II

9 3 0
                                    

هنا هو النص بعد التدقيق اللغوي وال

(القصر الملكي)

يمشي ويتبختر هنا وهناك، داخلًا تلك الغرفة وخارجًا من الأخرى، حاملًا بين يديه كتابًا أسود عتيقًا وبين أصابعه قلمه الذي لا ينتهي حبره. إنه دهار، صانع الكوابيس وصرخات الأطفال. كل ما تراه في كوابيسك من صنع قلمه؛ كل ما عليه فعله هو الشخبطة في صفحتك الموجودة في كتابه منذ ولادتك.

وبسبب تلك الشخبطة البسيطة تأتيك الأفاعي، السقوط، الموت؛ كل ما يخيفك هو يعلم به. وبينما تصرخ وتركض، هو يرقص على صراخك ويحرك أصابعه مع إيقاع بكائك. هذا هو عمله، فقط إفساد نومك الهادئ. هو حقًا مثابر في عمله؛ لقد أنهى ثلاث مناطق إضافية لمنطقته في بضع دقائق وحسب، وما تبقى له سوى غرفة واحدة. إنها إحدى غرف القصر، وبدون عناء لدخولها من الباب، تلاشى ليجلس على حافة النافذة. ثم نظر لصاحبة الغرفة، إنها امرأة، جيد، فالنساء من السهل إخافتهن. فتح الكتاب نفسه وبدأ بتقليب صفحاته ليقف على إحدى الصفحات المكتوب أعلاها بخط عريض:

"الاسم البشري: ساندرا ألمستن"

ثم يليها بعض المعلومات الأخرى كالعمر والجنس والكوابيس السابقة. إنه أمر مثير للإعجاب، حتى الشياطين تهتم بالتفاصيل. وضع قلمه على تلك الصفحة وبدأ بالشخبطة بينما يهمهم:

"إذًا دعونا نفعلها بالطريقة القديمة، ماذا عن... بعض الأفاعي؟ أجل، جميعهم يهابونها."

يشخبط ويشخط، وفجأة توقف بينما ترتسم ابتسامة الخبث على وجهه الباهت. لابد من وقوع فكرة خبيثة على رأسه، ليكمل مجددًا الشخبطة ولكن مع إضافة لمسات أخرى، وهو يهمهم مجددًا:

"إذًا لنجعلها صدمة تجعلها تفيق صارخة... سيبدو مشوقًا وضعها في حوض ماء دافئ مع خلفية غروب الشمس... أجل، هذا مثالي. ثم تبدأ الأفاعي السوداء بالزحف من كل مكان لتدخل في الحوض."

يبدو أنه انتهى أخيرًا ليغلق الكتاب ويبدأ الترقب لسماع الصراخ. واحد... اثنان... ثلاثة... ثلاثة!! ما الذي حدث؟ لماذا لا يمكنه سماع الصراخ؟ ذلك أمر غريب، هو ليس معتادًا على ذلك. قفز من مكانه، يعود للعد مجددًا، ولكن بدون فائدة. هي لا تصرخ، لا تتعرق، إن ملامحها ثابتة. ذلك بمثابة صاعقة من الجنون بالنسبة له. هل هي مجنونة أم ميتة؟! يجب أن يتأكد، هل يجب أن... نعم، يجب أن يرى ما بداخلها... ما الذي يجعلها لا تهاب شيئًا هكذا؟! ما الذي تخفيه؟!

تسير وبجانبها "مشرف تعليم الأمير لوثر" إفرايم غودوين، يتحدث عن القواعد التي يجب أن تحفظها لخدمة الأمير

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تسير وبجانبها "مشرف تعليم الأمير لوثر" إفرايم غودوين، يتحدث عن القواعد التي يجب أن تحفظها لخدمة الأمير. بالرغم من أن جاكلين كانت شاردة، إلا أن ضربة غودوين على رأسها الأصهب أيقظتها لتنظر إليه بقنوط، بينما هو يقول:

"في ماذا تفكرين؟!"

"لا شيء... إذًا، ما هو اسم سيدي؟!"

"الأمير لوثر ابن الملك القادم خواكــ..."

"وكم هو عمر الأمير؟"

"الثانية عشرة تقريبًا."

ابتسمت بينما ترفع حاجبيها، ليقرب غودوين رأسه إليها ليهمس:

"ما خطب هذه النظرة الخبيثة؟"

"إننا في ذات العمر."

ليضربها على رأسها مجددًا، ثم قال:

"لا ترفعي سقف آمالك كثيرًا، لا يمكن للخادمة أن تلمس الزمرد."

تلك المقولة لم تعجب جاكلين لتقول:

"لماذا؟! لا يمكنني؟!"

ثم اقتربت من غودوين، الذي يبلغ السابعة والعشرين من عمره، لتهمس له:

"سمعت أن السيدة ساندرا كانت ابنة خادمة..."

أغلق فمها بقوة بكف يده، بينما يلتفت يمينًا وشمالًا بذعر. ثم نظر إليها بعينيه الواسعتين، بينما يهمس:

"بماذا تثرثرين؟! إنها محض إشاعة قديمة."

أزاحت يده لتقول:

"هذا ليس ما سمعته."

بئسًا، يا لها من فتاة عنيدة! كيف سيتعامل معها؟ إنها تغضبه، ولكنه فقط دفعها برفق للأمام، ثم قال:

"هيا الآن، اذهبي لعملك... ولا تنسي ما قلته لك، لا تدخلي الغرفة إن كان سموه هناك، ولا تحركي شيئًا من مكانه، فقط نظفي وحسب."

"حسنًا، أعلم ذلك، اصمت."

بدأت بالابتعاد عنه بخطواتها الصغيرة، ولكنه تبعها بسرعة ليزيد في حديثه:

"ولا تقتربي من الصندوق القريب من السرير."

"صندوق؟!"

ولماذا ذلك الصندوق بحد ذاته؟! ما الذي قد يوجد به حتى لا تستطيع الاقتراب منه؟ هل هي مجوهرات أم ألعاب جميلة؟! أم أنها روايات منحرفة؟! هذا فقط ما قد يستطيع فكرها المحدود تخمينه.

ولكن حقًا، ذلك الأمير لا يزال أمره لغزًا لدى عمال البلاط الملكي... لا يحب أن يحممه أحد، أن يلبسه أحد، أن يدخل غرفته أحد وهو موجود. كل هذا لغز لدى عمال البلاط. لماذا؟! ما السبب الذي يجعله ينزل من قيمته... من الرخاء الذي يعيشه؟ ترى ما هو السر؟ وهل لذلك الصندوق علاقة بالأمر؟!

ذئب الظلام:مؤامرة الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن