38

156 13 0
                                    

(ماذا ستفعل الأن، لم تسر جميع مخططاتك كما تريد؟!) أردف رجل في منتصف الأربعينات ذلك بينما يتفحص "Shiri" الفاقدة للوعي، (لا أعلم، لم اكن اعتقد انها ستحمل بعض من المشاعر الى التوأمتان، لقد ظننت انها ستصبح نسخة مني، اعني انظر الى ما قمت أنا بفعله، لقد قتلت عزيزتي "Lunabella" وكل من احب، اشعلت نيران الغضب والحقد في جميع العوالم، كنت أتلذذ بذلك، وظننت بأن حفيدتي يمكنها ان تصبح نسخة مني وندمر هذا العالم معًا ولكن مشاعرها تلك أقوى مني)، توجه هو والاخر الى خارج الغرفة وبقيا يتحدثان في الردهة، (بسبب غبائي وغضبي قد سببت في افساد خطتي بنفسي، لقد ألقيت عليها تعويذة النسيان، لن تتذكرني ولن تتذكر الأشخاص التي كونت معهم تلك الذكريات البائسة، وذلك يعني لن استطيع الوصول الى التوأمتان او ذلك العالم).

أردف الرجل الاخر وهو يراقب تحركات ابليس المتوترة:( ألم يحن الوقت لنسيانك الأمر انت كذلك، اعني انظر الى كل تلك الأعوام التي مرت، الا تظن انه قد حان الوقت لتعيش حياة طبيعية، خالية من تلك الافكار، الامر الذي حاولت الوصول اليه لن تستطيع الوصول اليه بعد الان، ولا يمكنك الحصول على تلك المعلومات ما ان تذكرت حفيدتك كل شيء، لذلك كل ما اطلبه منك الان هو ان تتوقف يا صديقي.) قام بعناق ابليس والمسح على ظهره حتى يهدأ، ( أعرف يا "Lucas"، ولكن يجب علي مساعدة حفيدتي اولًا ان كنت ارغب في نسيان أمر العالم والتوأمتان.) أردف ابليس ذلك بينما يسند رأسه على كتف صديقه.

(عزيزي ابليس انا لا اقصد التشكيك بإمرك ولكن أحقًا ان قمت بمساعدة حفيدتك على تذكر كل شيء، ستنسى انت ما تخطط لأجله؟) أردف "Lucas" بينما يبعد ابليس عنه، (لا اعتقد ذلك، لا أعرف، ربما نعم سأنسى (صمت لبرهة ثم اكمل ) هذه الحفيدة قد جمعت قواي بداخلها ولم تستخدمها ضدي بالشكل المطلوب، كانت حركة واحدة كفيلة بقتلي، ولكن لا اعلم لما لم تستخدمها جيدًا، هي حقًا جيدة في استخدامها، ربما لانها لا ترغب في قتلي منذ البداية، او حقًا انها كانت تعتقد بأن ليس لديها فرصة امامي.)

تنهد "Lucas" بينما يشاهد صديقه يتحدث بطريقة غريبة امامه:( انظر الي يا ابليس، سنحرص انا و والدي على الأهتمام بها، وانت ستجد العالم والتوأمتان ولكن لن تدمر أيًا منهم، ستنسى كل شيء ولن تسلب السعادة من قلب حفيدتك حسنًا! فلقد طفح الكيل يا عزيزي، انت لا تعرف ما هي رغبتك الحقيقية، أو ما تود حقًا فعله، منذ تلك السنين القديمة الى يومنا هذا، فدعني يا صديقي أقودك الى حيث بر الامان والطمأنينة، أعني الا يكفي انك تشعر بالذنب لما حدث لحفيدتك الان؟)

أشاح ابليس برأسه عن صديقه و وجهه الى النافذة الكامنة بجانبهما:( حقًا انا لا اعرف ما اود تحقيقه من خلال ما افعل الان، اتعلم! لقد أخبرتني "Shiri" بأنه لا سبب لدي لما اقوم به، بل انه مجرد فراغ يكمن في داخلي واريد ملأه، وأنتما الاثنان محقان بذلك، كنت اريد تدمير ذلك العالم وسلب التوأمتان قدرتهما، بالاضافة الى قتلهما عن طريق حفيدتي،والسبب يعود الى اللاشيء، لقد ظننت بأن "Shiri" ستكون الوريث الحقيقي لي ولكنها مجرد بشرية الأن وتملك العديد من المشاعر والأحاسيس واما بالنسبه لتلك الطاقة التي بداخلها والتي كانت جزء مني فقد وضعتها كزينة في زاوية من زوايا جسدها ولا تستخدمها بتاتًا، لذلك يجب عليها ان تعود الى حياتها السابقة حيث لا تملك ما قد تقلق عليه.)

توجه اليه "Lucas" بينما الابتسامة تملأ تعابير وجهه، واضعًا يده على كتفه:( هل هذا يعني بأننا سنفكر في حلٍ ما يساعد "Shiri" على استرجاع ذكرياتها، وستخلي سبيلها هي والتوأمتان وذلك العالم الى الابد؟)، أومأ الاخر بتردد كإجابة بينما بدأ "Lucas" بالتخطيط معه عن طريقة لإسترجاع الجوهرة الرمادية لذاكرتها.

بعد ذلك توجه "Lucas" الى الغرفة بعد ان ودع صديقه ابليس، وكانت الجوهرة الرمادية مستيقظة وتنظر الى الغرفة بعيناها الخاليتين من المشاعر، (لقد استيقظتي اخيرًا!) أردف "Lucas" ذلك بينما يجلس بجانبها على السرير، (من انت؟ ومن انا؟ وماهذا المكان؟ مالذي افعله هنا؟ لما كل تلك الجروح تملأ جسدي؟ انها تؤلم).

ابتسم "Lucas" بدفئ وأردف:( انا اسمي "Lucas"، وانتِ تدعين "Shiri"، لقد جلبك صديق عزيز لي الى هنا، لقد توفيا والديك ولم يكن لديك أحد ليعتني بك، لذلك سأقوم أنا بالاعتناء بكِ الى حين قدوم صديقي مجددًا، وارجو ان لا تسأليني من يكون ذلك الصديق؛ لا يمكنني الاجابة على ذلك، اما بالنسبة لتلك الجروح لا تلقي لها بالًا فقط انتظري حتى تلتأم، فأنا لا اعرف سببها لقد تم ايجادك فاقدةً للوعي في احدى الطرقات وتلك الجروح تملأ جسدك وربما بسبب تلك الضربات التي تعرضتي اليها قد تسببت في فقدانك للذاكرة). لم تنطق الجوهرة الرمادية بكلمة بعد سماعها لذلك، وأشاحت نظرها الى الباب، حيث كانت تقف امرأة شابة وكان فارق السن بينها وبين "shiri" و "Lucas" واضح.

عندما نظر "Lucas" الى الفتاة أردف بسعادة غامرة:( أوه عزيزتي "Victoria" دعيني أعرفك الى "Shiri"، انها حفيدة أعز صديق لي، انتِ تعرفينه، "Shiri" هذه زوجتي "Victoria".)، تقدمت "Victoria" من "Shiri" لتمد يدها وتلقي التحية في آنٍ واحد، وقد بادلتها الاخرى بالفعل، (حسنًا اذًا "Shiri" ماذا تخططين لفعله الان؟)أردف "Lucas" ذلك بينما ينهض ليقف بجانب زوجته.

رفعت "Shiri" كتفاها:( لا أدري، انت يمكنك اخباري بما يجب علي فعله الى حين عودة صديقك، أعني يجب علي البقاء هنا حتى يعود أليس كذلك؟)، ما زالت تلك الابتسامة لم تفارق وجه "Lucas":( نعم ياعزيزتي يمكنك البقاء هنا الى حين عودته، وبالمناسبة اخبرني صديقي انه تم تعليمك الفنون القتالية وكيفية استخدام الأسلحة وما الى ذلك على أيدي أنُاس خبراء في ذلك، لذلك ستقوم مهماتك على مهاراتك تلك)، أردفت "Shiri"( هل تعتقد بأنني سأتذكر تلك المهارات؟ فأنا لم اتذكر اسمي أو أي شيء اخر).

قام "Lucas" بالمسح على رأسها بلطف واخبرها بأنه سيتكفل بأمر تذكيرها بشأن تلك المهارات، حيث سيوكل "Jack" و "Don" للإهتمام بذلك، وبعد ذلك غادر تاركًا زوجته مع الجوهرة الرمادية، (سأذهب لإخبر الخادمة بأن تحضر لك العشاء.) وهمت بالمغادرة هي الاخرى.بعد ذلك نهضت الجوهرة الرمادية من السرير وتوجهت الى النافذة لتلقي نظرة:( أشعر بأن هناك جزء مفقود، ولكن ماهو؟).

سمعت صوت عدة طرقات على الباب ومن ثم دخل شابان الأول بنفس سنها والاخر يكبرها :( مرحبًا آنسه "Shiri" انا أدعى "Don" وأبلغ من العمر 16 سنة وهذا صديقي "Jack" يبلغ من العمر 18 سنه ( أردف ذلك بينما يشير الى الشاب الذي يقف بجانبه) قام الرئيس بإرسالنا الى هنا حتى نخبرك بالمخططات التي سنقوم بفعلها بعد ان تستعيدي عافيتك). لم تجب الجوهرة الرمادية على ما أردفه بل انتظرت منه ان يكمل حديثه، (حسنًا، ليس لدي شيء اخر لأضيفه، هل لديك أي تعليق او استفسار؟)، هزت الاخرى رأسها يمنةً وشمالاً كإجابة، وخرج الشابان من غرفتها.


بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن