10

604 26 5
                                    

(اعتقد انك على حق في ذلك، تلك الاحداث التي قد مررتِ بها تحاول ايصال رسالة معينة لكِ، يجب ان تحاولي استرجاع الماضي يا "Shiri") اخبرتني "Jina" ذلك في طريقنا الى السيارات، واكملت:( محاولاتك في تذكر ماضيك ستساعدك في ايجاد الكثير من التفسيرات لكل مايحدث لك، انتي فقط تحتاجين الى التركيز والوقت). عندها توجهت نحوي و وضعت يديها على وجنتي وكانت يدها هذه المره باردة، بحكم ان الجو اصبح بارد بإقتراب الشتاء:( "Shiri" ارجوك حاولي ان تعودي للماضي، حاولي تذكر كل شيء، حاولي ان تتذكريني من انا؟ من اكون؟ اعلم انني قد وعدتك انني سأنتظرك وانني سأبقى بجانبك ولكنني خائفة من انك لن تتذكريني، خائفة من ان تصبحي ملك لأحد غيري، انا اتعذب يومياً يا "Shiri").

ابتسمت على ما قالته فقد كان حقاً.... كيف اقولها.... امممم لطيف ربما او كلمة مشابهة لها، وضعت يديّ على يديها وانزلتهما من على وجنتي ولم اقم بالرد عليها فقط اكتفيت بالذهاب الى سيارتي، ومن ثم توجهت الى وجهتي وهي المستشفى، اخبرتني "Jina" انها ستلحق بي بسيارتها، وبالفعل كانت تقود سيارتها خلفي تماماً، ولكن راودتني تساؤلات بدأت تملأ عقلي( لماذا لم اجب على ما قالته "Jina"؟، كيف لها ان تحبني بهذا القدر وخاصةً انها كانت تحبني منذ الصغر مثلما تقول؟، مالذي فعلته لأجلها او من اجلها حتى يحفر اسمي في قلبها؟ هل سأشعر بالذنب ان لم اتذكرها؟ هل ستحزن ان لم اتذكرها؟ بالاضافه مالذي قصدته عندما اخبرتني انني يجب ان اقرر ما ان كنت احبها ام لا وانها ستعود من حيث اتت ان لم افعل؟ لحظة!! اليست هذه البلد التي ولدت فيها؟ ماذا تقصد اذاً بذلك؟) هززت رأسي يميناً وشمالاً متمنيةً من هذه التساؤلات من ان تختفي، حاولت جاهدة الى ان وصلنا للمشفى، جمعت شتات نفسي وخرجت من السيارة وكانت "Jina" كالعاده تستقبلني بإبتسامتها الدافئة على الرغم من الحزن الواضح في عينيها.

في طريقنا الى جناح "Liza" توقفت قليلاً لأنظر الى "Jina" وافكر في ذاتي هل افعلها؟ هذه المره الاولى او بالمعنى الاصح الثانيه التي اتردد فيها في فعل شيء ما، اقتربت مني "Jina" وملامح القلق تعلو وجهها:( صغيرتي، هل انتي بخي....)، لم اعطها الفرصة لإكمال حديثها وقمت بالهجوم عليها بقبلة استطيع القول عنها انها مليئة بالشغف، لا اعلم لماذا ولكني شعرت انه يجب علي ذلك، اردت ذلك فعلاً، حاوطت ذراعي حول عنقها و وقفت على اطراف اصابعي محاولة الوصول اليها اكثر، بحكم فارق الطول بيننا، وهي بدورها اغمضت عينيها بعد ان تفاجأت وحاوطت خصري مع تعمقها في القبلة، كنت افكر في نفسي هل اتوقف هنا؟ ولكن ضغطها على خصري و والطريقة التي تبرع بها في تقبيلي لا تسمح لي بالتفكير عقلي اصبح مشوش.

بدأت السنتنا تتراقص في مابينها واختلط لعابنا، وبدأت انفاسنا تتثاقل، حاولت الابتعاد عنها ولكنها كانت اقوى مني، لذلك اضطررت الى سحب شعرها للخلف لتعطيني المجال لأتنفس، وبالفعل ابعدت رأسها عني ولكنها مازالت تمسكني من خصري واجسادنا متلاصقة، لا اعلم كم قضينا من الوقت ولكن كل ما اعرفه هو انني غرقت في عينيها، شيءٌ ما يجذبني اليها حتى وان كنت لا اتذكرها، اريدها بشدة، ان جسدي يتوق اليها. قاطع تأملي صوتها وهي تخبرني بأنه يجب علينا الذهاب الان. أومأت لها كإجابة وبالمقابل قبلتني على رأسي وامسكت يدي وتوجهنا الى الجناح.

عند دخولنا تركت "Jina" يدي فجأة وتوجهت للجلوس بالقرب من "Liza" و "Hope" بعد ان القت التحية، اما انا توجهت الى جدي لأخبره بالتفاصيل عن الذي حدث اليوم ومن ثم ذهبت الى طفلتيّ، وكانت ملاكي الصغير قد اشتاقت لي بالفعل فعندما رأتني بدأت بالرقص ومن ثم قامت بإحتضاني، وبالنسبة الى "Liza" فقد بكت حين علمت انني استطعت الانتقام لها، ومن هنا عهدت على نفسي انني سأحميهما وسأوفر لهما الحماية التامة، واما بالنسبة ل "Jina" فسأبذل مابوسعي فقط لأتذكرها لأتذكر كل ماعشته معها من لحظات سعيدة وتعيسة اريد فقط ان اعرف ماذا حدث بيننا لماذا افترقنا كل هذه السنين ولماذا جدي يصر على اخفاء الماضي عني؟ اود سؤاله ولكني لم اتجرأ قط بسؤال او اني اعاتبه على شيء قام بفعله وانتهى منه، ولكن هذه المره المسألة تخصني وتخص ماضييّ وتخص شخص قد احبني واحببته ومازالت متعلقةً بي حتى بعد ان نسيتها تماماً، وجهت نظري من طفلتي اليها، الى "Jina" وهي كانت تنظر الي كذلك ولكن هذه المره لم اعرف المغزى من نظراتها لانه كانت خالية الملامح او التعابير، ابتسمت لها وفي المقابل طلبت من جدي ان اتحدث معه قليلاً في الخارج، وقد وافق بالفعل.

بصيص املحيث تعيش القصص. اكتشف الآن