أستيقظت اليوم التالي على صوت "Don" وهو يحاول ايقاظها،وكان "Jack" ينظر اليها بنظرات متوترة، علمت الجوهرة الرمادية بأن الخطة قد نجحت، أردف "Jack" بينما يحاول الحفاظ على ثباته النفسي:( هل انتِ من قام بفعل ذلك يا "Shiri"؟)، أصطنعت الجوهرة الرمادية الغباء، وقامت بالتوجه الى دورة المياه لتستحم، بينما الأثنان ما زالا في حيرة من أمرهما، أردف "Don" بصوت شبه مسموع للجوهرة الرمادية:( أسرعي يا "Shiri" فالرئيس الأكبر ألا وهو جدي، على وشك الوصول، ستقام مراسم الجنازة في المنزل ومن ثم سنتوجه الى المقبرة لدفنه.)، وهم الاثنان بالخروج بعد ذلك.
كانت الأجواء مشحونة، كان الجميع متوترًا وقلقلًا، كانت صرخات النساء الباكية تتعالى مع إقتراب موعد دفان "Batreck"، كان الجميع مغطى بالملابس السوداء، حاولت الجوهرة الرمادية التأثر كما تأثر الآخرون ولكن لم تستطع ذلك؛ لذلك قررت الذهاب الى تلك المرأة حتى تتمكن من استيعاب ما حدث في الماضي، وقد أخبرت "Jack" و "Don" بأنها ستغادر المراسم ولن تذهب الى المقبرة، حاولا الاثنان تحذيرها من التغيب عن المراسم ولكنها لم تأبه لذلك وتوجهت الى بوابة المنزل الخارجية، وكانت أعين الرئيس الأكبر تراقب كل تحركاتها بصمت.
في طريقها الى منزل تلك المرأة، لاحظت بأن الاثنان لم يتركاها وشأنها، بل قاما باللحاق بها، ويالطبع قامت بسؤالهما عن السبب، وكانت الاجابة ببساطة: خوفًا عليها من انتقام الرئيس الأكبر لما قامت بفعله لإبنه "Batreck"، فهما لا يعلمان ما ان كان يشك بها ام لا، ولكن كانت تلك النظرات التي يلقيها على الجوهرة الرمادية كفيلة بإخافتهما، واصابتهما بالقلق الشديد اتجاه "Shiri"، لم تتجادل الجوهرة الرمادية معهما بل ظنت بأنها ستستفيد من تواجدهما بالقرب منها، لذلك قبلت بوجودهما.
وفجأة اثناء اقترابها من منزل تلك المرأة اجتاحها شيء ما، او شعور ما، شعور قد سبق وان شعرت به ولكنها لا تتذكر، تلك الهالة الكبيرة يمكنها ان تميزها، لا تعرف كيف، ولكن تلك الهالة طغت على عقلها، بدأت تمشي بخطوات سريعة جاعلةً من ذلك الشعور يقودها، الى ان وصلت الى المكان المقصود، منزل تلك المرأة الذي أصبح الأن من عداد الماضي، حيث قد نشب فيه الحريق، ولا توجد أصوات صراخ او أي شيء يدل على وجود كائن حي بالداخل، (يا إلهي يجب علينا الإبلاغ عن الأمر الان) أردف "Jack" ذلك، بينما لم تلقي الجوهرة الرمادية بالًا لما قاله، فشعورها بتلك الهالة القوية مازال متواجد، وتلك الهالة تخبرها بأنها متواجدة بالداخل.
لذلك لم تنتظر دقيقة اخرى وتوجهت الى أقرب مدخل لذلك المنزل، وبالفعل أستطاعت سماع صوت بكاء الطفلة، كان الصوت قادم من احدى الغرف في الطابق الاول، توجهت مسرعةً الى تلك الغرفة وقد وجدت الطفلة في حال يرثى لها بينما والدتها كانت تحت ذلك الحطام والنيران تلتهم جسدها، بعد ذلك قامت الجوهرة الرمادية بالتوجه الى الطفلة لتحملها ولكنها تلقت ضربة قوية على ظهرها ولكنها لم تسبب ضرر كبير، عندما ألقت نظرة على مصدر الضربة وجدت بأنه رجل ضخم البنية وكانت عيناه حمراوان ربما من شدة البكاء، وكان يصرخ من أعماق قلبه بينما يوجه تلك الضربات للجوهرة الرمادية، كانت هي بدورها تتفادى تلك الضربات وتحاول جاهدة تهدأته ولكنه ظل يصرخ في وجهها، كان انتباهها مشتت فيما بين، الطفلة التي تبكي بجانب جثة والدتها التي أكلتها النيران، والرجل الضخم الذي يحاول قتلها بشتى الطرق، والنيران التي تشتد مع الوقت.
وفي اثناء ذلك كان السقف الخشبي يسقط بشكل تدريجي، وكانت احدى اجزاءه على وشك السقوط على الطفلة الصغيرة مما جعل الجوهرة الرمادية تقفز لتحميها، متجاهلةً وجود ذلك الرجل الضخم، وبالفعل نجحت الجوهرة الرمادية في انقاذها ولكن أصابها جزء من ذلك الحطام حيث قام بإحراق إحدى كتفيها، ولكنها تجاهلت الألم محاولة الخروج من المنزل، ولكن ذلك الرجل قد فقد صوابه وبدأ بالصراخ:( مالذي تريدينه، لماذا تنقذين طفلتي "Liza"؟ لقد قتلتي زوجتي وسببتي بشتات أسرتي، لقد تسببتي بخروج "Sara" من المنزل ولم تعد بعد الى هنا، لماذا فعلتِ كل ذلك؟ كانت انانية كبيرة منك، لماذا؟ لم تستمعي الى زوجتي عندما أخبرتك بأنـ...).
قاطع تلك الصرخات صوت طلق ناري وتلك الرصاصة التي أخترقت رأسه، كانت الجوهرة الرمادية في موضع حرج، حيث استنشقت الكثير من دخان الحريق وتلك الحروق على كتفها كانت تؤلمها بشدة، وكانت الطفلة ايضًا على وشك فقدانها للوعي، حاولت جاهدة الخروج من المنزل قبل ان يأتي ذلك الشخص ويتخلص منها هي الاخرى، ولكن كانت الرؤية تختفي من ناظريها لذلك توجهت الى نافذة قريبة، ولحسن الحظ كان "Jack" و"Don" ما زالا يقفان بالخارج ويصرخان بشدة طالبين من "Shiri" القفز وسيقومان بإلتقاطها.
كانت الجوهرة الرمادية على دراية تامة بأنها لن تستطيع القفز أو القتال أو الركض بعد الأن لذلك حاولت جاهدةً قذف الطفلة لتسقط بين يدي "Jack"، ومن ثم قامت بإسناد جسدها على الحائط منتظرةً من ذلك الشخص قتلها، وبالفعل قد ظهر ذلك الشخص من بين تلك النيران وكان يوجه بسلاحه الى الجوهرة الرمادية، كان ذلك الشخص مكسو بالسواد من رأسه الى أخمص قدميه لذلك لم تستطع الجوهرة الرمادية التعرف عليه، وقد أردف بينما يستعد لإطلاق النار موجهًا فوهة المسدس الى الجانب الأيسر من صدرها:( هذا كان مجرد انتقام لقتلك عزيزي "Batreck")، وقد دوى صوت أطلاق النار ممزوجًا بصوت النار والحطام الذي يتساقط.
أنت تقرأ
بصيص امل
General Fictionصحيح اني اصبحت ام في عمر مبكرة الا اني حظيت بأجمل طفلتين وهن اخوتي الصغار صحيح اني لم احظى بالحب الذي تحلم به كل فتاة ولكن يكفيني حب اخوتي لي صحيح اني لم اشعر بالامان طوال حياتي ولكن احرص على اشعارهن بالامان انا فقط لا اريد ان يمسسهن أي مكروه.