17

423 22 3
                                    

نزلنا من السياره بعد ان وصلنا لوجهتنا وقمنا بالدخول الى منزل، او بمعنى اصح منزلي الذي ورثته منذ صغري ولا يعلم بوجوده احد ما عداي انا و "Jina" وبالطبع العشيقان كما قلت سابقاً،كان منزل صغير مهترئ ذو طابق واحد وكانت الغرف متلاصقه فيما بينها او يمكنني القول انه فقط المطبخ المطل على غرفة المعيشة والحمام وغرفتا نوم وغرفة معيشة فقط لا اعلم ماقصته وكيف حصلت عليه ولكنني اتذكر تلك المرأه التي اعتنت بي ولا اعرف عنها شيء ولكنني اتذكر ايضاً انها اعطتني مفتاح هذا المنزل واخبرتني انه ملكي ومن ثم اختفت كانت فتره وجيزه وقصيره انذاك عندما اعتنت بي ربما لذلك لا اتذكرها بوضوح؟ هههه مهلاً انا لا اتذكر أي شيء اخر فبالطبع لن اتذكرها، لقد تذكرت والديّ بعد عناء طويل وكذلك سأفعل بباقي ذكرايّ المشتته.

عند دخولنا اخبرتني "Jina" انها ستعد لنا الطعام فنحن لم نأكل شيء منذ الأمس، وانا بدوري توجهت لإحدى الغرفتين اللتان تتوسطان المنزل وقد استقبلني هواء بارد، اخرجت تنهيده قصيره وتوجهت الى التكييف لإطفاءه ولكن استقبلني صوتها الطفولي:( امممممم "Shiri" لا تغلقيه ارجوك، ان جسدي يحرقني من تلك الجروح التي في جسدي) قهقهت واغلقت مكيف الهواء وتجوهت لها لأربت على رأسها:( هذا طبيعي، فذلك يعني ان جروحك بدأت تتقبل الدواء وقد بدأت بالألتأم ايضاً، وبالاضافه الى ذلك فكري بتلك الكتلة اللطيفة النائمة هناك فهي لا تتحمل البرد كما تفعلين انتي) قامت "Liza" بعض شفتها السفلية وهي تنظر الى اختها الصغيره ثم اعادت نظرها الي:( انني جائعة!) في طريقي الى ملاكي الصغير لأحملها اخبرتها ان "Jina" تقوم بإعداد الطعام لنا.

ثم اردفت شقيقتي قائلة:( "Shiri" ان كنتِ لا تريدين "Jina" او لا تكنين لها المشاعر فبإمكانك اعطائي اياها.) لم اوجه نظري اليها بل صببت اهتمامي كله على كتلة اللطافة التي استيقظت واردفت:( يمكنني ان اعطيكِ كنوز الدنيا جميعها واعطيك ممتلكاتي وحتى قلبي ان اردتِ ولكنني لا استطيع اعطائك هذه الجوهرة النادرة يا "Liza")، عندما التففت لأهم بالخروج وجدت "Jina" بجانب الباب والدموع قد ملأت عينيها وشفاهها ترجف مع ابتسامه صغيره، لم تنتظر لحظه وقامت بإحتضاني وبالطبع وضعت كل قوتها في هذا الحضن، ربت على ظهرها واخبرتها ان تبتعد قليلاً فإن "Hope" ستختنق من قوة حضنها، ابتعدت وهي تحك رأسها بخجل وتعتذر لما قامت به، ابتسمت لها بالمقابل وتوجهنا الى غرفة المعيشة حيث وضعت الطعام وبالطبع جهزت بعض من طعام الاطفال لكتلة اللطافة التي تحتضنني.

عندما جائت "Liza" كانت تتأوه بألم على كل حركه تقوم بها، كنت على وشك النهوض لأحضر لها مسكن للآلام ولكن "Jina" سبقتني، استمريت في اطعام ملاكي الصغير بينما كنت متناسيةً ذاتي، وبالطبع "Jina" لم يعجبها الامر، قامت بأخذ طبقي وملعقتي وبدأت تطعمني، شعرت بنظرات "Liza" تحرقني بشده عندما وجهت نظري اليها كانت غاضبة بشدة ولكنها لم تطل تلك النظرات، استقامت من مقعدها وذهبت الى غرفتها، نظرت الي "Jina" وكانت هي بدورها غاضبة ايضاً سألتها مالامر لما كل هذا الغضب وبالطبع استطاعت تغيير محور الموضوع.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن