(مدينة ترسكافيا)
حانة مردجلي مأوى المقامرين والثملين ،أفراد كسبوا قِرشا إضافيا فأتوا به إلى هنا لينسوا أو يحتفلوا ، وإناس جاؤا ليكسبوا بعض المال من القمار والبعض جاء فقط ليرا مشاحنة الزوجين أوغري التي تحدث الأن ،فكالعادة سرق چيف أوغري مال زوجته ،وأحضرها إلى هنا ليسكر بها، فتأتيه زوجته السمينة لتعيده للمنزل، فتجره من أذنه وتعاتبه وتسبه حتى تصل إلى منزلها
وبينما الناس يضحكون على چيف ويشفقون على حاله دخل إيفرارد ليصمت الجميع إلا مردجلي الذي صاح قائلا:ـ أوه إيفرارد كيف الحال
ثم ألتفت في الأرجاء وكانه يبحث عن أحد ما ولكنه لم يجده ليقول:
ـ إذا أين هو صديقك
حدق به إيفرارد بصمت أوشك أن يقتل مردجلي من الغرابة ولكنه فجأة صاح فرحا :
ـ لقد رحل..رحل بعيدا أخيرا
حسنا كان ذلك غريبا بالنسبة للجميع ليس فقط لمردجلي ،أيعقل ان تكون مزحة لابد أن تكون كذلك ،هكذا اقنع مردجلي نفسه قبل ان يطلق ضحة تسليكة صاخبة فتتبعها ضحكات الجميع بينما يرتجل إيفرارد باحثا عن مكانه المعتاد بالقرب من منضدة الخمور ليصيح:
ـ مردجلي!..
ـ نعم سيدي
ـ أنني سعيد اليوم..وزع الخمور على الجميع
فصاح الجميع فرحين وبعد هدئوا قال مردجلي:
ـ وهل يمكنني أن أسأل عن السبب
ـ اليوم أنا وأخيرا سأتزوج
صمت الجميع منصدمين فماذا كنت تظن ردة فعل رجال متزوجين يأسوون من الحياة الزوجية ومن زوجاتهم المتذمرات، ولكن ردة فعلهم لم تعجب الخنزير إيفرارد، فقنط وجهه فأرتعبوا جميعهم وليبدؤا بالتسليك مجددا بمتظاهرين بتهنئته فأعجب ذلك إيفرارد وبدأ يراوده الحماس بينما يصرخ ويقول:
ـ نعم اليوم سيكون مميزا..سنحتفل في الباحةحتى الغد.. مائدة طويلة بطول الباحة تغطيها اللحوم الدهنية المشوية..وعشرات البراميل..سنشرب حتى يخرج الخمر من أنوفنا
ومع كل جملة كان ينطقها يهتف الحضور بحماس حتى آخر جملة،فقط تعب إيفرارد من الصريخ فجلس ليستريح قليلا بينما يتجرع ما في كأسه ببطئ ،إلا أنه لم يكتب له أن يستمتع به حتى آخر رشفة
ـ إيفرارد
أتى ذلك الصوت الرقيق من خلف ظهر إيفرارد العريض، كان يعلم ذلك الصوت فألتفت ببطئ ناحيته ، نعم أذنه لا تخطئ إنها من يحبها ويعشقها قلبه مارجري..وبينما الحشود تنظر إليهما اقترب هو منها ووضع شعرها الاشقرالمتبعثر خلف أذنها ثم قال مبتسما :
ـ ماذا تفعلين هنا وأنت تلهثين
ـ لقد عاد
"لقد عاد" كانت كعصر ليمون حامض على جرح مفتوح بالنسبة له، فتلاشت إبتسامة المسكين ببطء بينما هي تكمل:
ـ قال أنه سيبعث لي رجال بعد غروب الشمس ليأخذونني أنا و ألاند إلى منزله لذلك
لم يتحمل..خاف أن تقول شيء يحرق قلبه أكثر فقاطعها بصوته المرتجف وبابتسامته الحزينة:
ـ مهلا..ظننت..ظننت أننا سنتزوج ونصبح عائلة كاملة، انا وانتي وألاند
لترد هي بصوتها الحالم مجددا:
ـ كان ذلك قبل أن يأتي
كم هو أحمق ،كيف يمكنه الحلم بهذه الأحلام، الزواج منها..ياله من مغفل جاهل كل مافي الأمر أنه بديل، هو يعلم ذلك ولكنه تغاضى عن الأمر، وكأنه لا يريد أن يخرج من ذلك الحلم السخيف، وهاهو الآن يتلاشى ذلك الحلم القصير
ـ بالطبع..يالي من سخيف لماذا قد تودين الزواج مني وهو موجود
ـ أجل..لذلك يمكنك إلغاء كل شيء حسنا..والأن يجب علي المغادرة
لم تمهله حتى ليهز رأسه يالأنانية التي تمتلكها ، كانت تطير من الفرحة لدرجة أنها لم ترى حتى عيون إيفرارد وهي تغرق بماء دموعه المالحة ، كيف لم تلحظ تلك الابتسامة، فحتى الغبي سيعلم إنها مزيفة ،وماذا عن صوته المرتجف أيعقل أن الفرح قد سد لها أُذنها ، ومن ناحية أخرى من كان يعتقد أن إيفرارد كان يملك كل تلك المشاعر، فقد إعتاد الجميع رؤية وجهين له فقط ،الغضب والبرود ،أما اليوم فكان أمر صادم أن يروا أوجهه الثانية
أنت تقرأ
ذئب الظلام:مؤامرة الشياطين
Fantasy"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان" في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...