"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان"
في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
(الغابة المظلمة)
غارقة بين كل تلك الاعشاب تقطف..تتفحص وتتدق، لا احد يعلم بحالها ،كيف لها أن تشفق على حيوان، كيف يعقل لشخص أناني مثلها أن يهتم بحيوان
شخص كان السبب في موت وتفرق أهلها او ربما كنا مخطئين، ربما هي ليست بتلك الانانية التي تصورناها، لو كانت أنانية لتركت ذئب الظلام لوحده بمرضه وألمه ورحلت ولكنها لم تفعل ليس فقط لأنه سمح لها بأن تبقى في مسكنه ، ليس لأنه سمح لها بالنوم بقربه ،ليس لأنه تركها تتدفئ بفروه الكثيف، بل لأنه أنقذها من الموت بعد أن كانت أنياب ذلك النمر الغريب على وشك أن تغرس في حنجرتها الصغيرة..
كانت كعادتها في وقت الظهيرة تحاول إمساك الطائر الغبي، إلا أن تلك المرة كانت مختلفة ، فقد قادها ذلك الطائر الغبي إلى نمر يمزقه الجوع منذ الصباح، وحالما رآهما كانا فرصة من ذهب ليأكل وجبة خفيفة
ولكنه لم يعطي الطائر الغبي أي إهتمام فقد مل من أكله وإنما آديت فهي طبق جديد مميز..ومع كل ذلك الجري والقفز والصراخ سقطت آديت بعد محاولتها الفاشلة في صعود المنحدر، لتجده هو يقترب منها ببطء بفروه المنقط، و أنيابه الطويلة التي تشبه الخناجر ،وبعد أن أصبح فوق رأسها ،توقفت يداها عن زحف ربما كانت تشعر وقتها بالعجز
وعندما بدأ بشمها أغلقت عينيها هي لعله سيظن أنها ميتة ،إلا أن عينيها كانت ترتجف بالدموع، ولكن الأغرب أن هذا النمر الضخم قد تأخر في الانقضاض، فظنت أنه قد صدق كذبتها ولكن حالما رفعت رأسها لتجد فوق التلة يقف ذئب الظلام بهيبته المعتادة، بالطبع من قد يخيف ذلك النمر غيره من قد يستطيع إبعاده دون قتال وصراع غيره ،انه بحق وبدون أي جدال ملك هذا الجزء من العالم فالجميع يهابه..
وهذا كل ما في الأمر، وهي الآن تحاول صنع تركيب علاجي قد يساعده كما كانت أمها تفعل لها..فبعد كل تلك الاحداث التي مرت عليها مع ذئب الظلام بدأت تشعر بذلك الترابط الذي يجعلك أو يوجب عليك ان تحمي الفرد الآخر وكأن حياتك متعلقة بحياة الآخر.. وكأنهما أصبحا قطيعا واحد..يجب على كل أفراده مساعدة الأخر
ولكنها قد يأست من كل تلك المخاليط التي أنتجاتها، فهي لم تنفع أبدا، ومازال ذلك الشيء الاسود يستمر في الانتشار بجسد الذئب، ولكن ربما قد يكون هذا المخلوط الأخير به القليل من الامل...ربما صدفة بسيطة مع رذاذ قليل من الحظ قد يساعد الذئب على النجاة
لأنه إذا إختفى لن يبقى لها أحد..ستعود كما كانت قبل مقابلته، وربما لن يسعها البقاء هنا طويلا، فهذا العالم المليء بالعجائب خطر لن يصلح لفتاة ذات جسد هزيل أن تبقى فيه، حتى وإن كان وفير الطعام، وأنه يحميها من لعنتها فمنذ أن وطئت قدمها على هذا العالم إختفى الظلام وتوقفت عينها عن درف الدماء وكأنها وجدت العالم الذي تبصر فيه، وكأنها شفيت من مرضها..إلا أن الأمر الغريب أنها في أحد المرات التي دنت رأسها على سطح البحيرة وجدت أن عيناها مازالت على زرقتها
كيف يعقل ذلك..هي تبصر ولكن عيناها مازالت زرقاء، في العادة عيناها ترجع للونها الأصلي حالما تسترجع بصرها، ولكن الأمر هنا مختلف، أيعقل أنها تتوهم كل هذا..أيعقل أن يكون كل هذا مجرد حلم إخترعه عقلها حتى يسليها في فترة مرضها اللعين..ذئب الظلام..الطائر الغبي..الأيل والنمر..البركة..جدار الجهة الأخرى..أيعقل أن يكون كل هذا مجرد خيال..