اغمضت عينيها لبعض الوقت وبدأت بشرح أفعالها بإختصار:( اولًا ولتضعا ذلك في عقلكما ولا تنسياه البتة، انا قمت بإخفاء عالم زهور زنبقة العنكبوت ولم اقم بمحوه، ولكن خانني التعبير عندما سألتماني عما كنت افعله، ثانيًا "Jina" اجلسي بجانب شقيقتك حتى استطيع مخاطبتكما بشكل جيد تقريبًا.) وبالفعل قامت التنينة الزرقاء بالجلوس بجانب شقيقتها وبدأتا بالانصات الى معشوقتهما. :(اولًا دعاني اخبركما بشأن احدى تلك الرسائل التي تركوها لي كلٌ من والدتي و"Selvinaz" و "Angel"، وسنركز على رسالة والدتي، أتذكرون تلك الاغنية التي اعتادت ان تغنيها لي؟ كانت تحوي في طيات احدى معانيها بأن هنالك سيتواجد تنينين وكان هذان التنين يشيران اليكما، اوه صحيح قبل ان اشرح فلتضعا في الحسبان بأن هذه الاغنية تواجدت قبل ولادتي و ولادتكما ولكنها تنطبق علينا نحن الثلاثة كثيرًا لتواجد تشابه بيننا...) قامت "Shiri" بإعادة سرد كل ما قد ورد برسالة والدتها.
حتى وصلت للجزء الذي قلقت من ان تقرأه أمام الاثنتان، ولكنها لم تتردد في اخبارهما حيث انها لم ترغب بإخفاء اي امر عن هاتان الاثنتان:( بالنسبة لجزء تلك العينان ذات اللون الرمادي شبيه بلون حجر القمر... القمر الذي قد يكسوه الاحمرار قريبًا... معلنًا عن تلك الدماء... التي ستتطاير الى اعين تلك الدمية... دمية السماء الزرقاء... معلنة عن دمعة الحزن وبداية تفتح زهر الاقحوان، فتلك الكلمات تعني الموت الذي سيسلب روح واحدةً منا، انا،"Jina" او "Jiana"، لم تعرف والدتي من منا بالتحديد، ولكن المعنى يميل لي انا وسيكون موتي بشكل مأساوي ولكنكما لن تبقيا تحت رحمتي بعد الان؛ حيث عند موتي ستتحرران من طوق العبودية التي يلتف حول رقبتكما، وهذا يرجع الى تلك الكلمات "معلنة عن دمعة الحزن وبداية تفتح زهر الاقحوان"، وزهر الاقحوان يدل على الحياة الجديدة والمديدة لكما، اتمنى انني استطعت ايصال الفكرة لكما بشكل صحيح.) كانت اعين التوأمتان تنزل تلك الدموع دون توقف ممزوج بتلك الشهقات التي تعلو مع مرور الوقت، لم تعرف "Shiri" كيف لها ان تتصرف في هذا الموقف، فلم تقم بفعل أي شيء.
قامت بإنتظار التنينتان حتى تهدأن، وبالفعل عند انتهائهم من البكاء همّ الجميع بالعودة الى ذلك الكوخ مجددًا من دون ان يتحاور كلٌ منهم، وعند دخولهم لذلك الكوخ استقبلهم بكاء الطفلة، (اخيرًا لقد عدتي، اعتقد ان الطفلة جائعة اوربما يوجد سبب اخر) اردفت "Sara" ذلك بينما تشير لتلك المرأة التي تقف بجانب النافذة، طلبت الجوهرة الرمادية من احدى التوأمتان ان تخرج وتبحث عن بعض الطعام لهم وبعض الحليب للطفلة، وبالفعل تطوعت "Jiana" للقيام بذلك واخبرت "Sara" ايضًا بأن ترافقها، عندما اقترحت "Shiri" عليها الذهاب مع التنينة الحمراء قامت بإعطائها تلك النظرة القاتلة وكأنها تخبرها:( هل كان يجب عليكِ ارسالي معها؟!)، لم تلقي لها بالًا وتوجهت الى تلك المرأة بجانب النافذة بعد ان غادرتا مع الطفلة، (كيف لي ان اساعدك؟) هذه كانت اول الكلمات التي تخرج منها بعد مغادرتهما.
لم تجب على الفور، بل استمرت بالتحديق في وجه الاثنتان متفحصًة تعابير وجيههما، ومن ثم بدأت تردف مافي جعبتها:( اعلم انكما تتساءلان عن من اكون؟ و مالذي افعله هنا؟، حسنًا دعاني اخبركما بقصة قصيرة قد حدثت منذ يومان او ثلاثة، أي قبل مجيئك الى كهف الفهود السوداء يا جوهرة القمر، ولكن هل يمكننا الجلوس حتى يمكننا التحدث بهدوء.)، ألقت "Shiri" نظرة خاطفة على التنينة الزرقاء ومن ثم همت بالجلوس على الكنبة وقد تبعتها الاخرى كذلك.
عند جلوس المرأة مواجهةً لهما بدأت بسرد قصتها:( ادعى "Renata" وانا هي خالة الطفلة، أي المرأة التي قامت بإنجابها تكون اختي، من المفترض ان تكون شقيقتي في الشهر الـ 7، هذا يعني انها قد انجبت ابنتها مبكرًا، وأعلم كيف حدث الأمر فقد مررت بالكهف قبل مجيئي الى هنا ورأيت جثتها وجثث صغارها وقد قمت بما يلزم، حسنًا قبل ان ادعكما تتحدثان دعيني اخبرك بأمر ما يا حفيدة ابنة ابليس، يجب عليك ان تتوخي الحذر فعندما تم ارسالي الى مهمة اقوم بها من اجل القائد "Demon" قبل يومين او ثلاثة من وصولك للكهف، قد صادف تواجدي في احدى مناطق المدينة مع وجود اتباع الشخص الذي سبب الحرب بيننا وبين التنانين مازال ذلك الشخص مجهول الهوية، ولكن ما استطعت معرفته انهم سيقومون بمحاولة اغتيالك، لا اعلم متى واين وكيف، ولكن جل ما اعرفه هو ان حياتك في خطر وشيك، وانا هنا حتى احذرك وحتى اخفف من وطأة الحمل الثقيل الذي على كاهلك، سأقوم بأخذ ابنة شقيقتي معي حتى اقوم بتربيتها، وانتِ يجب ان تحترسي من محيطك في الوقت الراهن.)
ارجعت "shiri" رأسها للخلف مسندةً اياه على ظهر الكنبة بينما "Jina" كانت أعينها تملأها الشك اتجاه تلك المرأة المدعوة "Renata"، حل الصمت لبرهة، والذي قاطعه دخول التنينة الحمراء بينما تحمل سلة مملوءة بالفواكه والخضار وكانت الدماء تغطيها، بينما كانت "Sara" تحمل الطفلة وتعابير الصدمة لا تفارق محيّاها، (مالذي حدث؟) سألت "Jina" شقيقتها بينما ذهبت لأخذ تلك السلة من يدها، (لا شيء ظننت انكما ستحتاجان الى بعض البروتينات وقمت بقتل البقرة وجلبتها الى هنا، وبالمناسبة انها في الخارج) أردفت "Jiana" ذلك بينما تمسح الدماء من على يديها، (حسنًا لقد عرفنا سبب وجود تلك الدماء على "Jiana"، وانتِ ما سبب تلك الصدمة على وجهك؟) وجهت "Shiri" السؤال الى ذلك التمثال الذي لم يتزحزح من مكانه ما ان وصلتا.
ولكن عندما انهت جوهرة القمر سؤالها بدأت الاخرى بالصراخ:( كــانت الــطفــلة "Liza" تشرب الحـليب من ثدي تـلك الـبقرة، وفجـأة قامــت تلــك الفتـاة بقتـلها بينما كانت الطفـلة ما تزال تــرضــ...)، قاطعها صوت التنينة الحمراء بينما تجلس بجانب "Shiri" (هل يمكنك خفض صوتكِ قليلًا، ونعم قمت بقتلها ولكنني قمت بإعطائها معزة لترضع منها ألا يجب عليكِ شكري بدلًا من الصراخ؟!)
أشاحت "Shiri" بنظرها عن الاثنتان وقامت بتوجيهه الى "Renata":( يمكنك اخذ الطفلة، ولتنعم كلتاكما بحياة هنيئة وان كان هناك وعود بيني وبين اُناس اخرين سأقوم بالتغاضي عنها.)، خرجت قهقهة صغيرة من "Renata" :( حسنًا سأقوم بإخذها معي الان، واعتقد انكم اسميتموها "Liza" أليس كذلك! وايضًا هل لي بطلب اخير قبل مغادرتي معها؟)، أومأت "Shiri" لها كإجابة واكملت الاخرى :(ربما سنلتقي مرًة اخرى وربما ستعيش معكم مرة اخرى، هل يمكنكم بكتمان امر وفاة والدتها، ولتخبروها بأنني انا والدتها الحقيقية؟)، لم يسألها أي منهم عن السبب، بل وافق كل منهم على الفور وقاموا بتوديع الاثنتان على امل ان يلتقوا بها مجددًا، بعد ذلك توجهت "Jina" الى جثة البقرة واردفت: (حسنًا ماذا نفعل بهذه؟)، (Chow mein) اردفت "Shiri" مجيبًة، وكانت علامات الاستفهام تحوم حول الثلاثة.
أنت تقرأ
بصيص امل
General Fictionصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.