28

231 18 8
                                    

عند سماع الفتاة الصغيرة لتلك الكلمات اجتاحها الخوف والقلق وبدأت تلك الدموع تنهمر من عيناها بشدة، ارادت الهروب، وارادت الرفض، ارادت طلب النجدة، ولكنها تعرف ان لا مكان لها ولن يستمع اليها أي شخص بالاضافة الى ان رفضها للامر لن يعود لها بالمنفعة بل سيعود اليها بالمضرة، طلب منها مدير المتيم ان تذهب لتغسل وجهها بعد ان اجهشت بالبكاء، وبالفعل ذهبت الى دورة المياه لتقوم بغسل وجهها، وفي حين عودتها الى المكتب، استوقفها صوت مدير الميتم وهو يخبر ذلك العجوز عن تلك السكاكر التي قد دس بها القليل من محلول المنوم، حيث سيسهل عليهم حملها و وضعها بالسيارة من دون افتعال ادنى مشكلة، وسيبدأ مفعوله بعد دقائق معدودة، تراجعت "Sara" بحذر وتوجهت الى غرفتها لتجد احدى فتيات المتواجدات معها بالميتم، مستلقية على الأرض وبجانبها تلك السكاكر التي كان يتحدث عنها مدير الميتم، عند استيعابها لمدى خطورة هذا الامر توجهت الى باب الغرفة وكانت على وشك الخروج منه، الا ان صوت خطوات اقدام قادمة من الخارج استوقفها وبدأت تبحث عن مخرجٍ ما قريب، فعند بحثها لم تجد سوى طريقة واحدة فقط، وهي القفز من تلك النافذة المكسورة.

قامت بوضع كرسي خشبي تحت النافذة، وكانت احدى أرجل ذلك الكرسي مكسورة، وهذا ما صعب الأمر على "Sara"؛ حيث انه يجب عليها ان توازن نفسها فوق الكرسي كي لا تقع، وايضًا يجب عليها الاسراع قبل مجيء مدير الميتم، عند تسلقها الكرسي واجهت القليل من الصعوبات في المحافظة على اتزانها، حيث كانت تقف برجليها على زوايا الكرسي الخشبي المختلفة فاردةً ذراعاها الاثنان، ولكن على الرغم من تخطيها العقبة الأولى، قد وجدت نفسها الان امام عقبة اخرى، كانت النافذة مغلقة بإحكام، حاولت فتحها بقوة ولكنها لم تستطع، حيث كان من الصعب التركيز على فتح النافذة بينما تفكر في المحافظة على توازنها لذلك الكرسي، كانت "Sara" على وشك الإستسلام، ولكن تلك الفكرة التي راودتها قامت بزيادة جرعة الأمل لديها بأنها ستهرب ولن يستطيع ذلك العجوز الامساك بها، نزلت من على الكرسي الخشبي بحذر ولكن بخطوات سريعة، واتجهت الى ذلك المصباح الصغير الكامن بجانب السرير الأرضي، كان فقط عبارة عن وسادة وغطاء خفيف، اخذت ذلك المصباح و توجهت مجدداً الى النافذة لتقوم بكسرها أكثر الى قطع صغيرة، ولكن على الرغم من نجاح "Sara" في كسر النافذة، الا ان الوقت لم يكن لصالحها.

جفلت فازعةً عندما فُتح الباب على مصراعيه مما سبب بإختلال في توازنها من على الكرسي الخشبي، وحتى لا تسقط قامت بإمساك حدود النافذة الزجاجية المدببة، لتنغرس في كلتا يديها مسببةً بصراخها وبكائها، حاولت ابعاد يدها عن النافذة ولكن لم تستطع لشدة تلك الآلام في يديها، على الرغم من ارتفاع الادرنالين في جسدها الا انها استطعات الشعور بتلك الوخزات في يديها، والشعور بالدماء تسيل من يديها الصغيرتين، (أنــ...ـا أسفــ..ـة يــا سيــدي، لم أكن أقــصد الهــر..ب منك، ســـاعدنــي) اخرجت تلك الكلمات بصعوبة بينما ما تزال تحاول الحفاظ على اتزانها وماتبقى لها من قوة، (لا تقلقي سيكون كل شيء على مايرام) أردف الشخص الكامن خلفها تلك الكلمات المطمئنة، لتفتح هي بدورها عينيها على مصراعيهما، وبدأت ترجف أكثر والبكاء والصراخ أكثر و أكثر.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن