2

1.8K 42 3
                                    


حملت الاثنتان ووضعتهما على سريري مخافةً من ان تصحو "Liza" من نفس الكابوس، ومخافةً ايضاً من ان تصحو "Hope" طالبةً بالمزيد من قناني الحليب، أما انا فلم أشعر بالنعاس بعد نهضت من السرير متوجهة لمكتبي الذي يقبع تحت النافذة وبدأت أقوم بتوقيع على بعض المستندات والوسائط وما الى ذلك، الى ان رأيت ضوء الشمس معلناً عن قدوم الصباح، رأيت الساعة وكانت السابعة صباحاً، تفاجأت من نفسي كيف لم اشعر بالوقت هكذا.

نهضت من على المكتب متجهة الى "Liza" لإيقاظها للمدرسة، وكانت "Hope" ما تزال في نومها العميق، حملتها الى سريرها الخاص وقمت بتشغيل الكاميرا حتى تتسنى لي مراقبتها في حين اعدادي الفطور ل"Liza"، قمت بروتيني الصباحي وبدلت ثيابي الى ملابس العمل وهممت الى الأسفل لأقوم بالتنظيف واعداد الفطور الى ان تجهز "Liza" للمدرسة، وفي حين انتهائي من اعداد الفطور نزلت "Liza" من على الدرج بملابس المدرسة وحقيبة الكتب في فمها وتربط شعرها الناعم الطويل، اخبرتها انه كان بأستطاعتها ان تلبس الحقيبة على ظهرها بدلاً من وضعها في فمها، وقفت تنظر الي بدهشة واظن انها استوعبت ذلك في وقت متأخر، يا إلهي هذه الفتاه! اخبرتها بأن تجلس وتأكل واني سأذهب لأجهز مقعد "Hope" في الخلف واني سأبدل لها حفاظها واقوم بأخذ حاجيتها الى السيارة حتى تنتهي.

عند انتهائها سبقتني الى السيارة حاملةً معها اختها، في حين اني قمت بتنظيف الفوضى التي قامت بها هي، بعد ان أنجزت مهمتي بنجاح ذهبت الى السيارة لأجد الاختين يلعبن مع بعضهما بمرح، تأكدت من ان كلتاهما قد وضعتا حزام الامان بالشكل المطلوب، وبالطبع انا من سيربط الحزام ل"Hope" واخبرتهم بأن رحلتنا قد بدأت، قمت بإيصال "Liza" الى مدرستها واخذت الكائن اللطيف معي الى مقر عملي وهي شركتي، نعم انا مديرة تحمل اختها الصغيرة معها الى الشركة الخاصة بها والتي لديها العديد من الافرع حول العالم واشهرهم على الاطلاق، وهذا ليس غرور او تكبر انما هذا ما سوف يخبرك به الانترنت.

اخذت الكائن اللطيف ووضعتها في غرفة خاصة بها مع جليستها التي تهتم بها في اثناء غيابي عنها، تأكدت انها بخير ومشتتة عني حتى يتسنى لي تركها فهي متعلقة فيني الى حد الجنون، أغلقت الباب بهدوء واتجهت الى مكتبي وتأكدت من الكاميرا تعمل حتى اراقب الكائن اللطيف، ندهت سكرتيرتي او مساعدتي واسمها "Carla" واخبرتها بأن تخبرني عن مواعيدي المهمة وما يجب ان أقوم به بالإضافة الى اني سلمتها الأوراق والمستندات التي سهرت عليها واخبرتها ما يجب عليها فعله وطلبت منها المغادرة بعد ذلك، وقفت وقمت بأخذ جميع حاجياتي التي اريدها مع الكاميرا بالطبع وخرجت الى غرفة الاجتماعات، فلدي اجتماع مهم مع احد مدراء الشركات المهمة كما هو مبين في جدول مواعيدي.

في حين كنت اصنع لي قهوتي واجهز العقود وما الى ذلك دخل او بالمعنى الاصح دخلت غرفة الاجتماع فتاة ذات طابع صبياني، بشعرها الناعم القصير والذي يكسوه السواد مع القليل من اللمعان كالنجوم في الفضاء، كانت طويلة القامه قد يصل طولها الى ما بين 175-180 سنتيميتر وكانت ترتدي مثلما ارتدي انا بالضبط قميص ذو عنق طويلة ومعطف اسود وكمام اسود بالمختصر يكسوها السواد من رأسها الى اخمص قدميها ولكني عكسها تماماً بالألوان، وقد لاحظت ايضاً وجود بعض الحروق على الجهة اليمنى من وجهها وكانت عينها اليمنى بيضاء وكأنها مجرد قطعة لؤلؤ موضوعة داخل جفنها، "هل انتهيتِ؟" سألتني وهي تتقدم باتجاهي.

لاحظت اني قد سرحت بها قليلاً وهذا كان فعل فض مني، فاعتذرت عما بدر مني وطلبت منها الجلوس وسألتها بما يجب ان اناديها حتى يتسنى لي الحديث بأريحية، اخبرتني بأن اسمها هو "Jina" وهي مديرة الشركة الفلانية وانها أتت الى هنا حتى تتعاقد معي بعقد شراكة لفترة معينة، ضللت صامته لفترة أحاول استيعاب الجملة الطويلة التي اخبرتني بها، انا كل ما طلبته هو اسمها وهي اعطتني تعريف كامل عنها، اردفت مرحبةً بها واخبرتها اني قد رأيت كيف تسير شركتها للأمام وانه لا توجد أي عوائق مالية او غيرها امامنا ويمكننا عقد الشراكة في ما بيننا، عندما انهيت حديثي ازالت الكمامة من على وجهها وتبين لي ان الحرق الذي بوجهها لم يتوقف فقط في وجهها بل اكمل الى عنقها وربما الى الجزء الذي ما بعد العنق وما الى ذلك وحين اعدت نظري الى وجهها رأيتها تبتسم، ابتسامة يمكنني وصفها بأنها كانت دافئة وربما اسرتني قليلاً، "اذاً اظن اننا اتفقنا على عقد الشراكة ولكن الان علينا ان نناقش بنود هذا العقد"

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن