نكمل روايتنا قيود الماضي.
بقلم/ سلسبيل كوبك.
الفصل الـ٣..
___________________________
كانت تقف في منتصف الصالة يتطلع لها الخدم بصدمة احتلت وجههم تلك غرام أقبح فتيات مالك تبدل حالها كثيرا أصبحت أكثر جمال عن ذي قبل، كانت جليلة تجري على الدرجات بخطوات سريعة كادت أن تسقط وخلفها غزل التي أسندتها.
كانت تبتسم وعينيها اغرورقت بالدموع لتتقدم منها جليلة وهي تتفحصها وتحيط وجهها بكفيها قائلة:
-يا نور عيني.
احتضنت غرام أمها بقوة وبدأت في البكاء لترفع رأسها نحو غزل التي تبتسم بقوة والدموع تغرق وجنتيها هي الأخرى، ليستيقظ الجميع على ذلك الحدث وتلك الضجة لترفع غرام رأسها وتنظر إلى أبيها لتجري نحوه وتحتضنه وأجهشت في بُكائها كان يحتضنها بشوق ويربت على رأسها كاد أن يدخلها إلى قفصه الصدري بجوار قلبه يغلق عليها ولا يراها أحد فهي زهرته الجميلة.
ابتعدت عنه ليزيل تلك العَبرات ويقبّل جبينها بدموع حارة هبطت على وجنتيه هو الأخر، كيف صمد لما يقرب لخمس سنوات من دونها!
لتزيل هي الأخرى دموعه وتبتسم له قائلة:
-وحشتني أوي أوي يا بابا، وحشتوني كلكم.
-كنت خايفة.
اقترب منها جدها يونس لتقبّل يده اليمنى وتحتضنه، كاد أن يسألها مالك عما حدث لها والأسئلة تدور بعقل الجميع يتساءلون بداخلهم عما حدث لها لتتغير جذريا بتلك الطريقة.
-رشا بت يا رشا.
تقدمت منه الخادمة وأردفت بأدب:
-نعم يا يونس بيه.
-وصلي غرام لأوضتها، وطلعي الشنط لفوق.
اومأت له رشا لتصعد غزل باتجاه غرام التي استقبلتها بابتسامة كبيرة على ثغرها واحتضنتها بقوة كبيرة هامسة:
-وحشتيني يا صغيرة.
ذهبت غزل مع غرام لغرفتها القديمة لتجد صورها تمليء الغرفة شعرت ببعض الغضب كلما نظرت إلى نفسها القديمة كانت إنسانة مختلفة كثيرا شعرها المجعد يهبط على وجهها وتلك النظارة تأكل نصف وجهها كان كل ما يشغلها العلم وفقط كانت ثيابها غير مُنسقة و رجولية.
ألقت بتلك الصورة أرضا لتفزع غزل منها وتتراجع للخلف قائلة:
-في إيه يا غرام؟ أنتِ كويسة؟
اومأت لها غرام لتقف أمام مرآتها وابتلعت لعابها كانت تنظر إلى تلك المرآة وتبكي كل يوم على انتقادات الأخرين لها ونبذهم لها دوما لطالما كانت وحيدة حتى من أعطته قلبها دهسه أسفل قدمه بقوة غير عابئا بمشاعر تلك الفتاة وحُبّها.
تساءلت غرام عن تلك الزينة التي تمليء المنزل، لتجيبها غزل بفتور:
-هتجوز.
ألتفتت لها غرام سريعا لتبتسم بفرحة وتتقدم من غزل لتحتضنها بقوة وهي تهنئها لتدلف جليلة إلى الغرفة وتجلس على الفراش وتجلس كلا من غرام وغزل أمامها لتربت على شعرهم وتبتسم لهم بحب، لتتساءل غرام بقولها:
-فين غدير؟
عبس كلا منهما بوجهه كلما تذكر ما حدث، لتبتلع جليلة لعابها وتردف:
-بخير يا حبيبتي، أنتِ قومي ألبسي وغيري هدومك وأنزلي أفطري البيت كان ناقصك وكلنا مفتقدينك أنتِ نور عيني يا غرام.
ابتسمت غرام لأمها ونهضت لتتجه نحو المرحاض وتبدل ثيابها لأخرى نظيفة ومريحة مكونة من ثوب يصل لكاحلها باللون البني وحذاء رياضي أبيض لتغادر الغرفة وتمشي في الممر المؤدي للدرجات كانت سعيدة وهي تنظر لأرجاء المنزل كم اشتاقت لذكرياتها مع أخواتها ابتسمت برقة لتصطدم بأحدهم ويسقط كلاهما لتعلوه، رفعت رأسها نحوه لتحتل معالم وجهها الصدمة على عكسه كان منبهر بها وبجمالها ليبدل الأدوار ويصبح أعلاها ليردف بخفوت:
-أنتِ مين؟
أفاقت من صدمتها لتبعده عنها بعنف وتنهض لتستند على الحائط وهي تشير له ألا يبتعد، نهض هو الأخر ليحاول التقدم منها ولكنه صرخت في وجهه قائلة:
-إياك تقرب وإلا هقتلك يا شريف.
تعجب كثيرا كونها تعلم اسمه على عكسه، لم يخبره أحد بعد فكان نائما ليميز نبرة صوتها ليكذب ذلك الصوت الذي صدر بداخله وأردف باسمها ولكنه خرج من بين شفتيه بدون وعي:
-غرام!
تركته وغادرت لتهبط لأسفل وتتجه نحو غرفة الطعام وهي غاضبة لتتساءل بداخلها عن حقيقة الأمر عما إن كان أخبرهم بما حدث والأهم لما لم يبحثوا عنها طالما ذلك الحقير عاد إلى المنزل وتركها خلفه في تلك البلد الأجنبية.
أشار يونس لغرام حتى تجلس بجواره ولكنها نفت برأسها وأردفت بحدة:
-إزاي الحقير ده لسة موجود هنا؟ وإزاي مدورتوش عليا كل الوقت ده؟ للدرجة دِ أنا مش فارقة معاكم!!
ليأتي خلفها ويجذبها نحوه بعنف قائلا:
-أنتِ يا هانم كنتِ فين كل ده؟
-ويا ترى قابلتي عشيقك هناك ولا لا؟
صفعته غرام بقوة على وجنته اليسرى بغضب:
-أنت أخر واحد تتكلم معايا، أنت فاهم؟
تقدم مالك من ابنته يدفعها نحوه ليقف أخيه بجوار ابنه قائلا:
-غرام، اهدئي هنقعد ونتكلم بس مش دلوقتي عشان فرح غزل أختك.
لتنظر غرام لغزل التي تبكي خوفا على أختها من أن تفقدها هي الأخرى كغدير.
لتعود بنظرها إلى عمها عبدالقادر وتحترم كلامه وتتركهم لتصعد للأعلى مرة أخرى، ليقترب مالك من شريف قائلا:
-مش عايزك تقرب من بنتي طول الأسبوع ده يا شريف أنت فاهم؟
-بعد فرح غزل هنتكلم في الموضوع.
وضع شريف يده على وجنته اليسرى وهو ينظر إلى أثرها يتوعد لها بعذاب، ولكن ملامحه لانت قليلا حينما تذكر ملامحها الجديدة كانت بشرتها صافية على عكس تلك الفتاة التي كان يمتليء وجهها بالشوائب والسواد ويدها ناعمة ونظيفة لم تكن تفرغ من أثر الأقلام لكثرة الكتابة والمذاكرة، برزت عينيها البُنية الجميلة بدلا من تخبئتهم أسفل نظارة تأكل نصف وجهها وملامحها حتى أنها خسرت بعض الوزن كانت سمينة من قبل وخصلات شعرها الناعمة بدلا من خصلاتها المجعدة المتشابكة أصبحت شخصا أخر، لنكن أكثر دقة أصبحت مناسبة مع معاييره لتصبح زوجته من جديد ليستمتع بكل جمالها وحده.
_____________________________
هبط من سيارته الفاخرة ليفتح زر معطفه ويتجه للأمام إلى شركة أبيه لقد ورثها عنه ليبدأ العمل فيها منذ التحاقه بالجامعة، توفى أبوه في عمر العاشرة قامت أمه بتربيته والحفاظ على مال زوجها حتى بلغ السن القانوني واستطاع إثبات كفاءته بجدارة.
كان حديث الجميع في الشركة عن زواجه الذي سيُعقد في نهاية هذا الأسبوع.
دلف زين إلى مكتبه ليذهب خلفه السكرتير الخاص به وصديقه الوفي مازن على الرغم أنه أكبر منه سنا ويفوقه بتسع سنوات ألا أنه يعتمد عليه ويعتبره أقرب أصدقائه فهو يحافظ على الشركة في غيابه ووجوده ولا يتخلى عنه أبدا.
أردف مازن بقوله:
-إيه أخبارك يا عريس؟
نظر له زين بهدوء ليمضي على تلك الأوراق بيد السكرتير ويتابعه حتى غادر ليجيب على مازن بقوله:
-زي ما أنت شايف، جوازة هطلع منها بمصلحة.
-مش هقدر أحب غيرها يا مازن.
أردف مازن بعقلانية وهو يجلس أمامه:
-زين، إياك تظلم البنت معاك لو مش هتقدر تسعدها يبقى متتجوزهاش يا صاحبي نصيحة مني بدل ما تعيش في هم وغم وإلى أخره.
-أومال هفضل طول حياتي مش متجوز!!
-زين، أنا بقولهالك أهو لو مش هتقدر تسعد البنت يبقى بلاش أنت لسة بتحبها عشان كدة لو حاسس إنك فعلا مش هتقدر بلاش.
-دِ أخر فرصة، عشان متندمش بعدين.
-مش هتنازل عن كلمتي مع والدها.
هز رأسه بعدم اقتناع ليتساءل بقوله مصطنعا الامبالاة:
-مش هتعزم أخوك؟
-أنا معنديش أخوات يا مازن.
-والدي مخلفش غيري أنا وشاهندا.
-براحتك أنا مش هضغط عليك.
-المهم متضغطش نفسك قبل الفرح عشان متتعبش وبكرة هنروح نشتري البدلة، مبروك مرة تانية يا عريس.
-حافظ عليها يا زين.
تركه مازن وغادر ليكمل عمله كان يودّ إلقاء التحية فقط، ولكنه شعر بالحزن على ما يدور معه ومع أخيه ولكنه تجاهل الأمر في النهاية ليركز على عمله ولكن قاطعه اتصال مهم ليجيب عليه وينتفض من مكانه قائلا:
-حبيبتي.
لتصرخ الأخرى في الهاتف قائلة:
-يومين يا مازن!!! سايبني يومين!!! للدرجة دِ أنا مش مهمة عندك.
-تعالى خد دبلتك يا ابن الأصول.
-جعفر استني بس، يا.
قطعت الاتصال ليجلس واضعا وجنته أسفل كفه يفكر كيف يصالح تلك المجنونة؛ فهي ليست كبقية الفتيات يمكن أن تُعجب بالورد أو غيره لتلمع عينيه بفكرة وينهض ململما متعلقاته ويتجه نحو مكتب زين الذي تعجب منه.
-زين، هأخد أجازة ساعتين كدة، جعفر عايزة تسبني.
-تاني!!! أنت مش بتحرم!!
-يا ابني ما هي اللي قفوشة الاه.
-روح بس أخرك ساعتين.
-هوا.
تركه مازن وغادر ليذهب إلى خطيبته في يده أكياس مغلفة، فتحت له الباب لتنظر له عاقدة ذراعيها:
-أفندم! يلزم خدمة.
-جعفر حبيبتي اللي بينا مش دبلة.
نظرت لتلك الأكياس استطاعت تمييز رائحتها لتجذب الحقيبة على الفور قائلة:
-أنت صدقت يا مازن أنا بهزر.
-ماما بابا مازن عزمنا على الغداء.
جرت سريعا للداخل لتخرج أمها إلى مازن وتدعوه للدخول ليجدها تفتح الأكياس بلهفة لتبدأ في تذوق كل الأطعمة وهي تتلذذ بهم.
شعرت أمها بالخجل من تصرفاتها لتردف قائلة:
-أقعد يا مازن البيت بيتك.
لتهمس لنفسها:
-يا ريت تأخدها من هنا وتمشوا في أقرب وقت قبل ما ترجع في قرارك.
_____________________________
كان يجلس على مقعده يعمل حتى ألقى القلم من يده وأخذ شهيقا حاد ليزفره دفعة واحدة، حاول تمالك أعصابه متساءلا بداخله عما إن كانت بخير، ماذا حدث بينها وبين عائلتها أكل شيء على ما يرام.
كان غاضب من نفسه لينهض ويتجه للخارج بعد أن لملم متعلقاته ليصطدم بمونيكا التي أتت لزيارته هي وأندرو.
-ماذا بك، سيف؟
-لقد ضاق صدري، مونيكا.
-سأتمشى قليلا، انتظريني في الأعلى.
تركها وغادر ليتساءل أندرو عما يحدث، أجابته بشرود:
-غرام سافرت إلى موطنها.
-ألن تعود؟
-ربما.
تعجب أندرو منها ومن شرودها ليغادرا الشركة، كان يختنق من تلك المشاعر التي تسيطر عليه مشاعره مضطربة للغاية.
جلس على مقعد الشارع يحاول تنظيم ضربات قلبه ولكن ما لليد حيلة ليتذكر طلتها في يوم زفافهم.
كانت تقف بذلك الفستان الأبيض البسيط لم يكن بثوب زفاف على أكمل وجه ولكنه كان رائع عليها قام باختياره بكل دقة.
كانت تجمّل الثوب بجمالها، كانت أكمامه واسعة شفافة وضيقة عند المعصم على عكس الثوب الذي يجسم مفاتنها يصل لكاحلها يتوسطه طبقة من الشيفون، حُددت عينيها البُنية وتخلت عن النظارة كان يقف أمامها يبتلع لعابه من جمالها الساحر ليقترب منها بخطوات واثقة على عكسها كانت تفرك يديها بتوتر وارتباك خائفة.
ابتسم لها لتبادله الأخرى بابتسامه مهزوزة متوترة قبّل جبينها لتستغرق قبّلته دقائق وكأنه يثبت لنفسه أنها أصبحت مِلكه وحده.
ارتسمت ابتسامته على ثغره عند تلك الذكرى لتنتظم ضربات قلبه أثرها.
على الجهة الأخرى، كانت تمشي في الحديقة بمفردها لم تشعر بذلك الذي يسير خلفها ببطء وتمهل، اصطدمت قدمها بقطعة خشبية لتتألم وكادت أن تسقط ولكن ذراعه توسط خصرها يسقطها في أحضانه بدلا من الأرض تمسكت بقميصه خوفا من السقوط.
كان ينظر لعينيها ويبتسم حاولت النهوض والابتعاد عنه ولكنه أبى ليجعلها تقف بشكل صحيح ولكنه مازال يحيطها بذراعيه، ابتلعت لعابها وهي تراه يتقدم منها بينما هي تراجعت حتى اصطدمت بالشجرة ليهتف باسمها من ثغره بنبرة مغرية جعلتها ترتبك:
-غرام.
-عايز إيه، يا شريف؟
-أنا.
-ها؟
-أنا.
كانت تنتظر منه اعتذار عما فعله بها ولكن قاطعهم غزل التي تهتف باسم غرام، ليرتبك شريف ويقول:
-غرام، لو حد شافنا كدة.
ابتعدت عنه لتتقدم نحو غزل تمنعها من تكملة سيرها والبحث عنها حتى لا تذهب مكان اختباء شريف وتفهم ما يدور، لتتساءل:
-في إيه يا غزل؟ أنتِ كويسة؟
ابتسمت لها غزل لتقول:
-كنت عايزة أتكلم معاكِ.
-طب يلا نكمل كلامنا فوق.
جذبتها ليصعدا للأعلى وتتنفس الصعداء، لتعلو ابتسامة خبيثة على ثغر شريف فهو يراها خائفة من أن ينكشف أمره أي أنها مازالت تهتم له.
كانت تستمع غرام لحديث أختها بعدم تركيز حتى انتبهت لما تقوله لتوقفها بقولها:
-أنتِ قصدك إيه؟
-قصدك أن شريف لسة راجع من شهر ونص!! راجع من فين؟
-أحنا مكناش نعرف إنك مختفية وإن كل ده حصل ليكِ ولشريف، كنا فاكرينكم عايشين مرتاحين ومبسوطين مع بعض.
-واكتشفنا الموضوع من شريف لما رجع من شهر ونص.
هزت رأسها بتفهم لتتساءل بداخلها أين كان كل تلك الفترة ولما لم يبحث عنها، أحقا كان يعلم بمكان إقامتها طوال تلك الفترة أم أنه كان في بلد أخرى بعد أن قام بطلاقها في السفارة.
شعرت بصداع قوي يجتاحها لتطلب من أختها أن تتركها تنام وتنال قسطا من الراحة، لتقترح عليها أن تنام بجوارها ابتسمت لها غرام وهي تفتح ذراعها لها لتنام غزل بجوار أختها الكبرى بسعادة كانت تشتاق لها كثيرا.
نامت غزل على الفور وهي تستمتع بتلك اللحظات مع أختها كادت أن تغفو غرام هي الأخرى ولكنها استمعت لصوت اصطدام بالخارج لتنهض على الفور وتتجه للخارج تفهم ماذا يحدث ولكنها وجدت شابا يترنح بجسده ويضع سبابته على شفتيه قائلا:
-هشش، أنتِ عايزة أبويا يشوفني.
-متعمليش صوت.
كان يتحدث إلى تلك التُحفة التي كادت تسقط أثر اصطدامه بالطاولة، تقدم باتجاه غرفته ولكنه وجد أمامه فتاة جميلة ومثيرة ليقترب منها وهو يبتسم ليحيطها بذراعه ويقول:
-مين أنتِ؟ كنتِ مستنياني.
ابتعدت عنه غرام على الفور وقامت بصفعه بقوة وهي غاضبة من ذلك السكير الذي تخطى حدوده، غضب أسر منها ليضع يده على وجنته قائلا:
-أنتِ اتجننتي يا بنت أنتِ!!
كان غاضبا منها حاول إمساكها ولكنها صفعته مرة أخرى وقامت بجذب ذراعه بقوة باتجاه غرفته كان يسبّها ويلعنها يؤمرها أن تتركه اتجهت للمرحاض لتدفعه باتجاه حوض الاستحمام وتلقي عليه الماء بكل قوتها ليفيق قليلا لتكرر حركتها مرتين.
فاق من حالة السُكر التي سيطرت عليه لينظر لها والغضب على ملامح وجهه كاد أن يتقدم منها ولكن قدمه انزلقت أثر المياة الملقاة في أرضية المرحاض لتهتف به بعنف وغضب:
-خمرة يا ابن مالك!!
-خمرة يا أسر!!
-أخويا أنا بقلة الأخلاق والأدب ده!
نظر لها أسر وهو يفسر جملتها أخوها!! إنها ليست غزل وليست غدير أما عن غرام فإنها مختفية كيف تمكنت من العودة أحقا أخته غرام عادت!!!!
نهض أسر والفرحة تعتريه ليحاول احتضانها ولكنها ابتعدت عنه قائلة بحدة:
-مسمحلكش، أخويا اللي أنا أعرفه محترم مش شبهك.
-إياك تفكر تكلمني طول ما أنت بسلوكك الزبالة ده.
تركته وغادرت لتعود إلى غرفتها وهي غاضبة لما وصل له أخيها كيف تمكن من خيانة ثقتها وثقة أهله به.
__________________________
كان الجميع يعمل على قدم وساق لإنهاء إجراءات حفل الزفاف في منزل كل من زين وغزل، لم يكف أسر عن محاولاته لإرضاء غرام التي كانت تتجاهله على عكس شريف الذي كان يستغل كل فرصة لإرباكها.
كانت تقف أمام مرآتها تعدل ياقة قميصها لتجده يقتحم غرفتها ويغلق الباب خلفه ليتقدم منها ويجذبها نحوه لتتعجب غرام من تطفله عليها يا له من عديم التربية.
ابتلعت لعابها وهي تراه يتحدث بتلك النبرة المغرية التي تربكها قائلا:
-غرام، أنا بحبك.
-أحنا مش بنعرف قيمة الحاجة إلا لما نفقدها وأنا مش قادر مش قادر أكمل من غيرك يا غرام.
-وقبل ما تقاطعيني.
-مسألتيش نفسك أنا لية لغاية دلوقتي متجوزتش؟
سؤال أفاق كل حواسها ومراكز الإدراك حقا إنه سؤال مهم إجابته ربما تؤلمها وربما قاطع حبل أفكارها بقوله:
-لأني مقدرتش يا غرام، مقدرتش ألمس بنت تانية مقدرتش أتجوز حد غيرك يا غرام كنت حمار حمار كبير عشان مش عارف قيمتك.
ابتلعت لعابها وتصنمت أثر كلماته، أصبح صدرها يعلو ويهبط بقوة وهي تراه يحاصرها بكل الطرق الممكنة كادت أن تفقد وعيها ولكن ذلك الصراخ القوي بالأسفل جعلها تتمالك أعصابها لتنظر إلى شريف الذي تقدم من زجاج الشرفة لينظر من خلفه ليجد يونس جده و مالك وأيضا مُراد ورجل أخر لم يتعرف عليه بينهم شجار على ما يبدو وسيدات القصر يقفن والصدمة تعتري ملامحهم.
فاقت غرام من شرودها لتتركه وتهبط لأسفل وخلفها شريف ليستغل الأمر ويشبك أصابعه بخاصتها لم يكن هناك وقت لصدمتها؛ فصدمتها بذلك الذي أمامها أكبر لتهتف بهمس:
-سيف!
.
بقلم/ سلسبيل كوبك.
.
.
يتبع:
_____________________________
أنت تقرأ
قيود الماضي
De Todoيا لـيتني قيدت قلبي بأغلالٍ من حديد، لـعله لم يكن وقع في لـعنة كـلعنة حُبّك، فمـا كنت أنا سوى طليق لـم يقيدهُ الحُب إلا بكِ، وما كنتِ أنتِ سوى بريئة قيدها الماضي باسم الحُبّ.) رواية قيود الماضي بقلم سـلسـبيل كـوبـك