27

240 15 5
                                    

لم تعرها "Shiri" أي أهتمام واكملت طريقها سيراً الى الغابه، لم يكن ذلك غروراً او تكبراً منها، بل كل ما في الأمر هي لم تعد تثق بالبشر، ولا تريد ان توسع نطاقها الإجتماعي، أرادت الاكتفاء بالتوأمتان ومن كانت تعرفهم مسبقاً فقط، ولكن مع ذلك كانت المدعوه "Sara" تلاحقها وتطرح عليها العديد من الأسئلة، بالاضافة الى حديثها عن مواضيع متعددة والتي كانت تخرج من اللامكان، كانت تثرثر بشكل كبير، وعلى الرغم من ذلك لم تنزعج "Shiri" مطلقاً من حديثها اللانهائي لأنها لم تكن تنصت لها في الحقيقة، بل كانت تلك الأفكار ما تزال تلاحقها.

توقفت "Shiri" فجأة امام شلال صغير، لم تتذكر كيف انتهى بها الأمر امام هذا الشلال الصغير، فقد كانت تلك الأفكار تعمي بصيرتها، (واااه، ما أجمل هذا المكان، هل تعرفينه؟ هل تأتين الى هنا عادةً؟ بما اننا أعز الاصدقاء الأن يمكننا ان نأتي الى هنا كل يوم صحيح؟ ..... مهلاً ما زلت اجهل اسمك!!! لم تخبريني بإسمك بعد!!! لقد سرد...)، قاطع حديثها رؤية "Shiri" عاريةً تماماً أمامها، وكانت تتجه الى ذلك الشلال الصغير، بدأت "Sara" تصرخ بتوتر:( انتظري!! مالذي تفعلينه؟ ألا تخشين وجود أسماك متوحشة في تلك المياه؟)، وعلى الرغم من تلك الصرخات التي دوت من احبالها الصوتية الا ان "Shiri" لم تعرها أي أهتمام، بل بدأت بالسباحة بمهارة تحت ذلك الشلال وكان شعور المتعة والإسترخاء يستحوذان عليها، وهذا ما أشعل الفضول والحماسة في جسد الاخرى، حيث قامت بخلع ملابسها وتوجهت مهرولة الى البحيرة :( احترسي من الصخرة العملاقة) أردفت تلك الكلمات وهي تقفز بإتجاه "Shiri"، مسببةً بتطاير المياه في شتى الانحاء، (واااه، إن المياه باردة جداً وهذا شيء طبيعي بما ان الشتاء قادم)، (ماذا؟) أردفت "Shiri" وهي تنظر الى "Sara" منتظرةً منها ان تعيد كلامها، (واخيرًا استطعت سماع صوتك، وااه لديكِ صوت هادئ وجميل، لما لم تتحدثِ معي من قبل؟ وما قلته مسبقاً هو ان المياه باردة جدًا وذلك بسبب حلول فصل الشتاء).

بعد سماع تلك الكلمات أشاحت "Shiri" بنظرها عن الفتاة التي بدأت تتكون حولها علامات الإستفهام، ووجهته الى السماء التي تكسوها الغيوم: (اذًا هذا هو الأمر، علي أن اسرع وإلا..!)، نهضت من مكانها لتخرج من البحيرة الصغيرة وقامت الاخرى بلحاقها، (لا يمكنك المجيء معي اذهبي الى منزلك!) أردفت "Shiri" ذلك بحدة بينما ترتدي ملابسها، ولكنها للمرة الأولى لم تسمع اجابة منها، ظنت انها ربما قست عليها قليلًا ولكن هذا كان لمصلحتها، فحياة "Shiri" مليئة بالمخاطر و وجود شخصية جديدة قد تدخل الى حياتها ذلك يعني انها ميتة لا محالة وذات الأعين الرمادية لا يمكنها حمايتها في حين انها لم تتدرب بعد على قواها كما اخبرتها والدتها في الرسالة والفنون القتالية وحدها ليست كفيلة بحمايتهما من أي مخاطر أو قوى تفوق الطبيعة، بالاضافة الى ان التوأمتان لا يوجد اثر لكلتيهما وهن مازلن غاضبات منها.

ألقت نظرة متفحصة على تلك الفتاة التي اعتمر الحزن محياها، ولكنها لم تلقي لها بالًا وبدأت تسير متوجهةً الى كهف الفهود السوداء، ولكن على الرغم من ذلك مازالت تشعر بوجود كيان تلك الفتاة خلفها، كانت تسير خلف "Shiri" كظلها، من دون ان تنطق بكلمة واحدة، تنهدت "Shiri" وأصرت على اسنانها لتكتم غضبها:( أجلسي على تلك الصخرة)، قامت "Sara" بالجلوس على تلك الصخرة الكبيرة التي أشارت عليها "Shiri" ومازال الحزن يكسو وجهها،( أخبيريني هل قام أحد بإرسالك خلفي لتتعقبيني؟ ماهي قصتك؟ لما تصرين على اللحاق بي على الرغم من معرفتك انني لا أطيق تواجدك بجانبي؟) مع انهائها لتلك الكلمات بدأت الاخرى بالبكاء بشدة، (هل كلماتي تلك سبب بكائك ام هو سبب آخر؟) أردفت "Shiri" تلك الكلمات بينما تزداد حدة بكاء الاخرى.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن