(حي النبلاء)
لقد اعتدنا على مسمى واحد لم يختلف طوال كل العصور التي مضت "إن ملكت المال ملكت السطلة، ملكت الإحترام وأيضا الأمان"
أنه أمر منطقي حقا أن ترى تلك المنطقة الوحيدة التي لا تغزوها غابة الظلام ملك لنبلاء فقط …ينامون في أسرتهم الحريرية دون القلق حول كل تلك الأساطير المخيفة فهي بعيدة حتى تنال منهم…ولكننا في هذه اللحظات لا نراقب أحد أفراد هذه الفئة بل نحن نسلط الضوء على رجل خارج من أعماق إنحطاط الفقر بعدما كان رمزاً قومياً عندما كان أحد قاطعي الرؤوس التي كانت مهمتهم الوحيدة إصطياد السحرة وقتلهم...هذا الرجل هو ثيو
ربما قد يكون أمراً غريباً وجوده هنا، ولكن كل ما في الأمر أنه يعمل رجل إسطبل لدى عائلة سارجون، كل ما عليه فعله أمور روتينية قد إعتاد عليهاتسريح وإطعام الخيول، وتنظيف الإسطبلات من الروث، وإحظار أجود العلف من التجار في المدينة، ولكن شيء واحد فقط كان يجعله يعيش في دوامة من القلق والتوتر...إنها السيدة سارجون زوجة السيد كريس سارجون الأنسة إيڤ سارجون…كل شيء كان عادي كالعادة ولكن فجأة أصبحت تصرفات إيڤ غريبة بالنسبة لثيو لذلك يحاول تجنبها كلما سمحت له الفرصة
وبينما يسرح شعر الحصان مع تنهده البائس دخل أحد الدخلاء للإسطبل إنها كارمن التي قالت موبخة :
ـ سيد ثيوفيلوس هل أنت أصم أم ماذا؟!..
هو ليس أصما بل شارد الذهن ولكنه أفاق الآن لينظر إليها التي قالت حينها :
ـ لقد جف حلقي وأنا أنادي عليك…جهز الحصان، السيدة تريد الذهاب في نزهة
بالطبع جهز ثيو الحصان وأخرجه هناك حيث تقف السيدة إيڤ برصانة …"سيدة"هذا اللقب حقا لا يناسبها تبدو كآنسة صغيرة فهي في بداية عشريناتها ولكن هذا هو الحال فحالما تصبح الفتاة متزوجة تسجن في قفص يدعى ب"السيدة"
لحظات قليلة حتى أصبحوا بعيداً عن القلعة، يسيرون في حقول العنب التي تمتلكه عائلة سارجون ،
حيث تجلس إيڤ على ظهر حصان بينما يقود ثيو الحصان للأمام بمهل لتقول إيڤ حينها كاسرة جدار الصمت بينهم:ـ سمعت أنك كنت من قاطعي الرؤوس سابقا…أتسائل لماذا توقفت عن ذلك الأن لابد أنك كنت غارقا في..
توقفت فلا أحد مبال لحديثها لقد شعرت بالخيبة تغزو بداخلها لدرجة أنها تظهر في عينها لتنطق مجددا ولكن بطريقة بائسة :
ـ هل أنت أيضا تراني بشعة يا ثيوفيلوس؟!…
توقف ثيو عن سحب الحصان ليدير وجهه نحوها يصلح سوء الفهم هذا :
ـ بالطبع الأمر ليس كذلك يا سيادتك…أنت أجمل فتاة رأتها عيني سيقطع لساني إن قلت أمر مخالف لهذا…
صحيح أن ثيو بالغ قليلا في ردة فعله، ولكن لا يمكن نكران أن إيڤ جميلة التي قالت بغضب تكابحه بداخلها بينما يكمل ثيو سحب الحصان للأمام:
ـ إذٍ لماذا لا تنظر إلي؟!…أم أنك تراني طفلة صغيرة أيضا؟!
إنها لا تتعلم من السابق إن لم ينظر لك المخاطب وأنت تتحدث إذاً الحديث لا يهمه إطلاقاً، فما بالك لو أنه يعطيك ظهره وحسب
ابتلعت ريقها ليرطب حلقها الجاف، إن غضبها و قنطها بدأ بالظهور بينما تتحدث وكأنها تحدث ضميرها المسجون بين أحشائها ولكنها مع
كل جملة تنهيها كانت تنظر لثيو :ـ بالطبع انا لست صغيرة …فقد حضت وأنا بعمر السادسة عشر…يقولون أنه بعد هذه المرحلة تكسو الشهوة عيون الجميع و لكنني… ولكنني حافظت على عذريتي لم أهتم لتلك الأمور لأنها ستكون أفضل بعد الزواج
صمتت قليلا تقلب تلك الكلمة "الزواج"في رأسها شعرت بالاشمئزاز وكأنها تسخر من نفسها لتكمل ولكن امتزج ذلك الغضب مع بعض السخرية:
ـ أتسأل فقط لماذا زوجي أحمق ؟! أنه حتى لا ينظر إلي سواء كنت متزينة أم عارية..صحيح أنني لم أعطي برود ذلك الأحمق إهتمام ولكني تغافلت عن أمر تلك الشهوة..تراكمت بداخلي لدرجة أنها بدأت تتسلل لأحلامي
وبعد كل ذلك صمتت مجددا، لتعلق على وجهها إبتسامة ولكن الأمر الغير متوقع أن ثيو كان ينسط إليها طوال الوقت ولكنه كان يمثل عكس ذلك ليقوم بتنهده المعتاد :
ـ أنا آسف سيادتك على عدم مقدرتي على مساعدتك
ـ بل يوجد شيء يمكنك فعله
…
أنت تقرأ
ذئب الظلام:مؤامرة الشياطين
Fantasy"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان" في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...