11

546 36 4
                                    

توجهنا انا وجدي الى المقهى لأنه وبوجهة نظري اشعر ان الامر سيطول في مابيننا ونحتاج الى كوب قهوة والجلوس للتركيز فيه واستخراج المعلومات، وبالطبع قمنا بشراء قهوتينا وجلسنا على طاولة بجانب المدخل، اخذت رشفة من قهوتي لأبلل ريقي قبل التحدث:( جدي انت تعلم انني دائماً بجانبك صحيح؟ وتعلم انني لا يمكنني ان اعارض على اي شيء قد تقوم به صحيح؟ وتعلم ايضاً انني لست كثيرة السؤال مثل لماذا فعلت هذا ولماذا لم تفعل ذلك؟ ولم اعاتبك ايضاً على اي شيء تقوم به، ولكن هذه المره....) قاطعني مع ابتسامة على وجهه:( هل الامر يخص "Jina"؟) اومأت له كإجابة.

اكمل هو بدوره قائلاً:( نعم لقد منعتها من اخبارك أي شيء او حتى التلميح لكِ، دعيني الان اخبرك بالسبب؛ هل تتوقعين يا "Shiri" انه بعد ان اخبرك او تخبرك "Jina" بالماضي الذي كان يجمعكما، ستتولد طاقة الحب التي كانت بينكما من جديد؟ بالطبع الاجابة ستكون لا، بل ربما الطاقة التي بينكما ستتحول الى ندم او اجبار او الاحساس بالمسؤولية فقط لا غير؛ لأنك فقط ستسمعين القصه دون الشعور بها، ما اود ايصاله لكِ هو ان هذه مشاعر قوية وكبيره كانت بينكما، وكنا نضرب بكما المثل وكان الجميع من كان حولكم يحسدانكم على الرابطة والعلاقة القوية بينكما، فلا يمكنني ايصال هذه العلاقة القوية بمجرد التحدث عنها لكِ وكأنها قصة من الاساطير السبع اسردها لكِ كقصة ما قبل النوم، اريدك ان تبحثي في ماضيك يا ابنتي اريدك تذكر تلك المشاعر والسعادة التي كانت تغمرك في تلك الايام التي كنتي تلقين نفسك في احضان "Jina" كانت السعادة باديةً على وجهك لدرجة اننا كنا نستمد الطاقة الايجابية منكِ، انا حقاً اعتذر يا عزيزتي ولكن لا استطيع اخبارك بالتفاصيل او اجعل معشوقتكِ تخبرك كذلك).

اخرجت تنهيدةً طويلة وانا انظر الى كوب قهوتي، ثم اعدت نظري الى جدي:( سأبحث سأفعل صدقني، اريد ان أعرف كل ما يخص ماضييّ ليس فقط مع "Jina" بل هناك اشخاص استطيع تذكر اسمائهم ولكن ليس اشكالهم او حتى الاحداث التي قد حدثت بيننا اريد ان اعرف سبب عدم تذكري تلك الامور، فهل يمكنك على الاقل ان تخبرني من اين ابدأ في البحث واترك البقية لي وسأتكفل بالامر.) نظر لي بنظرة وكأنه يخبرني انه فخورٌ بي وبالطبع هذا ماقاله:( انا حقاً فخورٌ بكِ يا "Shiri" لقد تفهمتي الامر بسرعة بدون ان تفتعلي مشاهد درامية) اخذ رشفة من قهوته واكمل مبتسماً ( ان كنتي تريدين البدء في البحث فعليك التوجه الى المكان الذي بدأت بها الاحداث، وهو منزل عائلتك الذي انفجر واعلم انكِ لا تتذكرينه ولذلك سأكتب لكِ العنوان وتكفلي انتي في باقي الامور.) اومأت له كإجابة وشكرته على المساعدة الكبيرة التي قدمها لي، فهو محق بعد كل شيء يجب ان ابذل جهدي في تذكر ماضييّ، لأنه بتذكري ماضييّ سيمكنني تذكر مشاعري في كل ما مررت به، وخاصةً "Jina" لانه على حسب ماقاله، كنت اكنُّ لها حباً جماً، كانت هي ظلي والاكسجين الذي استنشقه.

بعد انتهائنا من شرب قهوتينا، توجهنا الى الجناح وكانت شقيقتي "Liza" واقفة على قدميها وحاملة بيديها "Hope" وكانت "Jina" تساعد "Carla" في تجميع ثياب "Liza"، كانت علامة الاستفهام تحوم حول رأسي ونظرت الى جدي:( اوه، نسيت ان اخبرك ان موعد خروج اختكِ هو اليوم)، اعطيته نظرة تحمل معنى (حقاً؟ الان تخبرني بذلك؟) توجهت الى اختيّ وسألت "Liza" ان كانت تريد مني ان اجلب لها كرسي متحرك او أي شيء قد تحتاجه ولكنها رفضت، طلبت منها حمل ملاكي الصغير حتى لا تجهد نفسها ولكنها رفضت كذلك، اخبرتها:( اذاً يجب ان نتوجه للخارج) ومن ثم وجهت كلامي الى "Carla" لأسألها ما ان انهت من اجراءات الخروج، اجابت بنعم واخذت جميع مقتنيات اختي وهمت بالخروج، وكنا نحن خلفها ولكن في تلك اللحظه جائني صوت الطبيب الخاص بنا طالباً مني ان اتوجه معه الى مكتبه، وبالفعل اخبرتهم ان يسبقوني ولكن بالطبع "Jina" لم تفعل، ارادت القدوم معي الى غرفة الطبيب.

عند دخولنا الى غرفة الطبيب، اخبرني ان لديه اخباراً سارة ولكن تردد للوهلة الاولى بسبب وجود "Jina" معنا، نظرت لها قليلاً ومن ثم اخبرت الطبيب بأن لا يقلق وليخرج مابجعبته، وبالفعل قال:( لقد وجدنا لكِ متبرع بالقلب لقد توفي بحادث سيارة واراد ان يتبرع بجميع اعضائه ولله الحمد قد كان قلبه مناسباً لك، فإن حجم القلب مناسب لقلبك وانه ايضاً سليم لا تشوبه شائبة...) قاطعته قائلة:( الم اخبرك ان تتوقف عن البحث عن متبرع، فأنا لا اريد القيام بهذه العملية، انا بخير الان طالما لا اتعرض للصدمات والمضايقات اليس كذلك، فلا تقلق سأكون بخير). اعترض الطبيب قائلاً:( نعم قد اخبرتك انك ستكونين بعيدةً كل البعد عن الجلطات وتلك الامور التي قد تعرض حياتك للخطر ان حافظتي على شتات نفسك، ولكن لا تنسي ان لديك رصاصة محشورة في اعماق قلبك وهذا مايعرضك للخطر، لا تعلمين ماقد يحصل في أي ثانيه او أي دقيقه.) هززت رأسي يميناً وشمالاً واخبرته انني ارفض هذه العملية ولا اريد القيام بها، ولكنه اصر على ذلك وقال انه سيعطيني الوقت الكافي للتفكير بالامر وانه سيحتفظ بالقلب الى حين ان اقرر.

استأذنت للخروج واخبرت "Jina" اننا سنتوجه الان الى موقف السيارات، ولكن استوقفني صوت شهقة بسيط خرجت منها، عندما ألتففت لأراها فقد كان وجهها محمر كحبة الطماط وعينيها تذرفان الدموع، وكانت تحاول ان تغطي وجهها، انطلقت تنهيدة صغيرة مني وسحبتها من يدها متوجهين لدورات المياه، وبالفعل عند دخولنا وجهتها للحائط وقمت بإمساك رأسها بكلتا يدي وقمت بتقبيلها، ومن ثم توجهت الى عينيها لأقبلهما وابتعدت عنها ولكني ألصقت جبهتي بجبهتها وجسدي كان يضغط على جسدها.

كانت اعيننا مازالت مغلقة، وانفاسنا تتخالط في ما بينها، تحدثت بصوتها المرتجف:( لماذا؟ لماذا لا تريدين القيام بهذه العملية؟ لماذا في اللحظه التي وجدتك فيها واخيراً قررتِ ان تحتضري؟ لماذا يا "Shiri" لماذا؟ انتي كل ما املك الان، انتي هي عائلتي انتي هي الانسانه الوحيدة التي عشقتها والتي بفضلها استطعت الخروج من دوامة الغضب والحزن، فلماذا تفعلين هذا بي؟) قمت بتقبيلها مرة اخرى:( اتعلمين "Jina" انا اكن لكِ بعض المشاعر الان لا اعرف لماذا ولكن انتي اصبحتِ جزء اساسي من حياتي وان كانت فترة معرفتي بكِ قصيرة، اشعر وكأننا حقاً كنا في جسدٌ واحد في الماضي، جدي اخبرني كيف كانت العلاقة التي تربطنا، كانت قوية جداً وكان الجميع يحسد هذه العلاقة) ابتعدت عنها قليلاً ومسحت على وجنتيها بأناملي واكملت قائلة:( لا تقلقي انا لا احتضر وقلبي لا يؤثر علي فأنا على خير مايرام يا عزيزتي ولكن الان دعينا نذهب وسأخبرك بالتفاصيل لاحقاً)

————————————————

ملاحظة بسيطة من الكاتبة: عزيزي/عزيزتي القارئ/ة اتمنى انك تحظى بوقت ممتع في قراءة هذه القصة التي لا اعرف ان كنت سأكمل سردها ام لا، ولكن كل ما اود قوله هو انني شاكره لك على قضاء بعض من وقتك في قراءة ما اكتبه هنا، وانا جداً سعيدة بذلك، ولكن للأسف مع ذلك اشعر بالقليل من الحزن في حين وصول رسالة في الخاص من الWattpad بأنه تم التبليغ على الجزء رقم 9 لإحتوائه على محتوى (الصور) لا يليق بالبعض، مع العلم انني قد حذرت مسبقاً ولكن لا حياة لمن تنادي، ومن هذا المنبر يا عزيزي/عزيزتي القارئ/ة سأترك العنان لمخيلتكم للأحداث التي حدثت والتي قد تحدث مستقبلاً متمنيةً لكم دوام الصحة والسعادة.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن