35

144 14 6
                                    

(حقًا؟ لا يمكن لأحدكم صنع كعكة؟ انها فقط تحتاج الى طحين وحليب و زبدة والكثير من المكونات) أردفت "Sara" ذلك، بينما التوأمتان كانتا تعلقان الزينة على الحائط، (ان كنتي تعرفين المكونات لما لا تستخدمين اناملك الرقيقة يا اميرة "Sara" وتقومي بصنع الكعكة) أردفت "Jiana" ذلك بينما تتوجه اليها، (لا أعرفها جميعها) أردفت "Sara"، (اذًا لماذا تتذاكين في امر لا تفقهين عنه شيء)، استمر هذا الشجار بين "Sara" و "Jiana"، الى ان خرجت "Shiri" من الغرفة بعد ان تأكدت ان الطفلة "Liza" تغط في نوم عميق، (اعتقد بإن ان مر يوم واحد من دون ان تتشاجرا ستصيبكما سكتة قلبية، والمشكلة الأكبر هي اسباب شجاركما التافهة، سأقوم انا بإعداد الكعك)، (أشكرك عزيزتي، لقد شعرت بأن رأسي على وشك الأنفجار من شجارهما الأحمق) أردفت "Jina" ذلك بينما تقبل رأس الجوهرة الرمادية.

ساعدت "Sara" في اعداد الكعك، بينما كانتا التوأمتان لا تزالان تعلقان الزينة، بعد ان وضعتا الكعكة على طاولة الطعام ، جلستا الاثنتان على طاولة تراقبان ماتقومان به التوأمتان (انتما الاثنتان مالذي تفعلانه؟ الا يمكنكما القراءة؟ ذكرى زواج سديعة؟ هيا قوموا بضبطها قبل مجيئهما) أردفت "Sara" بغضب، شدت "Jiana" قبضتها:( ان لم تصمتي الأن سأقوم بتعليقك بدلًا من هذه الزينة)، لم تستطع "Shiri" كبح جماحها اكثر وخرجت منها قهقة والتي اذابت قلب التوأمتان، واستمرا في تأملها وهي تضحك على "Sara" الغاضبة، الى حين سماعهما صوت قفل الباب، بدأت "Sara" بالصراخ (هيا هيا اين هي المفرقعات، قوموا بتجهيز الالعاب النارية ايضًا، واختبئوا).

عند دخول الزوجان، كان الهدوء يخيم على المنزل، ظن الاثنان بإن الجميع قد خلد للنوم حتى بدأت اصوات الصرخات والمفرقعات تتردد في المنزل، هنأ الجميع الزوجان على مرور الذكرى السنوية على زواجهم، (بالمناسبة، لا أقصد ان اقوم بإفساد الأمر ولكن من الذي قام بتعليق الزينة؟ لقد كتبها ذكرى زواج سديعة بدلًا من سعيدة) أردف زوج "Renata" ذلك بينما يحاول كتم ضحكاته، (ألم اخبركما بتعديلها؟ لا يمكننا الاعتماد عليكما بتاتًا) أردفت "Sara" ذلك بينما تتوجه الى الكعكة، (هيا يا اصدقاء انه مجرد خطأ بسيط، بالاضافة الى انه سيضفي ذكرى جميلة، يمكننا تذكرها معًا في المستقبل) أردقت الجوهرة الرمادية ذلك لتحاول ان تهدئ من حدة غضب "Sara".

بعد ان انتهى الجميع من الرقص والغناء وتناول الطعام، اتجه كلٌ منهم الى غرفته، ماعدا "Shiri" و "Renata"، فقد طلبت "Renata" ان تتحدث مع الجوهرة الرمادية على انفراد، وقد توجهتا الى الحديقة الخلفية للمنزل للتحدث:( أتعلمين "Shiri" لقد كنا نفكر انا وزوجي في أمر ما، الا تظنين ان حياتنا الان في حالة ثبات؟ اعني الا تظنين ان الخطر قد زال؟)، أردفت الجوهرة الرمادية بينما تجلس على العشب بجانب "Renata":( وما قد حدث بجانب تلك البحيرة؟ ومحاولات الاغتيال التي استهدفوني بها؟ ومحاولة قتلكما؟ وتحريضه للبشر حتى يتخلصوا منا؟ وهذا ماحدث لإجدادي وعائلتك وعائلة التنينتان، فبسببه قد ابيدت العوالم من قبل البشر، الشكر للرب انني استطعت اخفاء عالم زهور زنبقة العنكبوت، والا تكررت تلك الأحداث، انا لا اريد الانتقام ولم افكر بالانتقام حتى، انا كل ما افكر فيه الان هو حماية من احب).

(أعلم يا "Shiri" ولكن الا تظنين عندما نتوقفنا عن البحث عنه ومحاولة القبض عليه والتخلص منه، ستصل اليه فكرة انهاء الحرب، انهاء هذه العداوة التي لا اعرف كيف بدأت، يجب ان نضع حد لهذه الكراهية التي قد استوطنت قلوبنا دون ان نشعر، "Shiri" لقد اصابني الأرق بسبب التوتر والقلق، مخافةً من ضياع هذه الحياة السعيدة، لماذا! لماذا لا يمكننا ان نعيش على سجيتنا؟ لماذا لا يمكننا ان نعيش كالبشر؟ حياة طبيعية وروتينية ومليئة بالشغف والحب والترقب لما سيحدث في الغد، عزيزتي "Shiri" بدأت أخاف المستقبل، لا اريد ان اعرف ماقد سيحدث في الغد، انني خائفة من ان اخسر هذا النعيم الذي أعيش فيه الان، انتِ والتوأمتان و "Sara" وزوجي وطفلتنا الصغيرة "Liza"، لقد اعتدت على سماع صراخ "Sara" والطفلة، وشجار التوأمتان، واعدادك للطعام، وزوجي الذي كان يستحوذه الخوف والقلق من ان يحدث امر سيء، بات الان يتفاءل بكل دقيقة وثانية، اصبح يبتسم ويضحك، تحول غضبه الى بهجة، لا يمكنني السماح لتلك الاشياء بالضياع يا "Shiri") أردفت "Renata" بينما تحاول جاهدةً بحبس دموعها، التي خانتها وبدأت بالانهمار.

(ليس لدي ما أجيبك به الان او ان اقوم بمواساتك به الان، ولكن فلتعلمي بإن التوأمتان وانا سنغادر هذا المنزل عند طلوع الفجر، ستبقى "Sara" هنا معكما ومع الطفلة، ولا يجب عليك اخبارها لانها لا تعرف بذلك، سنغادر بهدوء دون افتعال شجارات او أي مواقف حساسة بيننا، أعلم انتِ تعتقدين الان انها انانية مني ولكن انتِ قلتها بنفسك، على هذه الحرب ان تتوقف حتى يمكننا ان نعيش ونهنأ بحياة مثالية وطبيعية، ولكننا لن نعيشها حتى نتخلص منه، أخبرتك اياه مسبقًا وسأعيدها، ذلك الشخص بيننا الان، استطيع الشعور بهالاته وكيانه، يمكنني ان اشتم رائحة قواه القذره والمشؤومة، يجب علي ان ابتعد مع التوأمتان الان الى ان نجده و نتخلص منه، ومن ثم يمكننا العودة مجددًا، ولا تسأليني عن المدة، جل ما اعرفه هو اننا سنستغرق وقتاً طويلًا الى ان نجده.) بعد ان اردفت الجوهرة الرمادية ذلك توجهت الى داخل المنزل، حتى لا تعطي "Renata" المجال للتحدث والجدال.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن