في حين وصول الشرطة كان المفوض "luicen" في غاية التوتر والقلق وجبينه قد بلله العرق، اعتقد انه قد علم بما حدث وان الحرب العالمية الثالثة على وشك ان تبدأ وتحمل في طياتها الكثير من الحقد والانتقام، جائني رافع ذراعيه وكأنه على وشك الاقلاع مع ابتسامه تدل على التوتر، واعتقد انه بالكاد اخرج احرفه الاولى ليرحب بي بصوت عالٍ، لم اقم بالرد عليه كل ما اخبرته به هو انني سأراه هو والمسؤول عن هذه الجريمه في قسم الشرطه وان لم يفعلوا، فإن هلاكهم سيكون بين يدي. انصرفت متجهةً الى المشفى وادعوا الله ان يخفف حدة الالام والصدمات على اختي.في طريقي الى المشفى اتصلت على صديقتي "Sara" واخبرتها بأن تحضر ملاكي الصغير معها الى المستشفى، وبعد اغلاقي بثوانٍ معدودة اتصل علي جدي وبالتأكيد قد وصلته الاخبار بالذي حدث، هممت بالرد عليه واستقبلني بالصراخ علي والعتاب، فهو يحب كلتا حفيدتيه حباً جماً، واخبرني للمره.... اممممم.... نسيت العدد لتكراره هذا السؤال، لماذا لا اضع حرس وخدم للشقيقتين، لم استطع كبح جماح نفسي واخبرته انه على حق ان الخطأ خطأي لماذا لم اضع لهم الحرس والخدم لمراقبتهما، واعتقد بل متأكده من ان سمعت كلام جدي لما حدث هذا لأختي، هل انا فاشله في حماية اختاي؟ انا كل ما اردته هو ان اشعرهما بالامان وان يتصرفن بحرية لا اريد ان اقيدهن بشيء، فبعد كل شيء هما كل ما املك.
استقبلني صمت طويل من الجهة الاخرة من المكالمة الى ان قرر واخيراً التحدث، اخبرني جدي:( لا اصدق انكِ واخيراً بدأت بفتح قلبك لي يا "Shiri"، اعلم انك تحافظين على حدود العلاقه بيننا لأنك لا تريدين التعلق بنا أكثر ولكن أعلمي ان عائلتنا جميعها ترحب بك ولن تنسى ماقمتي به من اجلنا ومن اجل حفيدتيّ، صحيح انك اختهما بالتبني ولكن اعلمي انه ان كان لديهم اخت تربط بينها وبين الصغيرتين بصلة الدم صدقيني ما كانت لتقوم بما تقومين به من ولادهتن الى يومنا هذا، وبالنسبة الى "Vam" سأقوم بالاهتمام بموضوع القضيه والشرطة وما الى ذلك وسأسلمه لك على طبق من ذهب، ولكِ الحرية بالتصرف، وضعي بالحسبان ان اسمه سيمسح من السجلات وكأن والدته لم تلده.") علمت هنا ان جدي اعطاني الاشاره الخضراء بحرية التصرف وقتل الوزير وابنه فهما السبب بعد كل شيء وبعد انتهاء جدي من التحدث اخرجت تنهيده صغيره مني واخبرت جدي بما قلته للمفوض "luicen"، بالاضافه الى انه يجب عليه زيارة حفيدته وقد وعدني بأنه سيفعل اليوم ولكن لديه بعض الترتيبات اولاً ومن ثم سيأتي، انهيت حديثي معه مع وصولي الى المشفى.
في حين دخولي للمشفى استقبلتني "Sara" حاملة بين ذراعيها ملاكي الصغير وكانت نائمة، شكرت "Sara" على ماقامت به من اجلي واخبرتني انه لا داعي لشكرها وانها قد علمت بكل شيء، واخذتني بيدي الى الجناح الذي تنام فيه "Liza"، في حين ذهابنا الى الجناح استفسرت مني "Sara" عن ما سأقوم به بعد معرفتي بمن هو الجاني، توقفت ونظرت لها قليلاً واخبرتها اني لا اعلم ولكن ما اعلمه هو في حين ايجادي له لن ارحمه، ابتسمت لي ابتسامتها الدافئة المطمئنة وضغطت على يدي واردفت قائلة:( اعلم ذلك، واعلم ايضاً انك الان تحاسبين ذاتك وانك تظنين انكِ انتي السبب في ما حدث). رفعت يدها و وضعتها على وجتني، ( "Shiri" انتي لم تقومي بأي شيء خاطئ انتي بذلتي كل ما بوسعك لتنعم هاتين الطفلتين بالنعيم، فقد قمتِ بتعويضهما عن خسارة الام والاب واعيطتهم كل ما يشاؤون من احتياجات ماديه وعاطفيه، انتي قمت بكل شيء على اتمم وجه، وانتي تعلمين كذلك اننا لا نستطيع التحكم بحياتنا فلابد من ان تخرج الامور عن السيطره قليلاً.).
قمت بإعطائها إبتسامة صغيرة و وضعت يدي على يدها التي تمسك بوجنتي واخبرتها ان لا تقلق فأنا بخير، صحيح انني ألوم نفسي على ماحدث ولكن لدي احساس بأنني يمكن ان اصحح خطأي هذا، ولدي بعض الافكار في عقلي يمكن ان تساعد "Liza" على تخطي الامر. قاطع حديثنا صوت مألوف ينادي بإسمي: ("Shiri"). ألتففت الى مصدر الصوت وكانت، "Jina" والقلق والخوف قد كسا وجهها، اتت الي مهرولة وقامت بعناقي، كان عناقاً دافئً ولكن في نفس الوقت مؤلم حيث انني اعتقد ان عظامي على وشك ان تكسر، يالها من قوة.
بعد ان دام العناق دقائق ابتعدت عني ولكن وجهها كان مقابل وجهي ولا تبعد بيننا الا بعض انشات امسكت كلتا وجنتي وكانت يدها دافئة ايضاً ونظرات القلق على وجهها واقسم انني قد رأيت دموع في كلتا عينيها: (انتي بخير صحيح؟، لم يحدث لك شيء صحيح؟ "جدكِ اخبرني بالأمر وجئت مسرعة الى هنا، كيف حال اختك؟) نظرت الى "Sara" واظن انها كانت نظرة تحمل في طياتها بعض الحقد ومن ثم عادت تنظر الي ازالت احدى يديها لتحاوط بها خصري بينما الاخرى مازالت على وجنتي:( اعدك بأني لن ادع الجاني يهرب وانني سأقوم بجعله يندم اشد الندم لما فعله فقط ثقي بي).
أنت تقرأ
بصيص امل
General Fictionصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.