"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان"
في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...
مسح اغنيوس عرق يديه بقطعة قماش صغيرة حتى يستطيع امساك خدي ابنته بيديه، ونظر الى عينيها حينها علت على وجهه تلك الإبتسامة التي كانت مدفونة في أعماق ماضيه، ليقول و هو ينظر لوجه زوجته الذي غالبه التعب:
ـ يبدوا أن الدواء هذه المرة نجح
فجأة تغير لون وجهه بعد أن تذكر أنهم قد يحتاجوا للمزيد من الدواء، لقد تكبد عناء كبيرا ليحصل على جرعة من ذلك الدواء..فكان يعمل ليلا ونهارا فقط ليحصل عليه، حينها نظر مجددا لوجه ابنته ليقول مع تلك البسمة التي تخفي دائما همومه، فهو بارع في ذلك منذ طفولته او ربما جميع الآباء يملكون تلك الموهبة دائما يظهرون أنهم اقوياء أمام اطفالهم:
ـ صغيرتي هل أنت سعيدة الان يمكنك الخروج من المنزل متى ما أردتب...أليس هذا رائعا؟
و مع هزات رأس آديت بالموافقة بدأت الباب بالتخبط و بقوة ليفتح ألفونس الباب..إنهم أولئك الفرسان بصحبتهم ذلك القس الذي بدى عليه التوتر حينها قال الفارس و هو ينظر لألفونس :
ـ نادي أباك يا فتى
و بدون أي كلمة اغلق ألفونس الباب على مصراعيه و ذهب يطرق الباب بخفة و هو ينادي والده و اخيرا فتحت الباب لينظر إليه أبيه بريبة ثم قال:
ـ ما خطبك أيها الشاب
و كعادته ألفونس لم يقل أي كلمة اكتفى بالنظر للباب المغلق على مصراعه فهم اغنيوس ما يقصد ابنه فتجه نحو الباب لمعرفة ما خلفه..فتح اغنيوس الباب فأخذ ينظر إليهم حينها قال الفارس:
ـ اتعرف امرأة تدعى سلفيا
و بينما ينطق الفارس كلمته الاخيرة استوعب اغنيوس الامر بعد أن رأى القفص الموجود في العربة ليغلق الباب في وجوههم و يقفلها و بينما يخبطون الباب أسرع هو إلى زوجته و أطفاله ليقول:
ـ سلفيا!!...
أخذ يسترجع انفاسه ثم قال:
ـ أعتقد أنهم عرفوا بمرض آديت
تلك الكلمات كانت كسيف ينغرس في وسط خصرها.. ارتبكت سلفيا لم تعرف ماذا تفعل و لكنها هدأت قليلا بعد أن وضع زوجها يده على كتفها ليقول:
ـ هيا بسرعة لنخرج قبل ان يستطيعوا هم الدخول
كانت بتلك الغرفة باب صغيرة لاتتجاوز ثلاثة أمتار تقريبا التي تطل على الخارج، والتي هي أيضا تبدو وكأنها نافذة من الخارج لأنها مرتفعة قليلا..وبينما يزحف اغنيوس ليخرج من الباب استطاع الفرسان فتح باب المنزل، وبدءوا بتفتيش المنزل ليلاحظوا تلك الباب بزاوية _إنها ذات الغرفة التي توجد بها سلفيا و عائلتها_ اقترب الفارس من الباب ليفتحها، ولكنها مغلقة فبدء يضربها بكتفه حتى تفتح، بينما كان اغنيوس يمد يده ليمسك بابنته ثم وضعها على الأرض ليمد يده مجددا ليساعد زوجته في الخروج، ولكن سلفيا كانت شاردة الذهن وهي تنظر إلى تلك المسافة التي يجب أن يتجاوزها قبل الوصول إلى السهل المؤدي الى غابة الظلام
صرخ اغنيوس في وجهها:
ـ سلفيا!! ...تحركي ما خطبك
نظرت سلفيا لقفل الباب الذي يصمد امام كل ذلك الدفع ثم نظرت لزوجها لتقول بصوت حزين:
ـ ارجوك اعتني بابنتي
رد عليها أغانيوس بجهل:
ـ ماذا تقصدين ... هيا تحركي
ثم عرف نية زوجته بعد أن رأها تمسح دموعها و هي تقول:
ـ ارجو ان تسامحني
ـ لا..لا سلفيا لا تفعلي بي ذلك ارجوك
تجاهلت سلفيا رجاء زوجها رغما عنها لتغلق الباب و تقوم بتغطيته بكومة الملابس حينها انزاح آخر مسمار يصل المفتاح بالباب، ليدخل الفرسان ليجدوا سلفيا جامدة في مكانها و بدون مقاومة منها سحبوها للخارج كانت تعلم بأن جرح قدمها لن يساعدها على الهروب بل سوف يلحقون بهم و يمسكونهم قبل أن يصلوا للغابة المظلمة..حينها ستخسر عائلتها بالكامل
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.