36

132 15 6
                                    

(سنتوجه أولاً الى الغابة ومن ثم سنعود الى المدينة) أردفت "Shiri" ذلك بينما تجمع حاجياتها المهمة، (ولكن لما، أليس ذلك الشخص المجهول متواجد في المدينة كما اردفتي؟) سألت "Jiana" بينما تساعد شقيقتها في جمع حاجياتهما كذلك، (نعم، ولكن علي التأكد من امر ما اولًا ومن ثم سنعود الى المدينة مرة اخرى، والان هيا تبقت ساعة على وقت طلوع الشمس) أردفت ذلك بينما تهّم الى باب الخروج.

(اذًا انتِ حقًا مصرة على ذلك؟ لا أعتقد ان الكلمات التي سأقولها الان ستغير رأيك ولكن ربما ستؤثر بكِ قليلًا، "Shiri" لا تنسي بأننا اصبحنا عائلة واحدة، كلٌ منا يحمي ظهر الأخر، لا يمكننا التخلي عن بعضنا البعض، ولكن ان كان هذا ماتريدينه سأقوم بمساندتك ودعمك، أعلم انني مجرد جبانة ولا اقوى على فعل امرٍ ما، وأكبر دليل كان عند مواجهتي لك وهروبي فور سماع جملة التهديد تلك، ولكن أقسم ان كان الامر يعود الى عائلتي سأقوم بفعل أي شيء لأجلهم، فقط اخبريني ماذا يمكنني ان افعل لأجلك.) أردفت "Renata" ذلك بينما الدموع تنهمر من عيناها، لم تجب عليها جوهرة القمر بل أكتفت فقط بإحتضانها ومن ثم همّت بالمغادرة مع التوأمتان.

توجه الثلاثة الى الغابة حيث نشب ذلك الحريق بجانب بحيرة زهور زنبقة العنكبوت، عند وصولهم بجانب تلك البحيرة بدأت "Shiri" بإلقاء تعويذة ما، تلك التعويذة سببت في انفصال تلك البحيرة الى اجزاء، كانت 7 اجزاء وكل بحيرة تحتوي على لون معين من زهرة زنبق العنكبوت، اللونان الأحمر والأزرق، (مالذي تفعلينه يا سيدتي؟) أردفت "Jiana" ذلك بينما تنظر الى تلك البحيرات التي قد وزعتها معشوقتها.

 (أعلم ما قلته، وأعلم بكل وعودي، اعلم بكل ماقد سيحدث وبما يحدث، أعلم بكل شيء، (أطلقت زفير وكأنه يوجد حمل ثقيل على قلبها) هنا سيفترق كلٌ منا، سأترككما هنا في برالامان، حيث سيصعب عليه ايجادكما، لن اسمح له بلمسكما او ايذائكما، سأقوم بإخفائكما جيدًا حتى لا يصل اليكما (بدأت تلك الدموع تنهمر) اللعنة اللعنة لماذا يجب علي فعل ذلك؟ لا اعلم كم سيأخذ مني ذلك ولكن أعدكما بأنني سأعود، حتى وان اخذ ذلك 100 سنة من عمري، سأعود ولن اتخلى عنكما، انتما كل ما املك، انتما هو الحلم الذي سأحلم به دائمًأ، انتما نجمتاي اللتان تنيران لي الطريق وتدلاني في دربي، بالاضافة يمكنكما ان تشعرا براحة تامة، ربما كنت عائق كبير في طريقكما لذلك، عندما اذهب اليه ربما ستكون نهايته ونهايتي معًا،وستتحران من طوق العبودية الذي يلتف حول رقبتكما، فأنا مرتبطًة به ودماؤه القذرة تجري في عروقي، نعم انه جدي،هو الشخص الذي بدأ بإحداث هذه المعارك المشؤومة والقذرة، جدي الاكبر ابليس، ابليس الذي كنا نستمتع بسماع قصة حبه لأمنا، ابليس الذي اعتنى بعالمه واعوانه، لما؟ لما؟ لما قام بذلك؟ (حاولت جاهدة الحفاظ على ثباتها النفسي) لذلك انا الشخص الوحيد المناسب لهذه المهمة، (قامت برفع يدها وكأنها على وشك ان تلقي تعويذة) هذه التعويذة التي سألقيها الان، ستحميكما منه الى ان تنتهي هذه المعركة نهائيًا ولن يستطيع الاقتراب منكما، وايضًا لدي شعور بأنه سيلقي علي تعويذة ما، وهي ستسبب في فقداني للذاكرة، وذلك لسبب معين يجول في رأسي، ولكن انا على يقين بأنني لن انساكما وستحفر اسماءكما في قلبي للأبد، والان الى اللقاء.)

لم تستطع الاثنتان نطق بكلمة واحدة من هول الصدمة، والحزن في آنٍ واحد، ولكن قدما "Jina" ساعدتاها على الركض بإتجاه معشوقتها، حاولت ان تصرخ بإسمها، حاولت الأمساك بها، حاولت بكل ما اوتيت من قوة ان تقترب منها، ولكن ما من جدوى، كانت المسافات بينهما تزداد وتزداد، الى ان اختفت جميلتها عن ناظريها ولم تستطع رؤيتها او حتى توديعها للمرة الاخيرة، بدأت بالصراخ بقوة الى درجة شعورها بطعم الدماء، تلك الصراخات التي خرجت منها كانت كفيلة بتمزيق حنجرتها، ولكنها استمرت واستمرت في الصراخ ومقاومة تلك الأصفاد التي تلتف حول جسدها والتي بسببها بدأت تتمزق تلك الملابس التي ترتديها، كان الضغط النفسي لديها يزداد الى درجات متفاوته، مما سبب في فقدانها للوعي.

 بالنسبة الى الاخرى فما زالت تتأمل ذلك الوجه الذي لطالما احبته، أرادت عناقها بشدة، تقبيلها بشدة، لا تريد تركها، لا تريد ان تراها تموت، لا تريد مشاهدتها تبتعد، (أعلم يا عزيزتي، انها انانيةً مني، أعلم انني لست جديرة بحبكما، أعلم انني قد أخلفت بوعدي لكما، ولكن هذا ما يجب ان يحدث، أنا لا اريد منكما ان تعانيا بسببي او لأجلي، لا اريدكما ان تتقاتلا مع من هو بنفس قوتي او ربما اقوى مني، انا ما زلت اجهل ذلك، ولكن مالا اجهله هو انكما لا تملكان أي فرصة امامه، وانا لا أريد مشاهدته يتلذذ بتعذيبكما وقتلكما، ولكنني اعدك، اعدك بإنني سأعود إليك، سأحررك وسأحرر جميلتي "Jina"، والان يجب عليك الذهاب، آه صحيح لقد أخبرتكما انني سأفقد الذاكرة جراء التعويذة التي سيلقيها جدي علي، لذلك سأقوم بإعطائك الصلاحية لتستخدمي تعويذة معينة، وتلك التعويذة ستتيح لك الفرصة الى تذكيري ببعض من الأمور التي حدثت لي مسبقًا والتي ستساعدني على التذكر، لا اريد اعطاء هذه الصلاحية الى "Jina" لأنني أعلم بأنها ليست صبورة ولن تتحمل البقاء لوحدها ثانيًة واحدة،ولا تحاولا التحرر من تلك القيود والمجيئ الي لتذكيري بهويتكما فذلك سيكون مخالف لقوانين عالم زهور زنبقة العنكبوت ولا أعلم ماقد سيحدث لكما، ربما ستفقدان قواكما او شيء من هذا القبيل، بالاضافة الى ذلك سيساهم في نسياني بشأنكما نهائيًا (قامت برفع يدها مرة اخرى لتلقي التعويذة) والان الى اللقاء يا عزيزتي الفاتنة.)

لم ترد سماع كلمةً واحدة من التوأمتان، لأن كلمة واحدة منهما فقط كفيلة بتغيير رأيها وستتنازل لتضرعاتهما، استمرت في البكاء بجانب تلك البحيرة الى ان غلبها النعاس، واضطرت للنوم بجانب تلك البحيرة الى ان يحين موعد مواجهتها لجدها ابليس.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن