"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان"
في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
(أطراف الغابة المظلمة)
وبعد محاولات عديدة من كالينا وأخيرا تحدث ألفونس، واخبرها عن مكان والده، وهما الآن بين تلك الأشجار حائران..تنادي كالينا بدون كلل على أغانيوس حتى تعبت ولكن أمرها غريب حقاً فهي لم تفكر بسلفيا على الإطلاق وكأنها لم تكن صديقة طفولتها رغم إختلاف أفكارهن وطرقهن في العيش..إلا أنهما تشاركا ذات المنزل وذات السقف منذ أن عثر على فتاة صغيرة أمام باب كوخ عائلة ريوس..كانت تلك الفتاة الصغيرة مبللة ويكسوها الطين الرطب..كانت قذرة بمعنى الكلمة، ولكن عينيها العسليتين كانت تطلب المساعدة..لا يمكنك رؤية تلك العينين اللامعتين البريئتين وتركهما يتجمدان تحت المطر، لذلك لا يمكنك لوم ماثيو على إستضافة فتاة مجهولة لا يعرفها ولا يعرف ماهيتها..فتح لها بابه لأنها كانت صغيرة بحجم إبته الصغيرة كالينا نعم ماثيو ذلك العجوز المجنون هو والد كالينا..فمن كان ليتوقع أن ماثيو الطيب الحنون الذي أمبر همومه هو إطعام زوجته المريضة وإبنتيه الصغيرتين كالينا وسليفيا سوف يصبح رجل عجوز مصاب بالزهايمر يلقبه الناس بالمجنون
ذلك المدعو بالجنون هو ذات الشخص الذي إستضاف فتاة مجهولة لعائلته، ورباها وكأنها إبنته الثانية..ومنذ ذلك اليوم أصبحت سيلفيا وكالينا معاً..تشاركى ذات الطعام واللعب واللحظات معاً، ولكن في نهاية أصبح لكل واحدة لها طريق وكأنهما لم يكونا أختان سابقاً
فهاهي كالينا الأن كل ما يشغل قلقها هو أغانيوس..فضلت أن تقلق على رجل جاء لقريتها بمحض صدفة في الماضي على الإمرأة التي عاشت معها نصف حياتها..ليس وكأن ما بين أغانيوس وكالينا شيء كبير..كانا أقل من الأصدقاء حتى..كان أغانيوس يعتبرها فقط أحد أقارب عائلة الفتاة التي أحبها، ولكن ربما هذا فقط من طرف أغانيوس، أما بالنسبة لكالينا فربما يوجد شيء آخر..نعم انظروا إلى وجهها المتعرق، إنها بالكاد تستطيع الوقوف لتتكئ بيدها على جذع الشجرة وهي تلهث..نظرت لمى تستطيع عينها إبصاره ولكن كل شيء متشابه اليمين لا يختلف عن الشمال..جميعها أشجار في كل مكان..جميعها متشابهة ذات الطول وذات الطحال المجود على جذوعها، أنه أشبه بالبحث عن حبة الذهب الصغيرة الموجودة في قاع النهر.. ويبدوا أنها استسلمت أخيرا وأدركت حماقتها لترفع غطاء رأسها قليلا لتبعده عن حاجبيها
