14

437 26 3
                                    

بعد وفاة "Amanda" بأشهر قليلة اصر والدا "Roger" على تزويجه بفتاه يمكنها الاعتناء بطفلته في حين غيابه عن المنزل، وبالطبع رفض "Roger" الامر في بادئ الامر ولكنه اضطر الى الخضوع لوالديه في النهاية، وتزوج من "selvinaz" كانت فتاه بسيطة وذات الجمال الهدئ، بالاضافة الى جوهرها الداخلي النظيف الذي قد احتوى "Shiri" حقاً. ومع ذلك كان "Roger" يقضي معظم ايامه خارج المنزل، واصبح مدمن على الشرب، وكان بدوره يعنف "selvinaz" بشتى الطرق. وكانت هي بدورها تصبر على كل امر شنيع كان يقوم به زوجها لها على الرغم من انها لا تكن أي مشاعر له، بل كل ما بالامر انها تشفق على حال الفتاة الصغيرة فهي ليس لها ذنب بوفاة زوجته وايضاً ليس لها ذنب انها ملكت قدرات جدتها.

بالاضافة الى ان "Roger" لا يعرف هو وعائلته ان "selvinaz" كانت الصديقه المقربه ل"Amanda" وبطبيعة الحال كانت تخبرها بكل شيء، وهذا الامر صب في مصلحة "Shiri" مستقبلاً، فعندما ضربت "selvinaz" رأس زوجها بقنينة الخمر وجدت الفتاة الصغيره صعوبة بالتنفس قليلاً، ذهبت مهرولةً اليها واخذت وسادة من على الكنبة و وضعتها على وجه "Shiri"، مما سبب في فقدانها للوعي بسبب نقص الاكسجين، هذا كان ماتحاول "selvinaz" الوصول اليه.

حملت جسد الفتاه الصغيرة الى الخارج و وضعتها في العراء مع كومة كبيرة من الاوراق، ثم همت للدخول مرة اخرى الى المنزل متوجهة الى المطبخ لتفتح الغاز مسببةً بأنتشاره ومع وجود المدفأة داخل المنزل ساعد في تسريع عملية نشوب انفجار كبير من قبل اسطوانة الغاز وبالطبع بدأت اسقف المنزل بالسقوط والسنة الحريق بدأت تخرج من السقف والنوافذ، وبدأت صرخة "selvinaz" تدوي في المنزل ولكن "Roger" لم يكن يصدر منه صوت بحكم فقدانه للوعي داخل المنزل، وفي اليوم التالي كان كل ماقد وجدوه القرويين هو جثتين قد تحول نصفهما الى رماد، والمنزل لم يبقى له اثر وحتى "Shiri" لم تكن متواجدة امام المنزل كما وضعتها "selvinaz".

الكاتبة: ومن هنا نرجع للوقت الحاضر حيث تواجد "Jina" و "Shiri" في المنزل الذي اكلته النيران مسبقاً وسأكمل من منظور "Shiri" كالمعتاد.

ابتسمت في اللحظة التي تذكرت فيها تلك الذكرى التي لا اعلم كيف انها ماتزال في عقلي على الرغم من صغر سني، فعندما بدأ الأمر كنت في سنتي الاولى او اصغر، قاطع تأملي للدمية صوت "Jina" وهي تسألني ما ان تذكرت شيء، واخبرتها انني بالفعل تذكرت فقط القليل من ماضييّ واسردت لها ما تذكرته. بدأت ملامح الغضب تعلو وجهها واخذت تشتم وتصرخ بوالدي، وضعت يدي على فمها محاولة تهدئتها بالحقيقة هي انا فقط اريد اسكاتها لأنني ومع الذي حدث مع والدي مازلت احبه، بدا الحزن في وجهي على الرغم من ابتسامتي التي لم تفارق وجهي، وعلمت "Jina" هنا انني انا من احتاج الى التهدئة وليس هي، وبالفعل ابعدت يدي وقامت بأخذي بعناق دافئ طويل، لا اعلم كم استغرق هذا العناق من الوقت ولكني اعلم انني بدأت اجهش بالبكاء كطفلة صغيرة وهذه كانت المرة الاولى التي ابكي فيها امام شخص ما، واعتقد انه ربما تكون "Jina" حقا شيء مميز بالنسبة الى قلبي الذي لم ينساها قط.

عندما انتهيت من البكاء بدأت "Jina" بالمسح على رأسي بيدها وهي تنظر الي وانا احاول ان اجمع شتات نفسي فلم اعتد على ان ابين انكساري امام احد، اخبرتني ان لا اقلق فهي لن تخبر احداً بالاضافة الى انني كنت في غاية اللطافة عندما بدأت بمسح دموعي بأكمام المعطف، وبالبطع قامت بالثناء على لون عيناي تحت ضوء القمر وحاولت اخراجي من اجواء الحزن التي كنت اعيشها وبالطبع ستنجح بذلك فهي حقاً تعرف كيف تبهجني، ثم اخبرتها اننا سنكمل بحثنا في اليوم التالي بعد انهاء اعمالنا من الشركة، ولكنني اريد التأكد من امر ما في طريقنا ورد سؤال في ذهني لها وقمت بسؤالها:( "Jina" هل صدقتي جميع ما اخبرتك به؟ اعني ان هذه الامور لا يمكن لعقل الانسان تصديقها ولكنك لم تجادلي او تشككِ بالامر) أومأت هي الاخرى:(بالطبع سأصدقك فأنا اعلم بجميع ماقد حدث معكِ منذ نعومة اظافرك الى يومنا هذا ومستقبلاً ايضاً، ولكن كما اخبرتك لقد قطعت على جدك وعد ان ابقى الامر سر عنكِ ولا استطيع التلميح لك ايضاً بأي شيء، صدقيني انا حقاً اود ان اساعدك في تذكر كل شيء واريك كل شيء ولكن الوعد الذي قطعته لا يمكنني ان اخل به) اخبرتها بأن جدي لن يعرف ذلك، ولكنها هزت رأسها ونظرت لي بحزن:( بل سيعرف، لأنه في حين محاولتي فقط لأخبارك بأي شيء، لن تريني مرة اخرى ابداً) طلبت منها ان تشرح لي الامر أكثر فأنا لم افهم ذلك ولكنها اكتفت بالصمت ومازالت تلك النظرة الحزينة على وجهها، قمت بإمساك يدها والابتسام لها:( حسناً لا تقلقي فأنا اخربتك مسبقاً انني سأبذل كل ما بوسعي لتذكر ماضييّ ولاتذكرك ايضاً لن ادع دقيقة او ثانية تمر من دون ان احاول ان اجمع معلومات عن ماضييّ.) ابتسمت هي بالمقابل و قامت بالضغط على يدي:( أحبك يا "Shiri") لم استطع ابقاء عيني متصلة بخاصتيها وقمت بإشاحة نظري عنها، وبالطبع ردة فعلي هذه جعلتني اسمع قهقهتها التي سلبت قلبي.

في اثناء سيرنا جعلت قدماي تقودني الى ذلك المكان الذي بدأت فيه الاحداث، و وجدت ذلك الجذع الذي سقط على والدتي في ذلك اليوم يكسوه الفطر والحشائش توجهت الى الجانب المقابل لأرى ان كانت اثار والدتي ما تزال موجودة، وبالطبع اختفت الاثار، ربتت "Jina" على كتفي وسألتني:( اتظنين ان ذلك الفهد الاسود وابنه موجودان الى الان، او حتى ان مات الفهد الاكبر اعتقد ان الصغير مازال حياً.) هززت رأسي يميناً وشمالاً واخبرتها انهما ماتا فأنا قد قتلتهما بنفسي.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن