1

3.6K 53 1
                                    


استيقظت على صوت بكاء اختي الصغيرة التي تبلغ من العمر سنة ونصف طالبةً مني ان أقوم بإرضاعها (في منتصف الليل) نعم ان اختي شرهة جداً في كل ما يخص الطعام، حملتها بحذر شديد من سريرها واخذتها معي للأسفل متجهين الى المطبخ لإعداد قنينة الحليب لهذه الطفلة اللطيفة، قمت بوضعها على الكنبة ووضعت بعض من الوسائد من حولها حتى لا تسقط وذهب لأجهز لها قنينتها وانا اراقبها بنفس الوقت، " ما الذي تفعلينه في مثل هذا الوقت؟" سألتني اختي الوسطى وهي تحك عينيها.

أشرت الى "Hope" التي تتوسط الكنبة وتغني بلغة الأطفال المشفرة الغريبة، وعلمت "Liza" بأن اختها الصغرى هي سبب استيقاظي، قمت بسؤالها " ما سبب استيقاظك انتِ في مثل هذا الوقت؟" اجابتني "Liza" " كالمعتاد ذلك الكابوس الذي لا اعلم مغزاه"، اخبرتها بأن تجلس بجوار اختها وانني سأقوم بأعداد بعض الشاي لي ولها ليمكننا مناقشة هذا الكابوس.

قمت بوضع ابريق الشاي على نار هادئة الى ان يجهز وانتهيت من اعداد قنينة الحليب، اخذتها الى المخلوق اللطيف الذي يتوسط الكنبة واجلستها في حضني لأستطيع ارضاعها بسهولة، "حسناً يمكنك اخباري بالتفاصيل مرة أخرى لأرى ان كان هناك فارق بين كوابيسك الأخرى وايضاً الى ان يجهز الشاي" ، اجابتني "Liza" بسردها لأحداث الكابوس الذي راودها والذي قد حدث بأرض الواقع وهي لا تفقه ذلك: "كالمعتاد حلمت اني بسن الخامسة او أكبر اجلس بزاوية ما في غرفة ما واسمع صرخات مدوية في المنزل، والسحب السوداء تحوم بالمنزل تعلن ان المنزل قد اشتد فيه الحريق، وفجأة في وسط ألسنة اللهب اختفت جميع الصرخات ماعدا صرخة واحدة كانت لامرأة، عندما نظرت حولي وجدت باب في اخر الغرفة ذهبت إليه مسرعةً لأتفادى الموت والخوف الذي يغمرني وعند وصولي له وجدت الامرأة التي كانت تصرخ مستلقية على الأرض وكان نصف جسدها السفلي محشور بين ركام خشب ناتج من سقوط السقف وكان يشتعل وكانت صرخاتها تشتد، اعتقد انها عندما رأتني..."

قاطعتها هنا بسؤالي "تعتقدين؟ لماذا لستِ متأكدة؟" عندما كانت تريد ان تجيب اطلق ابريق الشاي صفير معلناً عن جاهزية الشاي، وضعت "Hope" في حضن اختها بعد ان جشأتها وجعلتها تخلد للنوم ثم ذهبت مسرعة الى ابريق الشاي لأسكبه في الاكواب وهممت عائدة الى اختي واضعة كلا الكوبين على الطاولة واخذت منها كتلة اللطافة لتسنح لها الفرصة لشرب الشاي والتحدث بأريحية، اكملت قائلة: "قلت اعتقد انها رأتني لأني لا أعلم حقاً ما ان كانت تنظر الي ام ماذا، لأن في الكابوس وجهها كان مشوش بطريقة غريبة"، همهمت كرد مني على جملتها واخبرتها بأن تكمل، فأكلمت قائلة: "حاولت ان اتحرك من مكاني اكثر حتى استطيع ان اساعدها وانتشلها من ذلك الحطام ولكني لم استطع، فقدماي كانتا متجمدتين بطريقة ما، نظرت الى قدماي وكانت توجد يد مخيفة تمسك بقدمي، وعندما رفعت عيني لأنظر لتلك المرأة رأيت يدها ترتفع للأعلى وتقوم بالإشارة الى السقف، وعندما رفعت وجهي للأعلى قد سقط باقي حطام السقف فوقنا معلناً نهاية الكابوس"، في محاولة مني لتهدئتها اخبرتها بأنه قد توجد رسالة ما مبطنة خلف هذا الكابوس، تحاول ان تصل إليها بشتى الطرق، وغيرت محور الحديث الى سؤالي لها عن كيف هو شعورها الان وهي قد تخرجت من الإعدادية متوجهة في طريقها الى الثانوية وهذه المرحلة تعتبر الجسر الوحيد لوصولها للجامعة، ردت علي بقولها انها متوترة ومتحمسة بنفس الوقت وما الى ذلك وبعدها قمنا بفتح ألاف المواضيع في آن واحد الى ان غطت في النوم هي الأخرى.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن