الرابع والعشرين :

36 4 3
                                    

صامتا طوال الطريق الذي طال قليلا ، بينما انا من خلفه
تعب لا انوي السؤال، : كان اوجست الذي ظهر من اللامكان
يقود الدراجة لمكان محدد ،

لقد مرت نصف ساعة الان منذ تركنا المكان الذي
كان فيه رجال عمي ، لا أحد تبعنا ، ولا يبدو انهم سيفعلون،
لقد اختار اوجست طرقا جيدة وضيقة للسير بها حفاظا علي التخفي ،
وقد حرص ان يكون طبيعيا غير مسرعا حقا اثناء ذلك ،

عيناي ، أنهما متعبان بصورة كبيرة ، لقد نمت جيدا :
حسبما اظن ، لا اعلم حقا إن كنت وقتها نائما ام مخدرا ،
ولكني اشعر بإرهاق شديد ،

اود ان اغلق عيناي للحظات ولو قليلة ، الأفكار تأكلني،
الذكريات التي اتذكرها والتي لا اتذكرها : تتكاثر علي
حتي لأني اشعر بالمرض فقط بالتفكير في الأمر،

بالتفكير حول كوني ... لا اعلم من انا بعد الان .

مخرجا اياي من تفكيري - حمدلله - ، اجد اننا توقفنا الان
امام مكان بدا كالحديقة في البداية ، ثم بعد التدقيق لداخله :
امكنني ملاحظة منزل في المنتصف ،

هل هذه وجهتنا ام انه ينتظر احدا ؟

لقد وددت ان اسأله حول الأمر، اين ،
لكني لم أملك الكلمات ، لقد اردت حقا فقط الاستلقاء لثواني
حتي اني لا آبه حول حياتي بعد الان ،

وقد وقبل ان افكر مجددا نهض اوجست من علي الدراجة
بينما اتجه نحو بوابة المنزل الحديدية ليفتحها، وانا من بدوت حتي
كسلا لان انهض من علي الدراجة استجمعت طاقتي وفعلت
تابعا اياه لها ،

ليفتحها الان ثم يتجه للدراجة ويبدأ في تحركيها للداخل وهو معها ،
وانا اقف ناظرا له للحظات في حيرة، لكني اتبعه في النهاية للداخل
مغلقا بوابة المنزل من خلفي ،

لنصبح الان في ممر مموج داخل الحديقة يقود للمنزل ولخلفه ،
واسير فيه تابعا اوجست دون سؤال بينما افتح الان سترتي
لأخرج سكار الذي كان نائما فأحمله بين يدي ،

لأري اوجست حين نصبح الان امام المنزل الذي كان في المنتصف
والذي كان مربعا رصاصي اللون ذو تصميم حديث : يضغط علي زر في مفاتحيه ليفتح جراچ المنزل ، فينفتح ويتجه هو بالدراجة له ،

بينما انا عيناي تقعان سريعا علي الغطاء الخشبي ذو الاعمدة الذي رص اسفله عدد من الكنب والكراسي في جانب الحديقة وبجانب مسبح جيد الحجم .

لاتجه نحوه الان واضعا سكار علي احد الكراسي ثم متنهدا بينما
اكاد اجلس لولا أن يبرز من خلفي ظل اوجست الذي يجلعني ارتعد قليلا
ولا اظهر ذلك طبعا ،

Octaviusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن