استيقظت على وابل كبير من القبلات، وبالطبع كانت "Jina" هي من تمطرني به، ابتسمت لها وقمت بعناقها بدوري، اردفت هي الاخرى:( صباح الخير يا جميلتي، لقد قمت بإعداد الافطار، والفتيات لم يستيقظن بعد، لذا انهضي وافيقيهنّ من سباتهنّ) همهمت كإجابة ونهضت من على السرير، قمت برفع شعري للأعلى حتى اذهب للحمام واقوم بالاغتسال، شعرت بها تقترب من الخلف وتقبل عنقي وبالطبع لم انتظر دقيقة واحدة وتأوهت كرد فعل مني، شعرت بإبتسامتها على رقبتي:( عند انتهائك من الاغتسال تأكدي من ارتدائك قميص ذو ياقة طويلة وحاولي ان تجدي عذر مناسب لشفتيك المنتفخات، فبعد كل شيء كانت ليلة الامس بيننا حافلة). قهقهت وانا انهض متجهة الى الحمام الذي بجوار غرفة الفتيات و وقفت أمام المرآه الصغيره وبالفعل تأكدت انه يجب ان اقوم بإرتداء قميص ذو ياقه طويله ولكن بالنسبة لشفتاي فعقلي خاليٍ من الاعذار الان، عندما فتحت صنبور المياه ليمطر علي بقطرات الماء، جائني ذلك الشعور مجدداً، ذلك الشخص يقف خلفي مباشرة، اخرجت تنهيدة صغيرة واغمضت عيني:(ماذا تريد؟) هذا كل ما خرج من فمي، فقد طفح الكيل حقاً، اجابني كالمعتاد بهمس و انفاسه الثقيله تضربني من الخلف ولكن هذه المره اشعر بشعور غريب يجتاحني:(اريدك)، سألته بالمقابل ماذا يريد مني؟
فجأةً شعرت به يحاوط جسدي مرة اخرى:( انا و "Jina" نريدك) فتحت عيناي بصدمة كبيرة، ثم اخرجت نفساً كان ثقيلاً على قلبي:(ماذا تقصد؟)، شعرت بأنفاسه تبتعد ثم عادت مره اخرى ولكن مجدداً شعرت به على صدري:(البحيرة)، سألته مجدداً مالذي يقصده، شعرت بأنه بدأ يقبض على جسدي بقوة واعاد كلماته التي قالها في جملة واحده:( اريدك...انا و "Jina" نريدك....البحيرة) ومن ثم اخلى سبيلي ولم اعد اشعر بوجوده مجدداً، بعد انتهائي ارتديت معطف الاستحمام وخرجت من الحمام كنت على وشك التوجه الى الغرفة ولكن استوقفتني نظرات "Jina" لي وكان الغضب يعتريها مجدداً، لا اعلم لماذا ولكن شعرت ان نبضات قلبي بدأت بالتسارع، قاطعت لحظة الصمت التي دارت بيننا واخبرتها انني اريد التحدث اليها في الغرفة.
تلاشت ملامح الغضب وتبدلت الى حزن وهزت رأسها يمنةً وشمالاً كإجابة:(لا يمكنني اخبارك بأي شيء، فلقد وعدت جدك الا تتذكرين؟ انا حقاً اسفة! والان تناسي الامر واذهبي وارتدي ملابسك حتى لا تصابي بالبرد وانا سأنتظرك هنا). لم اجادلها بذلك بل استسلمت لنظرات حزنها التي شعرت انها تحمل في طياتها توسلات الي بأن لا اسأل اكثر، وبالطبع انا لا اريد سؤالها اكثر عن ذلك فبعد كل شيء اخبرتني انها ان تلفظت بشيء ما حتى وان كان بسيط، لن استطيع رؤيتها بعد الان لذلك يجب علي ان اشبع فضولي بنفسي.
بعد ان ارتديت ملابسي وخرجت وجدت كل من اختايّ و"Jina" جالسات على الكنبة وبدأن بتناول الطعام، توجهت اليهم واخذت ملاكي الصغير من حضن اختها مع قنينة الحليب وبدأت بإرضاعها جاعلةً "Liza" تفطر بإريحية، وكالعادة "Jina" لن تقبل بذلك، جلست بجانبي وبدأت بإطعامي، لا اعلم لما ولكن تذكرت نظرات "Liza" الغاضبة بالامس وعندما عاودت النظر اليها مجدداً كانت تعتريها ملامح الفرح وهي تأكل، غير مكترثة لما يحدث، وعندها حولت نظري الى "Jina" وكانت هي بدورها تبتسم لي وهي تطعمني، هنالك شيء غريب يحدث بالتأكيد، بعد انتهائنا من الافطار توجهنا انا و "Jina" للخارج للتسكع قليلاً بينما "Jack" و "Don" يعتنيان بالطفلتين، فقد جاء كلٌ منهم حاملاً معه كمية هائلة من الالعاب وماشابه ذلك.
بعد ان جلسنا على العشب استلقت "Jina" على رجلي وكانت تنظر الى وجهي بتلك النظرة التي لطالما عشقتها، ثم اغمضت عينيها وانا بدوري بدأت اتأمل السماء وتذكر ما قد حدث معي بالحمام واحاول ربطه في ما حدث كذلك في القبو، "البحيرة" رددت هذه الكلمة في عقلي محاولة نبش ذكريات عقلي التي لا اعلم اين تختبأ في رأسي، وفجأة جائت لمحة طفيفة في عقلي عن اغنية!! تلك الاغنية التي رددتها والدتي لي، بدأت بغناءها بصوت مسموع:( ايتها الارواح الزرقاء... خذيني بين يديك... دعيني اشعر باللهيب الازرق الذي يكمن بين قلبيك... قلبيك اللذان يحويان الزمردتين.... امديني بقواك... قواك التي تكمن في قلب بحيرة الانين....بحيرة الانين التي تحوي التنينين....التنينين اللذان اخلصا لحماية عيناك....تلك العينان ذاتا اللون الرمادي شبيهٌ بلون حجر القمر....القمر الذي قد يكسوه الاحمرار قريباً....معلناً عن... ) توقفت قليلاً وتذكرت ما اخبرت "Jina" به عند توجهنا الى هنا :(تكاثفت الغيوم السوداء معلنة عن بداية الحرب السوداء وان كانت زُرقتها تحاول ان تطغي وتصفي وتشتت هذه الغيوم بإعلانها قدوم الشمس التي قد تنير هذه الحرب المظلمة والسوداء فإن الليل قادم لا محالة وذلك سيزيد من سواد هذه الحرب وان ظهر القمر الاحمر فهذا سيزيد من عذوبة المياه الحمراء في هذه الحرب ومع هطول المطر خلال الحرب ستزيد صيحات وصرخات زخات المطر وهي تهطل على الارض وفي هطول زخات المطر تلك تتفتح زهور زنبقة العنكبوت الحمراء معلنةً عن انتهاء الحرب). شعرت بصداع خفيف في رأسي لذا توقفت قليلاً عن التفكير و وجهت نظري الى "Jina" التي بدورها كانت تنظر الي بغضب مجدداً.
لم اعد استطع التحمل اكثر وسألتها لما تنظر الي بغضب؟ كان الغضب يكسو وجهها منذ الليلة الفائتة واذا اردت ازاحة هذا الغضب فتبدله بنظرات حزينة فقط، وبالفعل عند سؤالي لها تبدلت ملامحها الى حزن شديد واخرجت تنهيدة صغيرة، ونهضت متوجهةً الى الداخل. اخذت نفساً عميقاً واستلقيت على العشب، تناسيت ألم الصداع وبدأت بالتفكير مجدداً، فتحت عيناي بصدمة كبيرة وفتحت هاتفي لأكتب في الخريطة اسم بحيرة الانين، هل هذا ماكان يقصده ذلك الصوت؟ ولكنني لم اجد شيئاً، قررت كتابة عنوان منزلي القديم والنظر في محيطه فقد بدأ كل شيء هناك أليس كذلك؟ وبالفعل وجدت سبع بحيرات تحيط منزلي من جميع الجهات ولكن بمسافات متفاوتة. مالذي يحدث بحق الجحيم؟!

أنت تقرأ
بصيص امل
General Fictionصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.