(القصر الملكي)
أحيانا يكون الوداع المبكر أفضل من ذلك الوداع الذي يتركنا مع فقاعة مليئة بالذكريات...لذلك فراقنا بسلفيا أفضل الآن فلو تمنينا أن تعيش اليوم فهي ستموت غدا حتمًا هذا ما يحدث للأرواح الطيبة الضعيفة، التي تضحي بكل أنفاسها لأجل أشخاص، يومًا ما ستكبر قامتهم للسماء ولن يستطيعوا رؤيتها؛ لأن ظهرها سيكون منحني للأرض ولكن هذه الفئة سيدخلون قلبك بدون عناء، لذلك ربما هو من ميزة القدر البغيض أنه أخذها قبل أن تتشبك بأحشاء قلبنا أكثر
ولكن أتعلمون كم نحن مثيرون للحماقة...إن أمرنا مزري حقا بعد كل ما حدث هانحن هنا نتأمل وجه خواكين الشارد يحدق في صورة أبيه المرسومة، بينما يأتيه ذلك الصوت فجأة
" لماذا تفعل ذلك يا خواكين...أنت تعلم أننـــ..انني فقط أردت رؤية أبي قبل أن يفارق الحياة وحسب...لماذا قد أود بقطعة حديد توضع على الرأس...ارجوك ساعديني..أنه مؤلم جداً... إني اتألم بشدة..ارجوك..."كان ذلك الصوت يمر بمراحل عدة من التساؤل للغضب ثم الترجي والتألم، كان ذلك يزعج خواكين ليهز رأسه حتى يخرج ذلك الصوت اللعين من أذنيه، ثم أرجع نظره للوحة والده، لكن حدث شيء ما...تلك العينين الغائرتين في تجاعيد وجه والده العجوز ، كان يشعر بأنهما يسخران منه، ذلك استفز خواكين ليقول بقنط وهو يرص على أسنانه:
ـ ماذا؟!.. ماذا؟! ماخطب هذه النظرات ؟! أنت تعلم من سبب كل هذا صحيح؟!.. أجل هذا أنت!.. أنه ليس ذنبي بل ذنبك!..
هل إنتهى حقا؟!.. لقد كان هذا نذيراً على الجنون، أم أنه جرعة زائدة من الغضب المحبوس، إن عينيه على وشك الخروج من مكانها، أو ربما حقا يكون مجنون، قبل لحظات كان غاضبا، والأن يعض على شفتيه المرتجفة ويخرج أنفاسه المتقطعة من فتحتي أنفه، ربما كان يخدع نفسه وحسب بكل ما قاله سابقا ليقول حينها بصوت مرتجف :
ـ اللعنة...
ليدخل حينها الخنزير اللعين أيفرارد، وهو يحك إحدى أذنيه الضخمتين، لينقض عليه خواكين بسرعة ويدفعه نحو الحائط، ممسكاً بياقة قميصه ثم قال وهو يلهث :
ـ ماذا فعلت...أنت فعلت ذلك...أجل أنت
ولكن أيفرارد لم ينطق بهمس واحد، كان يستمتع بالسخرية بداخله من خواكين الأحمق، أين إختفت كل تلك الشجاعة لإبعاد كل شيء يقطع طريقه للعرش، كل ذلك الآن تحول لخاروف يرتعش، ولكن ايفرارد لم يستطع تحمل تمثيل الصديق الوفي أراد أن يطلق تلك الضحكة في وجه خواكين الأن، ولكن إنها ليست اللحظة المناسبة فقد قاطعهما أحدهم، كان دخوله مثل نسمات الرياح بحق نحن حتى لم نستطع سماع خطوات أقدامه على الأرض الذي قال:
ـ سموك يجب أن تذهب للجناح الملكي جلالته يأخذ أنفاسه الأخيرة...
من يكون ؟!..هذا الرجل...رجل طويل القامة فاتح البشرة من سيكون غير "أبيض" هذا ما يطلق عليه بسبب شعره الأحمر الذي تنتهي خصلاته بلون الأبيض أنه حقا يجعلنا نشعر بشعور غريب نحوه، ولكن الامر الأغرب أننا فقط من نراه بهذه الهيئة، فبنظر البقية هو عجوز كهل يعالج الناس هنا..حسنا لنقول أننا مجانين أو هم المجانين ، ولكن ذاك الفتى الامهق أو الرجل الكهل وديع بعض الشيء من نظراته لذلك ربما هو ليس خطيرا، كما تنبهنا عنه حاستنا السادسة الأن
ولكن كالعادة نحن نستبق الأمور، تلك النظرات أصبحت حادة ومخيفة حالما خرج خواكين من ذلك الباب ...
ليقلب بعينه قليلا في أرجاء القاعة ثم قال ببرود :
ـ ماذا كنت تعتقد أنك فاعل
ثم حرك عينيه ببطء بإتجاه أيفرارد الذي كان يعدل هيئته لكنه توقف بعد سماع صوت "أبيض " ليقول:
ـ لم أفعل شيء لقد كنت...
الخنزير المسكين لم يستطع إكمال جملته حتى إنقض عليه "أبيض" هكذا إختفى فجأة ليظهر كالضوء أمام أيفرارد ربما هذا ما يطلق عليه الإنتقال عن بعد،
أمسك بعنقه..يحدق بعينيه الحادة في عيني الخنزير الجاحظة، ثم قال بصوت هامس لهو حرارة ساخنة:ـ من تحاول أن تخدع...لقد رأيت ما في عقلك أيها الخنزير البشري العفن
ليبتعد عنه حينها، تارك ايفرارد يلهث مع عرق يتصبصب على وجنتيه الدهنية...وقف بإستقامة هناك أمام لوحة الملك واضعاً يده حول ظهره ثم نظر إلى ايفرارد بعين واحدة وقال :
ـ إلتزم بدورك ولا تحاول ان تخرج من جلدك المزيف وإلا... فأنت تعرف العواقب صحيح؟!..
نظر ايفرارد إليه وهز رأسه بذعر كان تلك الإجابة كافية ل"أبيض" فهو لديه المزيد من الأعمال في هذا القصر وبدون أي عناء للخروج بشكل طبيعي إستخدم الانتقال عن بعد مجددا...
أنت تقرأ
ذئب الظلام:مؤامرة الشياطين
Fantasy"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان" في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...