III

6 3 0
                                    

(الغابة المظلمة)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

(الغابة المظلمة)

العالم الأخر لا يختلف عن عالم البشر، فهو أيضا  مظلم وبارد يتخلله ضوء البدر الذي يتسلل من فتحة الكهف العلوية جاعلا حبيبات  صخور الغابرو تلمع، وكأنها مصابيح ذو ضوء خافت، كلما حدقت به جعلك تشعر بالنعاس، ولكن أديت لن ينفع معها ذلك،  هي لا تستطيع إغلاق عينيها ولكن ليس بسبب الجوع، ليس بعد أن أكلت 

" الطائر الغبي "

أجل هذا هو الإسم الذي أطلقته عليه ،ولكن هو حقا يستحق هذا اللقب، كان لديه أجنحة ولكنه لم يطير،كانت لديه أرجل ولكنه لم يجري، ربما رجله لم تتحمل وزن جسده..أوه جسده كان مغطى باللحم الشهي، هو شهي حتى ولو كان بدون أية إضافات يكفي فقط تقليبه على النار قليلا ويكون وجبة فخمة

فقط لو كانت تعلم بوجود هذا الطائر لمى أرغمت هي وعائلتها على تجرع حساء الخضار الباهت كل تلك الفترة..

"عائلة"صحيح هم رحلوا أجل كل ما تبقى لها هو هذا الذئب، أنه لا يروق لها إطلاقا هو يستطيع فهمها أجل كان ذلك واضحا ،ولكنه لا يتناول الطعام ذلك اغرب من السابق، إن الأمر يزعجها وحسب لديه كل هذه النعم ولكنه لا يستغلها ،هو بالطبع يستطيع اصطياد عشرة من الطائر الغبي أو ربما هو أيضا يستطيع اصطياد ذلك الأيل الضخم، ولكنه لا يتحرك من كهفه الكئيب أم أنه فقط لا يشعر بالجوع كان ذلك واضحا عندما عرضت عليه سابقا فخذ الطائر الغبي هو فقط رمقها بنظرة مملة واكمل نومه، كم ندمت على كرمها الغبي
 
ولكن ما خطبه ،هو لم يتحرك منذ مدة، هو في العادة يراقبها مع مرور الوقت ولكن قد مر وقت طويل منذ أن حرك رأسه ،أيعقل أنه؟!..لا هي لا تريد ذلك هي لا تعلم لماذا تشعر بهذه الرابطة بينها وبينه منذ أن حدقت في عينيه الزرقاء اللامعة، هي تشعر وكأنه شخص يجب أن تحميه، شخص عزيز كعائلة

رفعت رجلها الهزيلة، ودون نفض الغبار عنها تقدمت نحوه، ومازال لم يرفع رأسه، ذلك جعلها تتأمله عن قرب ،اجل لا تسمح لك الفرصة دائما لتحديق في هذا المخلوق العجيب، رؤيته عن قرب جعلت جسدها يقشعر ،كان يحافظ على هيبته حتى في نومه ،إلا أن شيء ما جعل هيبته تدنو قليلا، أنه ذلك الشيء البارز كالعرق  كان غريبا شكله، لم يبدوا عاديا ،كان وكأنه يتغلغل أكثر وأكثر في جسد الذئب أيعقل أن يكون هو السبب في سوء حالته...

ولكن كيف جاء هذا؟!.. أهو ناتج عن تسمم ما؟!..ولكن كيف يتسمم وهو لا يأكل شيء، أم أن السم يجعله يفقد الشعور بالشهية والرغبة في الأكل؟!..ولكن تلك الندبة لا تشبه الندبات التي كانت على الناس المسممة عندما تزور أمها أيام الطاعون الذي لحق بالقرى..أجل أمها كانت تملك مهارة في العلاج بالأعشاب، وكانت تلك الفترة الزمنية فترة ذهبية لها فكانوا يأتي لزيارتها الكثير والكثير.

كانت حقا جيدة في علاج سمموم الأفاعي والأعشاب الضارة إلا أنها للأسف لم تستطع علاج إبنتها بخبرتها، فمهما حاولت وبحثت عن أعشاب نادرة لم يحدث أي تغيير لحال إبنتها، وكأن المرض عشق جسدها الزهيل ويعاند الخروج..وبعد كل تلك المحاولة الفاشلة راحت سيلفيا وبقى المرض عالق في جسد آديت

ذئب الظلام:مؤامرة الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن