الفصل السابع:طريقالضياع
(حي النبلاء - منزل عائلة سارجون)
أفاقت وهي منهكة،منهكة بشكل ساحر ،ذلك التعب كان جميلا،تلك الليلة أجل، لقد حدث ذلك الشيء أخيرا،ولكن ما هو دليلها، ربما تكون كباقي الليالي مجرد سراب صنعه عقلها ليطفئ شهوتها،كيف تعلم أنه حدث وهو غير موجود،هي وحدها مستلقية على ذلك السرير الضخم، لا يوجد أثر له، ولا حتى شعره،إذا هو حقا مجرد وهم آخر
سحبت الغطاء عن جسدها، وهرولت للوقوف ولكن يوجد خطب ما ذلك الألم الذي بين ساقيها لم يساعدها على ثبات وقفتها،هذا الألم ليست معتادة عليه أنه ليس كألم الحيض بل هو مختلف قليلا ، وبينما تحاول ربط أفكارها المتراقصة مع ألمها أغارت عليها خادمتها بمشقة بينما تقول:ـ سيدتي..لقد وصلوا..اسرعي هيا
ولم تمهلها حتى ثواني لترد أو تسأل، بل سحبتها من يديها لتقف برفق ،ولحظات ليست بتلك الطول حتى ألبستها لباسها، وغسلت لها وجهها، أما شعرها فيكفي أنه وضعته خلف أذنيها مع تسريح خفيف.
لم تكن إيف تلك الزوجة المتلهفة لرؤية زوجها، كانت تسير بكل برود حتى وصلت إلى البوابة، حيث تركن عربة الخيول التي ينزل منها زوجها النرجسي بنظرها، وأمه التي بان عليها التوعك ،تمسك بيد ابنها بينما ترفع رجلها عن الأرض بصعوبة
لتتقدم إيـف ناحيتهما بخطوتين مع إبتسامة طفيفة على وجهها بينما تقول:ـ أهلا بعودتك يا سيدي
وانزلت شفتيها لتقبل يده،ومازالت تلك الابتسامة باقية دون أن يعلموا ما يوجد خلفها ، كانت الرجفة تملئها، تتغلغل في فمها وبين أصابع يدها الباردة، بينما نحن يتغلغلنا الضياع ، إنه ليس بتلك الهيئة المخيفة التي خلقتها لنا إيف ، وجهه لطيف خفيف على المتأمل،وأما إبتسامته ونظراته فهي كلام آخر كانت دافئة وحنونة بينما يقول:
ـ أهلا بك
أين نحن الآن وأين كنا سابقا، أيعقل أننا أخطأنا أم أن أعيننا تخدعنا، هل نرى الوحوش ملائكة ، أم أننا لا نعرف الفرق بينهما
...
وبعد مدة عدنا مجددا لتلك الغرفة الكئيبة تصاحبها الغرابة، كيف حدث هذا، من ذلك الشخص الذي التقت به قبل قليل، لا هذا ليس زوجها، زوجها الذي تعرفه لا ينظر إليها حتى، فمالذي غيره فجأة وجعله هكذا، وبينما كل هذه التساؤلات تتصارع بداخلها دخل هو وبدأ يقترب منها بهدوء إلا أن صرير الباب كشف أمره ،فناظرته..ناظرت تلك الابتسامة الحنونة كانت بالنسبة لها نذير للشر، في الواقع هي تشعر بأنه يسخر منها أحيانا،يبتسم لها تارة وتارة أخرى لا يلاحظها إطلاقا، هي فقط تخاف أن يكون كوالدها الذي كان يبتسم إبتسامة خادعة قبل أن يضربها
فبدأ قلبها يرقص من الخوف ،واقترابه لها أكثر وأكثر كان يزيد حالها أكثر، لم تعرف ما تفعل غير أن تبلل حلقها الجاف بلعابها ثم تقول:
ـ هل من خطب حضرة اللورد
فتوقف وآخيرا كم كان توقفه مريحا ولكن تلك النظرات التي بوجهه لم تتوقف ، مازالت عالقة في وجهه حتى وهو يتحدث كانت كلماته رقيقة:
ـ لا شيء..إنما تلك الرحلة جعلتني اشتاق إليك
أطبقت شفتيها المرتجفة بأسنانها بينما تدور عينها في الأرجاء باحثة عن إجابة، ماذا يقصد، إلى ماذا اشتاق، هل لتجاهلها أم لوجود ظلها خلف ظهره الذي بالكاد يراه
ـ ألم تشتاقي إلي أيضا
ـ بالطبع سيادتك
ـ حسنا إذٍ..أراك على العشاء
هزت رأسها بطواعية ليدير ظهره شاقا طريق الخروج، بعد أن إبتسم ابتسامة الوداع، تاركا إيڥ تتسائل متى يأتي ذلك اليوم الذي سيعاقبها فيه لقد سئمت من هذا العذاب النفسي الذي تعيشه،إنه أسوء حتى من معيشتها مع والدها المخبول، فخداعه يظل دقيقة قبل أي يعاقبها ثم يرجع لحالته الحقيقة أما زوجها فلابد أن صبره طويل
أنت تقرأ
ذئب الظلام:مؤامرة الشياطين
Fantasy"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان" في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...