34

138 15 6
                                    

توجهت "Jiana" للجلوس بجانب شقيقتها امام الجوهرة الرمادية: (لماذا؟ لماذا لا تريدين اخبارنا بالأمر؟ هل الأمر يعود الى الثقة؟ ام يعود الى تهورنا؟ ام يعود الى تلك الاغنية الغبية؟)، نظرت "Shiri" الى الأثنتان بعدم تصديق:( هل يمكنكم تعداد الأشخاص الذين كانوا في حياتي وبسبب محاولتهم للاعتناء بي و حمايتي خسر كلُ منهم حياته وعائلته؟ نعم أتذكر ما قلته لـ"Sara" عن الكتاب الغير مكتمل ولكن انا مازلت نصف بشرية بعد كل شيء، لدي مشاعر واحاسيس، وتلك المشاعر والأحاسيس هي لكما ومرتبطة بكما، لا أعلم ماذا سأفعل ان حدث لكما مكروه بسببي، اعلم انها مهمتكا الأساسية، ولكني اخبرتكما انني لا اعير اهتمامًا لتلك المهام الأساسية، انتما الأن جزء من روحي، ولن اخاطر بخسارتكما.) بعد تلك الكلمات المؤثرة انقض كلٌ من التوأمتان على الجوهرة الرمادية في عناق حار ودائم الى ان غاصا في نوم عميق، كانت تعرف "Shiri" طريقة تشتيتهما عن الموضوع الرئيسي، كانت تحاول جاهدة التهرب من الاجابة على ذلك السؤال.

بعد ذلك تحولت تلك الليلة من ليلة الى أيام وتلك الأيام تحولت الى اسابيع، ومن ثم الى أشهر، الى ان تحولت الى سنة، في خلال تلك الفترة حدث ماكانت تخشاه الجوهرة الرمادية: نشوب ذلك الحريق الغير مبرر له في أعماق الغابة بجانب بحيرة زهور زنبقة العنكبوت، محاولة ذلك الشخص المجهول ايجاد عالم زهور زنبقة العنكبوت بشتى الطرق، وارسال اتباعه لمحاولة اغتيال "Shiri"،والعثور على بعض من اعوانه واتباعه الا انهم لم يتوصلوا لشيء يخصه، حدوث خسوف القمر الهجين (القمر الدموي) والذي بسببه  كانت "Renata" وزوجها على شفير الموت، فقد اكتست السماء بالسواد والقليل من حمرة القمر، كانت الغيوم ظاهرة نسبيًا وتلك الرياح التي تهب بقوة شديدة تعلن قدوم الحرب، تلك الحرب الباردة التي اقامها الشخص المجهول منذ سنوات، وقد اشتدت في ذلك اليوم كذلك، حيث استطاعت الجوهرة الرمادية والتوأمتان الكشف عن احدى خطط ذلك الشخص واتباعه هي تحريض البشر ضدهم، استطاع دس سم الأفكار في رؤوسهم بسهولة، واللذان سقطا ضحية هذه الأفكار المسمومة كانت "Renata" و زوجها لولا اقناع الجوهرة الرمادية لها، وما زال هذا الأمر قائمًا لبعض البشر الذين ما زالوا يصدقون بالسحر والعوالم المختلفة ومحاولتهم لمساعدته للوصول الى ذلك العالم.

عندما شعرت "Shiri" بالخطر الذي سيلحق هذه العائلة الصغيرة بسببها، حاولت مغادرة المنزل مع التوأمتان العديد من المرات، بالاضافة الى انها ارادت ترك "Sara" معهم، ولكن رفض الجميع هذه الفكرة، واصر كلٌ منهم على الوقوف في وجه المخاطر معًا وسيصمد الجميع معًا، فعند شعورهم بوجود من يحمي ظهرهم سيزداد اصرارهم وتزداد قواهم، لم تتقبل الجوهرة الرمادية هذه الفكرة بتاتًا ولكنها لم تبدي رفضها للأمر بل زادت من حرصها وحذرها اتجاه كل شيء قد يواجهها، وفي الجهة الاخرى من الضفة لم تتمحور هذه السنة على الخطر والألم و الحزن، بل ايضًا قد شملت السعادة والبهجة، وذلك بفضل وجود الطفلة "Liza" التي اضافت جرعة السعادة على سكان ذلك المنزل.

وفي احد تلك الأيام الشتوية حيث كانت المدينة يكسوها البياض، فقد كان الشتاء مايزال في ذروته، أراد الجميع الخروج لقضاء الوقت معًا، وتوليد بعض الذكريات مع "Liza"، فأتجه الجميع الى مدينة الملاهي، قرر كلٌ منهم الانفصال الى مجموعات بعد ان قاموا بإمضاء الوقت معًا، وكانت المجموعات كالآتي: الطفلة "Liza" مع "Sara"، و "Renata" مع زوجها، وبالطبع التوأمتان مع "Shiri".

كان الجميع يقضي وقتًا سعيدًا ورومنسيًا في آنٍ واحد، ماعدا "Liza" و "Sara":( انظري اليهم عزيزتي "Lili"، الأيادي متشابكة والضحكات اللامتناهية، والكلمات المليئة بالغزل المقزز، واللمسات الغير ضرورية، جميعها تحدث في نفس الثانية، الا يملون من ذلك الروتين المعتاد؟ هااااه لا يهم سأحصل على حبيب في يوم من الايام وسأقوم بفعل تلك الامور ايضًا، وانتِ كذلك "Lili" ستحصلين على ذلك الشخص وانا سأحرص على ان يقوم بتلك الأمور لكِ ايضًا، دعينا نتجه الى العجلة الدوارة الصغيرة تلك)، أجابت عليها الطفلة بشفرات الاطفال وهي تلعب بشعر "Sara".

بعد جلوس التوأمتان مع الجوهرة الرمادية على المنضدة، ألقت نظرة على "Sara" و الطفلة وهما في طريقهما الى العجلة الدوارة الصغيرة :( الا تظنان اننا قمنا بتوكيل "Sara" المسؤولية الكبرى في هذه النزهة؟ اعني الا يجب علينا نحن اخذ تلك الطفلة بينما هي تلهو وتلعب وربما تجد فارس أحلامها صدفًة؟)، عندما نظرتا الاثنتان الى "Sara" والطفلة كانت بغاية السعادة بينما "Liza" كانت تبكي:( اعتقد انهما بخير، واعتقد ايضًا ان "Lili" تخاف المرتفعات) أردفت "Jina" ذلك بينما ماتزال تلقي نظرة على الاثنتان، نهضت "Jiana" من مكانها: (سأذهب لأجلب بعض المشروبات الساخنة، ماذا تريدين؟ جميلتي "Shiri" لا تقلقي اعرف ما تودين شربه، لكن "Jin" ماذا تريدين؟)، (انتِ تعرفين ما هو طلبي وتتعمدين سؤالي هذا السؤال الوقح؟)، بدأتا الأثنتان في الشجار، الى ان نهضت "Shiri" من تلقاء نفسها وتوجهت الى كشك بيع القهوة، لم تنتظرا الاثنتان لحظة وقامتا باللحاق بها.

وكانا الزوجان في غاية السعادة كذلك، فهذه المرة الأولى التي يمضيان فيها وقتهما الخاص منذ ان دخلت "Liza" حياتهما، فقد كان كل شيء يتمحور حولها، الا هذا اليوم كان خاصًا بهما ففكرة "Shiri" هذه اتاحت لهم الفرصة لإمضاء الوقت معًا واستغلاله جيدًا، (نحن نعتذر على مقاطعة اللحظة الرومنسية تلك ولكن نود اعلامكما بأن البرد قد اشتد ولا يمكن لـ "Sara" والطفلة تحمله) أردفت "Shiri" وقد قاطعتها "Sara" وهي عاقدة حاجباها: (لست كذلك!) ولكنها حصلت على ضربة من قبل "Jiana" على مؤخرتها من دون ان يلاحظ الزوجان، (نعم، نعم صحيح لقد اشتد البرد ولا يمكننا البقاء هنا أكثر!!)، أكملت "Shiri":( لذلك سنعود نحن الخمسة الى المنزل، وانتما يمكنكما البقاء هنا او يمكنكما ان تحظيا بعشاء رومنسي هادئ، والان الى اللقاء)، توجه الخمسة الى بوابة الخروج سريعًا حتى لا يسمعوا رفض "Renata" على ما أردفته الجوهرة الرمادية.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن