"ماذا لو كنت تعيش في الظلام، ترى مخلوقات لا يراها البقية، وفي نهاية يكشف سرك ويخبرونك أنك ساحر وشيطان"
في تلك العصور المظلمة زمن تسود فيه روح الانتقام والسحرة سوف نعيش معهم أنا وأنت في الخفاء وسوف نحكم من هو الشيطان ومن هو البطل بين من يصارع لعنته...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
(أطراف الغابة المظلمة)
كم هو جميل و مختلف الآن وجه أديت بعد أن فارقته الدماء، التي توقفت عن الجريان؛ فآيدت الآن أقل ذعراً فالدماء تسيل من عينيها عادة عندما تفزع أو تبكي.. كم هو قاسي مصيرها فالكبار حتى لا يستطيعوا مقاومة الحزن والبكاء فكيف تستطيع فتاة صغيرة مقاومته؟!
التي تحاول الوصول إلى أبيها وهي تحرك يدها في الهواء وبعد أن يأست قالت مرتعدة:
ـ أبي؟!...
ثم انتظرت سماع صوت ابيها ظل صوت الهواء فترة قصيرة بمفرده المسموع..بدء قلق أديت يزداد لتحاول الوقوف متمسكتاً بجذع الشجرة ليسندها، ثم كررت النداء لعله يستجيب هذه المرة، وبعد جهد طويل رد أغنيوس :
ـ لا تقلقي أديت أنا بجوارك هنا
ثم قال معاتبا:
ـ ما الخطب عزيزتي.. لماذا أنت هكذا؟!.. لقد أخبرتك بأنني سأجمع بعض الاغصان التي من حولنا لنتدفئ حتى قدوم أمك
ضمت رجلها نحوها دون قول أي كلمة ليتنهد أغنيوس، ثم احنى ركبتيه ووضع يده على كتف ابنته ليقول :
ـ حبيبتي..كم تارة يجب أن اخبرك أن تلك الأمور التي تريها ليست حقيقية
ثم مسح يده على شعرها وهو يقول:
ـ لذلك لا داعي للخوف.
حينها حركت أديت رأسها قليلا، وكانها كانت ترى شيئا ما خلف ظهر ابيها..إنها ترى شيئا مميزا بين كل الظلام الذي تراه..أنه شيء له حرارة، ويضيء تبدو كالنار، ولا تبدو انها مخيفة كما كانت تشعرنا به وهي تحكي عن تلك المخلوقات..انها فقط نار كسائر النيران..وبعد أن أبعد اغنيوس يده عن شعرها قالت هي:
ـ أبي
ليرد هو:
ـ أجل حبيبتي ماذا هناك؟!..
مدت آديت يدها مشيرة لتلك النار التي تبعد عنهم ببضع شجرات لتقول:
ـ وماذا عن تلك النار؟!
ظهر الاستغراب على وجه اغانيوس وهو يلتفت ليرى، ثم نظر إليها ليقول مندهشا:
ـ إنها حقيقة ولكن؟!..
ثم عاد لينظر لابنته ليقول متلعثما:
ـ هل أنت واثقة انك تستطيعين رؤيتها؟!
فهزت أديت رأسها مشيرة لنعم ثم قال متحمسا:
ـ وماذا عني أديت اترينني؟!..
لتهز أيدت رأسها مجددًا ولكن مشيرة لكلا ذلك أحبط أغنيوس ثم تذكر أمر تلك النار..ولكن مهلاً كيف استكاعت إبنته أن ترى تلك النار..فقط تلك النار لماذا بالذات تستطيع رؤيتها..ليس هذا فقط ما يشغل باله بل من اشعل تلك النار الآن بالرغم من انه قد جاء من هناك قبل قليل، ولم يكن أحد هناك..من يستطيع إشعال نار في ثواني فقط..انه حقا لأمر مشكوك فيه.. وقف أغنيوس ناظراً إلى النار ثم قال:
ـ هل من أحد هناك ؟!..
ولكن لم يرد أحد ليسحب أغنيوس خنجره ببطء وأخذ يخطو بعض الخطوات، ولكن تلك النار لقد طفت في الهواء مبتعدة عن أخشابها..جمد أغنيوس من الذهول لم يستطع استيعاب الأمر ومن خوفه..ارجع رجله اليسرى للوراء ذلك جعل تلك النار تتحول لدخان..دخان مع عيون صفراء مشعة تترصد على أغنيوس وبعد كل تلك الحملقة بدأ الدخان بإصدار فحيح خافت، ثم تقدم نحو أغنيوس الأحمق الذي ترسخ في مكانه لتكتسح صرخات آديت المكان…
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.