"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان"
في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
(قرية فرسيف)
فوق عربة مليئة بالقش والأمتعة تجلس على جانبها الأيمن كالينا، التي أكملت سنتها الثالثة بدار كنيسة مدينة ترسكافيا..رغم سنها الصغير ولكنها حقا مجتهدة فليس أي راهب يمكن أن يعمل في أفضل كنائس المملكة..إنها فخورة بذلك حقا، وهاهي الأن عائدة إلى مسقط رأسها قرية فرسيف لمدة يوم واحد فقط كعادتها..وفي مقدمة العربة لدينا ثيوفيلوس ولكن دعونا نناديه ب"ثيو" إختصارا لذلك
و بالرغم من أنه في أوائل الثلاثين من عمره إلا أنه يملك جسد مثير يغطيه ذلك القميص العريض المصنوع من القنب، ولا ننسى وجهه الجميل الذي تغطيه سمرة خفيفة مع لحية تغطي ذقنه العريض..وبينما نحن نبالغ في وصف هيئة ثيوفيلوس قالت كالينا :
ـ توقف هنا يا أخي ثيوفيلوس
فضرب ثيو الحمار بعصاً رفيعة برفق ثلاث مرات ليتوقف ثم نزل ليساعد كالينا على نزول، وحالما نزلت كالينا بدأت تغوص يدها في جيبها الصغير وأخرجت بعض القطع الفضية وأعطتها لثيو وهي تقول بابتسامة:
ـ شكرا لك
تعجب ثيو من المبلغ الذي بين يديه الأن لتقاطع كالينا تأمله هذا لتقول :
ـ أليس هذا كافيا؟!..
واخيرا أفاق ثيو من الحلم الذي كان فيه وبدء بتلعثم بالحروف ثم قال بوضوح هذه المرة:
ـ لا...لا كل شيء جيد ….إذٍ قلت أنك سترحلين غدا أليس كذلك؟!
كالينا: - أجل هذا صحيح
ثيو: - حقا؟!..إذا يمكنني أن أقلك أنا أيضا سأعود للمدينة غدا
كالينا: - حسنا هذا يبدوا جيدا... إلى اللقاء إذا يجب أن أذهب الأن
هز رأسه وهو يسقط تلك القطع في جيب قميصه ثم ضرب الحمار مجددًا ليكمل طريقه بالطبع هو سعيد بل يكاد أن يرقص من الفرح..إن أعطته ثلاث قطع الأن فكم ستعطيه غدًا..حقاً يمكنه تناول وجبة ثلاث أيام بهذا المال
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
بدأت كالينا تغوص في أوساط فرسيف، ولكن كان هناك شيئاً يشغل تفكيرها..إنها السكينة والهدوء الذي يسيطر على المكان
توقفت فجأة لتقول بينما تنظر في الأنحاء:
ـ ما الذي حدث هنا؟!..
يالحماقتك يا كلينا إن الإجابة على الجهة اليمنى انظري إنها هناك..
وأخيرا التف رأسها لتلك الجهة..ويبدوا أن الإجابة لم تتوقعها كالينا ذلك واضح من عينها..بعد أن رأت سحابة من القرويون، ولكن ليس هذا ما كان يخيفها بل المكان الذي كانوا يتمركزون فيه..يبدوا أنه يعني لها شيئا ما ولكنها ليست بتلك الحماقة التي كنا نظنها لقد بدأت بالجري نحوهم..لم تعطي الصدمة أي مجال لدخول وهاهي الآن تغوص من بين أكتاف القرويين، وذلك الضجيج الشديد كان يصدر من ذلك العجوز ماثيو الطويل ضعيف البنية..أنه يشبه غضن شجرة الصنوبر الرفيعة تماما..يصرخ ويزمجر ولعابه يتطاير في كل مكان..ما خطب هذا العجوز هل هو في سباق أم ماذا لم نستطع فهم كلمة منه ولكنه لا يتوقف..أيظن أن سكوت الناس يدل على انهم يصغون إليه بتمعن أنهم فقط يريدون رؤية نهاية المسرحية وحسب، ليقول أحد الرجال الذين كانوا واقفين في المقدمة بصوت خافت ساخراً من ماثيو:
ـ ما خطب هذا الاحمق..هل هو مجنون أم ماذا؟!...
وفي ذلك الوقت وصلت كالينا للمقدمة أخيراً وهي تلهث من التعب أخذت تنظر لما يحدث هنا..يوجد رجلين يقومان برمي الزيت على أحد المنازل..مهلاً تلك الباب المعدنية المزخرفة إنه منزل سلفيا بتأكيد، لتقول كالينا وهي ترجف بصوت خافت:
ـ ما الذي حدث هنا بحق الرب
لترد عليها المرأة التي بجانبها :
ـ كالينا؟!..متى وصلتي
وقبل أن تنطق كالينا بحرف واحد أكملت المرأة حديثها بصوت خافت:
ـ لقد فاتك الكثير….اتضح أن سلفيا ساحرة
ـ حقاً
ما خطب تلك النبرة لماذا هي ليست متفاجئة..لماذا قالتها بكل برود، وكأنه لا يعنيها الأمر حتى ولو كانت هناك فجوة بينها وبين سلفيا الأن ولكن كيف تنسى أقرب صديقة لها في طفولتها، وبينما تسرد المرأة الحكاية بطريقتها الخاصة شردت كالينا وهي تنظر لوجوه الناس في الجهة المقابلة، ولكن نظرها توقف في الوسط هناك بين أقدام القروين أنه ألفونس يراقب منزله الصغير يحترق أمام ناظريه لتتجه كالينا نحوه وجلست على ركبتيها وامسكت بيديه ثم قالت: