بعد استعداد الجميع للذهاب، قامت الجوهرة الرمادية بإقفال باب الكوخ جيدًا وبعد ذلك توجه الأربعة الى المدينة معًا،كانت الغابة هي الفاصل الوحيد في مابين القرية والمدينة، ("Sara" ايمكننا الذهاب الى منزلك؟ ربما غادر رجال الشرطة منزلك الان؟)، ترددت "Sara" في البداية ولكنها قامت بعد ذلك بإخذهم الى منزلها، ولكن ما زالت الشرطة متواجدة في المنزل ودار الرعاية كذلك، ( واه هؤلاء الأشخاص حقًا يريدون التخلص منك، مالذي قمت بفعله حتى يضعوا هذا العدد من البشر امام منزلك؟)، لم تجب "Sara" على ما اردفته "Jiana"، بل همّت مغادرة من تلك المنطقة حتى لا يتم ملاحظتها، فكر الأربعة كيف لهم ان يجدوا مكانًا يمكنهم البقاء فيه مؤقتًا الى ان يجدوا أعوان ذلك الشخص الذي يريد التخلص من "Shiri"، ولكن ما من طريقة يمكنها ان تساعدهم الان، الا ان كان القدر في صفهم.
وبالفعل عند توجهم الى وسط المدينة استطاعت "Shiri" من استشعار تلك الهالات مجددًا، لم ترغب في اتباعها ولكن لم تجد حل سوا ذلك، استطاعت تمييزها من بين الملايين من الناس، كانت "Renata" واضعةً اياها في عربة الأطفال، وكان يمشي بجانبهم رجل ضخم البنية، وكانت السعادة بادية على محياهم، استطاعوا التخلل بين البشر ليصبحوا منهم، لم ترد "Shiri" الذهاب اليهم لتفسد متعتهم ولكنها هي الحل الوحيد الذي تملكه الأن، فقامت بالتوجه اليها ولكن سبقتها "Sara" مهرولةً وهي تصرخ بإسم الطفلة، صحيح لم تخبرها "Shiri" عما حدث الليلة الماضية لم ترد هدم صورتها التي كونتها في ذهنها عن هذه المرأة.
ولكن تجهم وجه "Renata" عند رؤية الجوهرة الرمادية كان كفيل بإضاح الأمور الى "Sara"، كانت ستسأل عن ان ما حدث شيء بينهما ولكن طلب "Shiri" المفاجئ، جعلها تنسحب الأن، فقد طلبت الجوهرة الرمادية من "Renata" ان يتحدثا على انفراد، وبعد عناء من محاولة اقناعها تمكنت "Shiri" من سحبها الى زاوية معينة لتتحدث معها، بينما كان الثلاثة يلاعبون الطفلة بمراقبة الرجل الضخم لهم، منتظرًا اي اشارة من "Renata" حتى يقوم بقتلهم جميعًا، ولكن عكس ذلك تمامًا حيث تحولت تلك الملامح من عبوس وغضب الى فرح وسعادة، بالاضافة الى عناقها المفاجئ للجوهرة الرمادية والذي بسببه قد بدأت نيران الغيرة تحترق بالتوأمتان وكان الغضب واضح كل الوضوح عليهما، أردفت "sara" وهي تمسح على جهها بملل (وها نحن ذا، مجددًا!) حاولت بأن تهدئهما ولكن لا حياة لمن تنادي.
بعد انتهائهما من التحدث والعودة اليهم مرة اخرى، لاحظت الجوهرة الرمادية ملامح الغضب البادية على التوأمتان، فقامت بالتوجه اليهما لتتوسطهما وتمسك بيدهما، فعلتها تلك لم تكن ذات فائدة كبيرة ولكنها ساعدت بتغيير ملامح وجهيهما بالاضافة الى ظهور شبح ابتسامة صغيرة، (اوه اتمنى ان اجد من استطيع التأثير عليه بهذه السهولة) أردفت "Sara" ذلك بينما تنظر بخبث للتوأمتان، وقد اجابتها "Jiana" وهي تحمل نفس نظرات الخبث:( ومن هو هذا الأحمق الذي سيقع في حبك، وسيتأثر بغبائك؟)، ضحكت "Renata" على شجارهما اللطيف وقامت بدعوتهم للبقاء معها في منزلها، ولم تتردد "Sara" او الجوهرة الرمادية بالموافقة، بينما التوأمتان رفضتا في البداية، ولكن بالطبع كلمة واحدة من معشوقتهما كفيلة بجعلهما توافقان.
استغرق منهم الأمر للوصول فقط 15 دقيقة، كان منزل "Renata" ذو طابع ريفي حيث كان مصنوع من الخشب، غريب ولكن جميل، كان المنزل الوحيد البارز من بين المنازل الاخرى وكان الأقرب الى وسط البلدة، وهذا ما زاد من حماسة "Sara" كانت تريد الذهاب الى المتاجر المتواجدة هناك، ولكن لم تسمح لها الجوهرة الرمادية حيث كان يجب عليها الذهاب معهم الى المنزل اولًا ومن ثم يمكنها العودة الى تلك المتاجر متى ما أرادت، عند دخولهم للمنزل رحبت بهم امرأة عجوز والتي اتضح انها مربية "Liza" والتي تعتني بها في حال انشغلت "Renata" وزوجها عن الطفلة، (كنت أعلم انها ستكون بين يدين آمنتين) أردفت الجوهرة الرمادية ذلك بينما تربت على ظهر "Renata".
بعد ذلك ارتهم "Renata" المنزل وقامت بجولة لهم في المنزل بالاضافة الى اختيار الغرف للأربعة، وعلى رغم من رغبة "Sara" الملحة في الذهاب الى المتاجر الا انها كانت أول من وضع رأسه على الوسادة وغاص في عالم الأحلام، (في معظم الأحيان انسى انكما مازلتما صغيرتان تبلغان من العمر 15 سنة، حقًا ماقد يمر به الانسان منذ طفولته هو سيكون العامل الرئيسي في تكوبن هويته وصقل شخصيته، وكلاكما قد مر بالكثير) أردفت "Renata" ذلك بينما تقطع الطماطم، وكانت الجوهرة الرمادية تساعدها في اعداد الطعام والتي اكتفت بالابتسام لها كإجابة على ما قالته.
بعد تناولهم للعشاء توجه كل منهم الى غرفته، وكان الثلاثة في غرفة واحدة، (سأتغاضى عن أمر العناق هذه المرة، واخبريني بالسبب، كيف لك ان تسامحيها على ماقامت به، لقد قامت بتشويه ظهرك الجميل، وحاولت اغتيالك؟) أردفت "Jiana" ذلك بينما تعانق الجوهرة الرمادية، (نعم صحيح، لقد استغربت من ذلك ايضًا والأغرب من ذلك ايضًا هو قبولها السريع لما اخبرتها به، لقد قامت بعناقك فورًا ضاغطةً على ظهرك بذراعيها الاثنتين بقوة كبيرة) أردفت "Jina" ذلك بينما تقوم بتغيّير ملابسها، ضحكت "Shiri" على الاثنتان:( لا أعتقد انكما تستطيعان التغاضي عن أمر العناق بهذه السهولة، ولكن اشكركما على عدم تكرار ذلك الأمر مجددًا، بالاضافة انني استطعت اكتشاف من هو ذلك الشخص الذي يحاول اغتيالي، واخبرتها بإن ذلك الشخص هو من قام بإغتيال شقيقتها وباقي من كان في الكهف، وهو الشخص ذاته الذي قام بإغتيال عائلة التنانين الملكية، ولا تنتظرا مني ان اخبركما بهويته، ستعرفان من هو قريبًا، لذا لا داعي للعجلة).

أنت تقرأ
بصيص امل
Художественная прозаصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.