بعد ذلك قامت "Shiri" بإعطاء "Sara" الطفلة و مفتاح الكوخ الذي اعطته اياه "Angel"، وقامت بإيصالها له واخبرتها ان تنتظرها هنا الى حين عودتها، وبالطبع رفضت "Sara" ذلك ولكن اصرار "Shiri" جعلها تخضع للأمر الواقع وتبقى مع الطفلة الى حين عودتها كما وعدتها، وفي حين عودة ذات الاعين الرمادية مع التوأمتان الى عالم زهور زنبقة العنكبوت، توجهت الى القصر من دون ان تنطق بكلمة مع التوأمتان، كانت الاجواء فيما بينهم مشحونة بالتوتر والغضب الذي لا يُعرف سببه الى الان.
في حين دخول جوهرة القمر الى القصر استحوذها شعور القلق ما ان كانت قصة ذلك الكهف ستتكرر هنا في هذا القصر، حيث كانت الجدران مغطاه بالدماء وجثث الحرس متساقطة في جميع الارجاء، ولم تكن هي الوحيدة من شعر بالقلق بل ايضًا التوأمتان كانت ملامح الخوف باديًة على وجهيهما، وذلك جعل "Shiri" ترخي دفاعاتها اتجاههم وتنسى غضبها لوهلة وتمسك بيد كلٌ منهما، ومع النظرات التشجيعية منها سحبت الاثنتان الى القاعة الرئيسية حيث تجتمع العائلة الملكية عادًة ، ولكنها لم تجد كيان اي شخص من العائلة الملكية، ( الا يمكنكما الاستشعار بتواجدهم في أي مكان؟ انا لا اشعر بوجود اي طاقة اخرى غير طاقتكما انتما)، وكإجابة على سؤال "Shiri" هز كل منهما رأسه يمنةً وشمالًا نافيًا استشعاره بطاقة العائلة الملكية.
عقدت الجوهرة الرمادية حاجبيها وبدأت تغرق في افكارها قليلًا، حتى تذكرت احدى تعاليم والدتها لها في تلك الرسائل، توجهت الى بحيرة "الانين"، وبدأت بإلقاء بعض التعاويذ التي جلعت من لون البحيرة يتحول للون الاسود، وبدأت تتضح من خلالها بعض اللحظات التي تجمع العائلة الملكية معًا، وكانتا التوأمتان تراقبان تلك البحيرة ما ان ظهرت عائلتهما الملكية في البحيرة، (اذًا لقد تأخرت!) كان ذلك كل ما صدر من ذات الاعين الرمادية، والتي ما ان انتهت من ارجاع البحيرة كما كانت توجهت الى القصر مجددًا، (انا متأسفة جدًا لقد كنت اشعر بوجود خطب ما ولكنني لم اتوقع ان يحدث ذلك بهذه السرعة، كان ذلك خطأي في حين انني تسرعت بالأمر، فبسببي قد قضيت على العائلة الملكية) في ذلك الحين توقفت امام بوابة كبيرة، وكانت تلك البوابة تؤدي الى القبو الكامن في القصر.
اشارت للتوأمتان بالدخول الى القبو وبالطبع لم تتوقعا ما قد ستجداه في ذلك القبو، لقد كانت جثث العائلة الملكية ملقاه على الارض، وكانت جثث الحرس ملقاه على جثث العائلة الملكية، وكأن هؤلاء الحرس قاموا بإلقاء انفسهم على تلك الجثث حتى يصبحوا الجدار الحامي لهم، ولكن ذلك لم يكن كافٍ لإنقاذ العائلة الملكية، توجه كل من التوأمتان الى مختلف الجثث وبدأتا بالبكاء والتحدث مع الجثث متمنيتان ان تستيقظ احدى الجثث لتخبرهما ان ماقد حدث هو مجرد خدعة بسيطة، ولكن لم تتلقى اي منهما ردًا مما سبب في حدة بكائهما.
لم ترغب الجوهرة الرمادية في التدخل أكثر وهمت عائدة الى تلك الحديقة حيث بحيرة الانين، قامت بإقتطاف زهرتا زنبقة العنكبوت من اللونين الاحمر والأزرق، ورمت بتلاتها في البيحرة وبدأ يتحول لون البحيرة هذه المرة الى اللون البنفسجي بالاضافة الى القاء تعويذة، والتي ما ان بدأت بإلقائها أصبحت البحيرة في حالة هيجان شديد، (مالذي تفعلينه) كانتا الاثنتان تتوجهان الى "Shiri" بينما تلك الدموع ماتزال عالقة في اطراف عينهما، (سأقوم بمحو هذا العالم)، كانت هذه الكلمات كفيلة بإغضاب التوأمتان وبدأتا ولأول مرة الصراخ على الجوهرة الرمادية وشتمها بأقسى الشتائم، وكان أغرب مافي الأمر هو هدوء "Shiri" التام، واكمال ماكانت تقوم به، حيث اخرجت اعصار كبير الحجم من البحيرة والذي قام بسحب كل شيء في داخله، وكأنه وحش عملاق يقوم بإبتلاع ما يجده امامه.
ما ان انتهى الاعصار من مهمته، واختفى عالم زنبقة العنكبوت، عاد كل منهم الى العالم الاخر "الارض"، وكان ذلك حملًا ثقيلًا على الاثنتان مما سبب بسقوط "Jiana" على الارض غير مصدقة لما يحدث، وبدأت "Jina" بكبت غضبها وطرح الاسئلة:( لماذا فعلتِ ذلك؟ هل بسبب غضبنا منك؟، كنا غاضبتان منك بسبب امساكك ليد ذلك الرجل المدعو "Demon"، كانت تلك مجرد غيرة غبية، أو هل بسبب انكِ صدقتِ ما قالته تلك المرأة في الكهف؟ هل حقًا تظنين اننا من قام بقتل الفهود؟ لقد كان بيننا عهد بأننا سنقوم بإعادة ما قد هدمه اجدادنا، بأننا سنتسامح وتعود علاقتنا كما كان كلٌ من ابانا وامنا يريدان، عزيزتي هل كرهتنا لهذه الدرجة؟ لتقومي بفعل ذلك بنا؟)
تنهدت "Shiri" طويلًا وبدأت بالمسح على رأسها من الخلف، ووجهت نظرها الى السماء التي تكسوها الغيوم السوداء والتي تعلن عن اقتراب امطار غزيرة ستهطل قريباً ثم اشاحت بنظرها الى "Jina" التي كانت تنظر اليها بتلك النظرات المكسورة والتي تحمل بطياتها العتب والكثير من التسؤلات والخوف، أردفت "Shiri" اخيرًا قائلة: ( تكاثفت الغيوم السوداء معلنة عن بداية الحرب السوداء) ثم نظرت الى الى الجزء المزرق في السماء قليلاً واشارت اليه واكملت مردفةً:( وان كانت زُرقتها تحاول ان تطغي وتصفي وتشتت هذه الغيوم بإعلانها قدوم الشمس التي قد تنير هذه الحرب المظلمة والسوداء) اعادت بنظرها الى "Jina" :(فإن الليل قادم لا محالة وذلك سيزيد من سواد هذه الحرب، وان ظهر القمر الاحمر فهذا سيزيد من عذوبة المياه الحمراء في هذه الحرب ومع هطول المطر خلال الحرب ستزيد صيحات وصرخات زخات المطر وهي تهطل على الارض وفي هطول زخات المطر تلك تتفتح زهور زنبقة العنكبوت الحمراء معلنةً عن انتهاء الحرب).
وجهت نظراتها بعد ذلك الى "Jiana" ومن ثم اعادته الى "Jina":( لقد قلتها سابقًا وسأقولها مجددًا، انتما كل ما افكر به، انتما كل شيء بالنسبة الي، انتما الامان الذي اشعر به، انتما عالمي الخاص، لم افكر قط ولن اقوم بالتفكير بإيذاءكما او إيذاء كل مايخصكما، وحتى مشاعركما فهي تهمني ايضًا، ولا اصدق ان سبب مثل ذلك اغضبكما لفترة طويلة مني وحتى لم تخبراني انكما احترقتما في نيران الغيرة تلك، يا إلهــي، حسنًا هذا ليس الموضوع الرئيسي) اغمضت عينيها لبعض الوقت وبدأت بشرح أفعالها بإختصار.
أنت تقرأ
بصيص امل
General Fictionصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.