"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان"
في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...
تجمع عدد هائل من الناس في الخارج وكأنهم نحل يتصارعون على أفضل زهرة في البستان لكن الأمر مختلف هنا
ما يتصارعون عليه هو رؤية الرواية التي ستسرد هنا في منتصف الطريق، بالنسبة لهم هذا أفضل من الزهرة..رؤية قصة رائعة في الصباح الباكر أنه أمر مذهل لتسرده للغائب مع بعض من لمساتك الخاصة التي تجعلها قصة خرافية
كان ذاك القس يقف في وسط حلقتة الناس المتفرجة..كان متصلبا كالصخر شارد في وجوه القروين المغبرة..ذاك الفقر الواضح في حدقة أعينهم وأجسادهم كم يهابه ويخاف منه، انه لا يتحمل حتى النظر فيه..رؤية كابوسك أمام عينك في وضوح النهار مخيف حقاً..مخيف معرفة أن ما تراه الأن حقيقي..وأن لحظة إستيقاظك من كابوس الحقيقة أمر محال..كل هذا يذكره بأزقة تريسكافيا الرطبة، وتقاسم الخبز اليابس مع أولاد الشوارع..إنه يذكره بصراخ أبيه السكير..يذكره بجثث أمه وأخوته بعدما ماتوا..انه يذكره بالفقر الذي كاد يقتله..
هو لن يعود لذلك الفقر مجدداً، يجب عليه أن يتأكد من انه بعيد عن ذاك الفقر بدرجات ودرجات، يجب أن يتأكد أن الفقر لن يستطيع المساس به مجدداً..يجب عليه فقط الإنتهاء من هذه المسألة بسرعة حتى يستطيع الإبتعاد عن كابوسه..فهاهو الأن يقترب من سلفيا ليقوم بفحص عينها، لم يستغرق الأمر طويلا حتى قال وبدا الخوف ظاهرا في عينيه:
ـ أجل!! .. بعينها الكثير من الشر إنها شيطان بلا شك
هل هذا ممكن لم يندهش أحد من الحشود حقا؟!.. هل يصدقون هذه الترهات؟! ولكن لا يمكن لومهم ماذا ستظن من إمرأة غريبة الأطوال نادرا ما تخالط الناس ..نادرا ما تخرج من كهفها الأسري كما لا ننسى هذه القصة ستلبي شهواتهم الفضولية حتى إنها لا تحتاج للمستك الخاصة إنها كاملة
حتى إن سلفيا لم تصدق هذا تحدق بعينها الواسعتين بينما تغزو الصدمة على وجهها الذي غطاه بعض خصلات شعرها الدهني..كيف يمكن لأشخاص عاشت بينهم منذ نعومة أظافرها ان يصدقوا هذه التراهات..لقد شعرت بالظلم أم بالخذلان أم كلاهما هي لا تعلم حقا، ولكنها تعلم أنه لا يجب عليها السكوت الأن، لتتحدث أخيرا بينما يدفعها الفارسان لداخل القفص وهي تصرخ في وجه القس:
ـ ماذا؟!..لا !!..لا ذلك ليس صحيحا اخبرهم بالحقيقة لا يمكنك فعل ذلك...
واخيرا استوعبت الاتهام الذي سكب على رأسها و لكن ذلك الصراخ ذهب هبائا لم يفد بشيء..امتزجت دموعها مع عرق وجهها إنهما متشابهان لا يمكن الفصل بينهما.. سلفيا المسكينة إلى متى سيقاوم جسدك الهزيل هذين الفارسين القويين إنها تقاوم هذه القوة، إنها تقاوم مرارة تلك النظرات بين القروين السذج، ولكن بعد أن لمحت إبنها ألفونس تلك النظرة على وجهه الاصهب جعلتها كالورقة يدفعها الريح حيث ما يشاء..كان ينظر إليها بإشمئزاز..أيعقل أنه يصدق هذا الهراء؟..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
