( وهذا بإختصار ماحدث، لا يمكنني ان اتعمق فهذا الاحمق قادم) أردف "Don" ذلك بينما يراقب "Jack" وهو يحمل الأكواب بحرص شديد حتى لا يسكب المشروبات،(قبل ان يصل هذا الأبله، هل أستطعت العودة الى والدك؟ وهل المدعو "Batreck" هو أحد أفراد عائلة السيد "Lucas") أردفت "Shiri" ذلك بينما تضحك على "Jack":( مازلنا تحت رحمته ولم استطع رؤية والدي منذ ذلك الحين الى يومنا هذا، ونعم "Batreck" هو شقيق "Lucas" الأكبر)، أردف "Don" ونهض ليتوجه الى "Jack" ليأخذ منه المشروبات بكل سهولة وتوجها الى "Shiri" التي تراقب لطافة تصرفهما وتفكر في أمرهما.
بعد ان انتتهت ليلة الثلاثة بفقدان "Don" للوعي، توجه كلٌ منهم الى القصر الذي تسكن فيه عائلة "Lucas"، في طريقهم الى غرفهم طرحت "Shiri" سؤال:( "Jack" أأنت واقع في الحب؟)، ألقى "Jack" نظرة خاطفة على الجوهرة الرمادية ومن ثم أعاده الى الردهة، (لا أعلم كيف لم يلحظ أحد ذلك، وبالأخص الأحمق الذي أحمله على ظهري) أردف ذلك بينما يفتح باب غرفة "Don"، (سؤال آخر، كيف يمكن لهذا الشخص مقابلة والده مجددًا؟) أشارات الجوهرة الرمادية على "Don" الذي يغط في نوم عميق، (إذًا لقد اخبرك بالامر! لن يستطيع رؤية والده طالما ذلك المدعو بـ"Batreck" مايزال على قيد الحياة، فلديه أوراق مهمة تتهم والد "Don" بتهم لم يرتكبها قط، ويمكنه ان يستخدمنا ضد والده، قد يأتي ذلك اليوم الذي يأمر خال "Don" والمدعو "Batreck"، كلٌ منا لقتل والده وشقيقي التوأم، فالاثنان الان في عداد المفقودين، وان تم ايجادهم من قبل "Batreck" سيأتينا هذا الامر لا محالة).
بعد توجه كلٌ منهم الى خارج غرفة "Don" أكملت "Shiri" طرح اسئلتها:(إذًا بالمختصر يجب على ذلك الشخص المدعو "Batreck" ان يموت، ويجب ايضًا الحصول على تلك الأوراق حتى لا يمكن إدانة والد "Don" والتخلص من شقيقك؟)، أردف الآخر بحذر:( "Shiri" انتِ لا تنوين فعل ذلك أليس كذلك؟)، لم تجب "Shiri" على سؤاله ذلك بل طرحت سؤال اخر بدلًا من ذلك:(هل يمكنك البقاء معه هذه الليلة؟)، حاول "Jack" فهم ما تحاول الجوهرة الرمادية ايصاله ولكنه لم يفهم، حيث همت بالمغادرة مجددًا من ذلك القصر وتوجهت الى اللامكان، أرادت ان تفكر في ما تواجهه منذ ذلك اليوم الذي فقدت فيه الذاكرة الى هذا الوقت.
كانت تسير في الارجاء والأفكار متزاحمة في رأسها لا تستطيع ان تفكر بشيء معين، لذلك قررت العودة مجددًا الى القصر ولكن استوقفها صوت امرأة، كان ذلك الصوت مألوف بالنسبة اليها ولكنها لا تتذكر اين سمعته ومن كانت صاحبة ذلك الصوت، (عزيزتي "Shiri" لقد كنت ابحث عنك في كل مكان)، قامت المرأة بالتوجه الى الجوهرة الرمادية مهرولةً، وكانت تحمل في يديها طفلة صغيرة، (أنا اسفة يا سيدة ولكن لا أعلم من تكونين؟).
كانت تلك الكلمات كفيلة بإسكات تلك المرأة وتسللت ملامح الصدمة الى محيّاها، كانت تنظر الى وجه الاخرى الذي تملأه التساؤلات، كانت تحاول ان تستوعب الأمر، ظنت انه مقلب ما، ولكنها تعرف ان الجوهرة الرمادية ليست من ذلك النوع، الجوهرة الرمادية دائمًا ما تكون جادة ولا تحب المقالب والمزاح كثيرًا الا ان كان ذلك المزاح موجه اليها من عشيقتيها أو "Sara"، لذلك حاولت ان تستوعب الأمر:( عزيزتي "Shiri" ماذا حدث؟ اخبريني؟ لقد قلتِ بأنك ستذهبين مع التوأمتان للتخلص من جدك وستعودين فيما بعد، ماذا حدث؟ اين الفتاتان؟ ماذا حدث لك كل تلك السنوات؟)، لم تستطع الجوهرة الرمادية فهم ما تحاول الاخرى قوله لذلك طلبت منها ان تشرح لها الأمر أكثر، ولكن تلك المرأة اخبرتها بأن تأتي الى منزلها لتخبرها بكل شي.
ولكن رفضت الجوهرة الرمادية ذلك ظنًا منها بأنه مجرد كمين تم نصبه لها بحكم إنها تعمل مع "Lucas" وأعماله الغير قانونية، ولكنها ما تزال تشعر بالانتماء الى هذه المرأة، وتلك الطفلة التي تحملها تشعر وكأنها رأتها من قبل، تعلم ان هناك ثغرة ما في قصة "Lucas" الذي سردها عليها تعلم ان هنالك ما يخفيه هذا الرجل وزوجته، ولكنها لا تريد التحدث عن الأمر، فقط لمجرد انها شعرت كذلك بالامان بوجودها بقرب هذان الزوجان، وكانت تتمنى ان لا تعود الى حياتها السابقة ان كانت من النوع القاسي و الجاف والخالي من المشاعر المحبة، والتي حصلت عليها ما ان دخلت منزل "Lucas" وعائلته.
لم تستطع تلك المرأة من اقناع الجوهرة الرمادية بالذهاب معها، ولم تعطها الجوهرة الرمادية الفرصة لإخراج ما في جعبتها، ولكن تلك المرأة أصرت عليها، ولكن لم تعجل بالأمر بل طلبت منها ان تفكر في الأمر، وانها متواجدة بالقرب من هذه المنطقة، وقامت بإعطاء الجوهرة الرمادية عنوانها:( انا لا اعلم ما حدث لك، ولكني على يقين بأن جدك هو السبب، لا أعلم لما لا تتذكرينني ولكن سأساعدك على استرجاع ذكرياتك تلك، سأدعك تتذكرين التوأمتان، وهذه الطفلة "Liza" التي لطالما احببتيها وابقيتيها بمأمن، وانتِ من قام بمساعدتي بالاعتناء بها ايضًا، و "Sara" التي ما ان غادرت المنزل لم تعد مجددًا لا أعلم ما ان حدث لها مكروه، أريد ان أخبرك بكل شيء يا عزيزتي "Shiri" أرجوك فكري بالأمر).
غادرت المرأة بعد ان ألقت بتلك الكلمات على مسامع الجوهرة الرمادية تاركًة ايها في حيرة من أمرها ومن ثم قررت التوجه الى القصر، كانت تود اللحاق بها لتسمع ما بجعبتها، ولكن شيء ما يمنعها من ذلك، هل هي الرغبة بالتشبث بهذه الحياة ؟ مخافًة من ان حياتها السابقة كانت عبارة عن مآساة، ولكن ربما كانت العكس تمامًا كانت حياة سعيدة وجميلة وكانت هي بدورها تنعم براحة كبيرة، كان لديها تلك الأسرة السعيدة التي أهتمت بها، أو ربما كانت أسرتها تعنفها، لم يخبرها "Lucas" عن تفاصيل حياتها السابقة بحجة انه لا يعرفها جيدًا ويمكنها ان تسأل صديقه المجهول عن حياتها السابقة حين عودته، ولكن تلك الحجة لم تقتنع بها الجوهرة الرمادية!
كانت كل تلك الأفكار تجول في رأسها إلى أن وصلت الى القصر مجددًا، وقد رأت ذلك المدعو "Batreck" يخرج من سيارته تاركًا بابها مفتوح، فكرت الجوهرة الرمادية قليلًا ومن ثم توجهت الى السيارة لتعبث بمحركاتها وتعطل الفرامل، ومن ثم توجهت الى داخل القصر لتتوجه الى مكتبه، منتظرة إياه في الخارج الى حين خروجه.
وبالفعل عند خروجه من المكتب، تسللت هي بدورها الى الداخل، باحثةً عن تلك المستندات والأوراق التي أخبرها "Jack" عنها، ولكنها لم تجده، كانت تبحث في جميع زوايا المكتب ولكنها لم تعثر على تلميح واحد لوجود تلك الأوراق في المكتب؛ لذلك قررت العودة الى غرفتها، ولكن استوقفها صوت صرير الأرض، والتي كانت مصنوعة من ألواح الخشب، وكانت احدى تلك الألواح بارزة قليلًا مما يوحي بأن هنالك شيء مختبئ أسفلها.
عند رفعها للوحة الخشب تلك، وجدت ما كانت تبحث عنه، لم تتوقع بأن الأمر سيكون بهذه السهولة، قامت بأخذ تلك الأوراق بعد ان قرأت محتواها، وتوجهت الى غرفتها متسللةً لتقوم بحرق تلك الأوراق، وقامت بوضع رأسها على الوسادة وكأن شيئًا لم يحدث، وقد قررت مسبقًا بما انها ستساعد العشيقان ليعودا الى حياتهما السابقة مع والد "Don" و شقيق "Jack" التوأم، فقد حان دورها هي كذلك لتحاول استرجاع ماضيها وفهم ما حدث لها بالتفصيل وان كان ماضيها ذاك مؤلم، فهي على يقين بأنها تستطيع الصمود امام تلك الذكريات مهما كانت تعيسة او سعيدة.
أنت تقرأ
بصيص امل
Ficção Geralصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.