(حي النبلاء ـ منزل عائلة سارجون)
يالسذاجته عندما ظن أنه يمكنه الحصول عليها..وهو مجرد بطل عاث عليه الدهور..وغاب اسمه عن ألسنة الحضور..ولكن من يمكنه لوم قلبه المتأخر، فبعدما اختار الفتاة التي أحبها من روحها، لا شهوة في جسدها أو ممتلكاتها، اتضح أنها ستصبح خطيبة لوريث العائلة التي يعمل لديها
فما كان عليه فعله سوى أن يحجب على قلبه رؤيتها، فلا يلتقي بها ولا يحدثها في خلوة، وكان الأمر سينجح إلا أنها وحدها عرضت نفسها عليه
في البداية شعر بالغضب لأنه شعر بأنه مجرد سلعة تستخدم لإشباع شهوتها ،إلا أن الأمر تغير بعدما شرب تلك الكؤوس في تلك الليلة، فوجد نفسه في غرفتها، ولكن ما يزعجه حقا أنه واقف على شرفة غرفته يتخيل أن تأتي هي إليه بدلا من أن يخلد إلى النوم
شعر بمقدار حماقته وسذاجته لأنه ينتظرها، يالله من تافهه فقد كانت ليلة واحدة ، لقد عاش الكثير من الليالي مع الكثير من الفتيات..ليلة واحدة..ثم يصبحون غرباء وكأن لم يحدث شيء في تلك الليالي
إذا ما الذي يختلف الأن، كانت ليلة واحدة أيضا ،إذا لماذا هو مشتاق إليها، إن الأمر مشمئز حقا عندما يعلم المرء مقدار حماقته..
شعر بسقف الغرفة يضيق عليه، كاد يختنق من جو الغرفة الخانق، فقرر الذهاب للخارج قليلا، ولكن شيء ما أعاق خروجه، أحد كان يقف على حافة الباب، شخص متردد في طريق الباب أوالرحيل، إنها إيف تحدق إليه بصمت ليقول هو بخفوت لا يسمعه ظلام الليل:
ـ سيدتي!..
لتهجم عليه هي، وتطبق شفتيها على خاصته، وفي زاوية أخرى من هذا المنزل، كان السير كريس سارجون يحتسي الشراب بوتيرة يتأمل شرفة الغرفة من بعيد، يتأمل الشعلات الخافة في ممر الباحة التي يتلاعب بها الرياح ، فيحركها يمينا وشمالا، إلا أن دخول والدته قاطع تأمله، ومن دون أي مقدمات هبت نيرانها بلسانها :
ـ مالذي يشغلك هنا عن أن تكون مع زوجتك الأن
ولكنه لم يعطها أي رد فما زال يراقب الشرفة بصمت وكأنه يحرسها بعينيه الدعجاء _ واسعة شديدة السواد _ فأكملت هي :
ـ أم أنها لا تعجبك..إذا أخبرني لاستبدلها بواحدة أفضل منها
ـ ما الذي تقولينه..أتعيين ما تقولينه؟!..إن كانت لا تعجبني فلماذا اخترتها من بينهن جميعا
أطلق كل تلك الكلمات ثم عاد إلى حالته السابقة يتجرع النبيذ ويراقب الشرفة ، لتعدل هي شعرها و وقفتها ثم قالت بصوت ثابت تحاول السيطرة على الغضب الذي بداخلها:
ـ إذٍ..إن كنت حقا تحبها فلما لم تشاركها السرير حتى الأن
ـ ولكنني أنام معها في ذات السرير دائما
تظاهرهه بالجهل جعلها تود إرجاعه طفلا وتؤدبه من جديد، شعرت حقا بإنها كانت حمقاء عندما كانت تحميه من ضربات سوط والده، ربما ذلك السوط كان سيؤدبه ، سيجعله رجلا
ـ أنا لا اقصد النوم، أنت تعلم ماذا اقصد
أعاد الالتفات إليها مجددا ولكنه كان مبتسما هذه المرة ليقول بينما يتجه إليها ببطئ:
ـ وماذا إذٍ..كل ما في الأمر أنني لست راغبا بفعل ما تقصدينه
ـ أنت تعلم أنك إن لم ترث بوريث فسوف تخسر كل شيء
ـ لا ليس هذا ما يعكر مزاجك حقا يا سيدة سارجون..بل هو تولي شقيقي الغير شرعي نيكولاس زمام الأمور
ابعد شعرها عن أذنها ليهمس لها:
ـ أليس كذلك؟!..
صمتت ولم تجب كانت فقط تتخيل ماذا سيحدث حقا إن تولى ابن تلك اللقيطة التي خانها زوجها معها ، بينما هو يربع يده خلف ظهره بينما تتلاشى تلك الإبتسامة عن وجهه الذي بهت فجأة
ـ عن إذنك الآن، سأذهب إلى زوجتي العزيزة
أنت تقرأ
ذئب الظلام:مؤامرة الشياطين
Fantasy"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان" في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...