإسطبل مسرعًا، فقد وجد رجل فى أواخر الخمسينات من العمر ذو لحية بيضاء يخرج مع أحمد الذي ركب على أحد الخيول ويخرج من الإسطبل يسحب الحصان خلفه باللجام ويركب عليه أحمد.

بقى لعدة دقائق، حتى يبتعدا؛ كي لا يراه أحد. نظر بساعته فوجد أنه قد مر معظم الوقت ولم يتبقى إلا دقيقتين فقط.

فأخرج من جيبه مسرعًا زجاجة صغيرة مملوءة بالخمر، وسكبها على القش الموجود أمام الإسطبل وعلى أبوابه وما إن انتهى، حتى وضع الزجاجة بجيبه، وأخرج علبة صغيرة من أعواد الكبريت، أشعل واحدًا منهم ورماه على القش.

إشتعل الخمر، وأمسكت النار بالقش، وبدأت تزداد شيئًا فشيئًا، أما هو فأخذ يجري بسرعة قصوى تاركًا خلفه النيران تزداد.. يجري خلف القصر؛ كي يقطع الوقت فلم يتبقي سوى دقيقة وتعود كاميرات المراقبة كما هي، وستصوره وهو خلف القصر.

ظل يعدو بأقصى ما عنده حتى وصل إلي السور وتشبث بأطرافه، ورفع نفسه ثم قفز إلى الجهة الخارجية، وثوانِ وعادت كاميرات المراقبة كما كانت ولحسن حظه أنه قفز قبل عودتها بثوانٍ.

بدأت النيران تنتقل من مجموعة قش لأخري حتى أمسكت بأكوام القش الكبيرة التى كانت أول الإسطبل، فتعالى صهيل الخيول داخل الإسطبل، وأصبحت حركاتهم عشوائيّة مضطربة.

لسوء الحظ لم يكن هناك اى حراس على مقربة من الإسطبل؛ فعندما يريد أحمد ركوب الخيل يأمر صالح الحراس بأن يبتعدوا حتى لا يخاف.

سمع أحدهم الخيول تصهل بأصوات عالية، وميز أنه ليس حصان واحد بل عدة أحصنة إن لم يكن جميعهم، فذهب ليتفقد ما يجري حتى صعق عندما وجد أبواب الإسطبل تحترق، والنيران ممسكة فى جميع القش الموجود بالخارج، وعلى أول الإسطبل.

الحارس بخوف وصراخ: الحقووو.. الحقووو... الإسطبل بيولع.

انتفض الجميع فور سماعهم ذلك؛ فالكل يعلم ماذا يكون الإسطبل عند الشيطان، صرخ أحدهم على سعد يخبره أن الإسطبل يحترق، وعندما سمع هذا صدم وانطلق نحوهه وما إن رآه هكذا وقف يحدق بصدمة قد عجز عن الحركة لما لا يقل عن ثوانِ، ثم تدارك وأخذ يأمرهم..

سعد بصياح: هاتو خراطيم مايه بسرررررعة.

استجاب الحراس له، وبدأوا بفتح المياة التى تروى الأراضي، وأوصلوها بخراطيم، ثم وجههوها إلى الإسطبل يحاولون إخماد تلك النيران.

سعد يصرخ بهم بقلق ويقول..
سعد: أقفلوا الباب على الحصنة.

أحد الحراس بقلق وتوتر: مش هينفع يا سعد بيه.. الباب بيولع، لازم نطفي النار الاول.

عُذرًا فقد اِمتلكها الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن