الميت اللي بيننا حي

السادس

ارسلت اماني زوجة هيثم له تخبره باللي صار ، دق عليها على طول : بنت وش اللي تقولينه
اماني : وجد بثت كل الي صار قدام الناس وقالت عن سالفه غريبه تقول عمك ابو عياف ذبح عمها وابوها
هيثم : انهبلت شكلها ، فين راحت
اماني : ما احد يدري يقولون طلعت ولا احد وقفها
صرخ هيثم وشد انتباه عزيز اللي قرب منه : كيف ماحد منعها فين راحت المجنونه بعد مافضحتنا
عزيز ركب السيارة وعيونه طايره في هيثم اللي كمل : ابوي وعمي ليش ما وقفوها
عزيز : وش فيه
قفل هيثم المكالمه وقال : وجد اطلعت ولا احد يعرف وين راحت
صرخ عزيز وضرب الدركسيون بعصبيه : الحيوانة ، والله ما خليها
شغل عزيز السيارة وتوجهه للبيت ، اول ما دخل المجلس وشاف حال ابوه وعمته وعمه قال : وش اللي مخبينه عنا وخل وجد تنهبل كذا ، يبه من ذابح انت
ابو عياف بصوت حزين مليان هم وقهر : ما ذبحت احد وربي يشهد ، والله اني برئ ، بس الحظ الاقشر لمال طرحك
ابو هيثم بعصبيه : حسبي عليك من ولد تصدق في ابوك
عزيز بقهر : ليش وجد تقول كذا ، فهموني
جلس عزيز عند رجول ابوه ونحني يبوس ارجوله ويدينه : يبه والله مصدقك ، بس ... سكت عزيز مايدري وش يقول
موضي : علم العيال باللي صار يا مبارك خلاص سرنا انفضح بين الناس وبنت ثواب ماقصرت

تنهد ابو هيثم وناظر في ابو عياف اللي هز راسه يوافق انه يتكلم
ابو هيثم : قبل خمس وعشرين سنه طلع ابو عياف من البيت الصباح متوجه للعمل ، كان يشتغل معلم في احد المدارس الخاصة وكان الجو بارد مره وفيه ضباب كثيف مسبب صعوبه في الروية  
دخل الحي اللي فيه المدرسه فجاه حس بشي كانه مطب ، وقف السيارة من الصدمه التفت يمين وشمال بعدين فتح باب السيارة ونزل وحصل رجال طايح على الارض غرقان بدمه بدون اي تفكير ، قرب منه وجس نبضه حصل انه باقي حي نزل شماغه وحطه على بطن المصاب وصار يضغط عليه علشان يوقف النزيف بعدين شاله على طول وركبه السيارة في المقعد الخلفي وانطلق لاقرب مستوصف ، دخل وهو ينادي : اسعاف ، فيه مصاب
طلع له ممرضين وساعدوه ، وكان فيه دكتور عام مناوب على طول طلب الاسعاف علشان ينقل المصاب لاقرب مستشفي ركب ابو عياف الاسعاف مع المصاب وهو يدعي ربه ان الرجال يعيش كانت ملابس ابو عياف مليانه دم ويدينه وشماغه
في سيارة الاسعاف صار الرجال يتمتم ، قرب منه ابو عياف وسال : شسمك يا الاخو
المصاب : طرفه تكفي لا يجونها
ابو عياف : لا تخاف سليمه بحول الله
المصاب شد ثوب ابو عياف وقربه منه اكثر : طرفه لا تخليها تكفي ، لا يوصل لها ثواب او عوض ، الورقه في جيبي
مد ابو عياف يده لجيب المصاب وحصل رساله فتحها وبدي يقرأها ، وصلوا المستشفي ودخلو المصاب الاسعاف ، ابو عياف دق على اخوه : الحقني يا مبارك صدمت رجال
وصلت الشرطه وقبضت على ابو عياف واخذته للقسم وهناك عرف ان الرجال تعرض لطلق ناري رصاصتين في صدره
ابو عياف: انا ماسويت شي انا صدمته واخذته للمستشفي
وصل ابو هيثم وحصل الشرطه تحقق مع اخوه وللاسف راحو يفتشون سيارته اللي تركها عند المستوصف وحصلوا المسدس فيها
ابو عياف : والله مو لي والله ما اعرف الرجال ولا ذبحته
للاسف ماحد صدقه وكان وجود المسدس اكبر دليل يدينه
دخلوا ابو عياف لتوقيف ينتظرون خبر عن المصاب
ابو عياف بغي ينهبل يصرخ وينادي : والله ماسويت شي .. مبارك لا تخليني ياخوك تكفي ... والله ومو انا .. اصلا ما اعرفه ولا اعرف اسمه.. تكفي ياخوي .. عيالي لايتأتمون مالهم ذنب
للاسف حالة المصاب تدهورت اكثر ودخل في غيبوبه اسبوعين وتوفي بعدها بعد ثلاث اشهر صدر على ابو عياف حكم القصاص ، كان ابو هيثم يوميا يروح ويترجى  اخو الميت ثواب الناجي بس هو كان رافض يعفوا عنه 
ابو عياف كانوا اطفاله صغار ذاك الوقت ( عياف ٥ سنوات ،عزيز ٣ سنوات )
ابو عياف نسى تماما امر الرساله ووصية المصاب ،لانها طاحت منه في الشارع من غير مايحس
كان ابو هيثم يزور ابو عياف كل شهر وبعد خمس شهور ولدة ام عياف وجابت بنت سماها عمها بشرى استبشار في جيتها ، وبعد سنه صدر لابو عياف عفوا من اخوى الميت
طلع من السجن وكان اخوه في استقباله
اخذه للبيت وكان ابو هيثم مرتبك ومتغير ويحاول طول الوقت يتهرب من اسئلة ابو عياف
ابو عياف ظن ان ام عياف تركته لانها ماجات لزيارته ابدا في السجن
اول مادخل البيت وحصلها قدامه تستقبله هي واطفالها على طول ضمها بشوق ووله والم وحزن بكوا الاثنين من ظلم الدنيا وقسوتها معاهم ، ومن رحمة الله لهم ورجعتهم لبعض ، ترك زوجته وبدء يحضن عياله ويبوس فيهم ويشم ريحتهم ، مسك بنته الصغيرة وحضنها بقوه صارت البنت تبكي من الخوف
ابو هيثم : عورت البنت يا حسين اتركها
لكن حسين رفض يتركها شالها وحطها في حضنه وجلس على الارض وهو يحاوط عياله بيدينه ويبوسها
التفت لاخوه وقال : ليش ماجبت امي وموضي يسلمون على
ابو هيثم اخذ بشرى واعطاها امها بعدين مسك حسين وسحبه للمجلس هنا عرف ان فيه شي مو زين ابد
ابو هيثم: الحمدالله اللي فك رقبتك من الموت ورجعك لزوجتك وعيالك
ابو عياف بقلق : امي وينها
ابو هيثم : الوالده تطلبك الحل ياخوي
صاح ابو عياف من القهر : ماتت ، ماتت امي قبل اطلع من السجن ، اخخخ يا يمه والله ماسويت شي ...يمه تكفين لا تصدقين فيني والله ماذبحته
ابو هيثم : الوالدة مصدقتك ياحسين وراضيه عليك دنيا واخره ووصتني عليك
دخلوا رجال من القرايب كانوا جايين يباركون له بالسلامه لكنهم انصدموا من حالته كان نحفان والهم مسود في وجهه
ابو عياف : ليت مت بدالها
ابو هيثم : تعوذ من ابليس ، هذا قدر مكتوب وكلن له يومه
مرت ثلاث ايام وابو عياف نايم في غرفته كاره الدنيا ورافض يطلع لاحد ، بعدين تذكر اخته موضي وسال عنها
ام عياف ما قدرت تقول له شي دق على اخوه وساله : موضي وينها ليش ماجات تسلم على
ابو هيثم : موضي طيبه ، جايينكم الحين
دخل ابو مبارك وكانت معه موضي ومعهم رجال غريب
على طول ابو عياف حضن اخته اللي صارت تبكي وهي تقول:الحمدالله اللي سلمك  لنا يز خوي
جلس ابو هيثم وموضي بجنب ابو عياف والرجال الغريب جلس قبالهم
ايو عياف انتبه ان اخته كاشفه وجهها قدام الرجال الغريب : مين هذا
ابو هيثم : هذا ثواب ، اخو عقيل الرجال اللي
قاطعة ابو عياف يحسب بيقول الرجال اللى ذبحته : اقصد الرجال اللى توفي
التفت ابو عياف لرجال اللي كان جالس وهو حاط رجل على رجل وساند يده على الكنب ويهز سبحته و كان ينظر باحتقار له وكره
ابو هيثم : ثواب زوج اختك موضي
ابو عياف انصدم من كلام اخوه وعرف الحين ليش عفوا عنه فهجم بكل قوه على ثواب وهو يصيح : يالخسيس اخذت اختي ثمن لخوك
لكن ثواب بكل بساطه طرحه على الارض وجلس على ظهره وهو مكتف يدينه
ابو هيثم : تكفي يا ثواب اتركه طلبتك
ابو عياف يصيح بقهر : مبارك ليش ليش تبيع اختك ليش
ثواب بحده : احمد ربك عفيت عنك ، ولا لا انت ولا اختك تسوون قطرة دم من عقيل
قام ثواب من فوقه ورجع جلس
موضي : انا انا اللي ...
صرخ ابو عياف يقاطعها : اص ولا كلمه سكري فمك ،،، لاتقولينها تكفين ،، لاتقولينها ياموضي لا تقهريني اكثر
ثواب : انا بقولها ، اختك تزوجتها على سنة الله ورسوله وولدها اللي بيجي هو ثمن دم اخوي وانتم تشوفون
ابو عياف بقهر : والله ماقتلته والله ،،، يشهد على ربي
ابو هيثم : اخ ياخوي تكفي خلاص
ابو عياف : خلاص ايش ، حنا خسرنا بذنب غيرنا
فجاه تذكر الرساله ( طرفه بريئه وانا زوجتها فالح ، وسافرت معه للخارج تكمل دراستها ، ثواب اترك اختك لاتقرب منها ولا توذيها ، حمد وعوض ، لايقربون منها )
ابو عياف الرساله ، الرساله مكتوب فيها كل شي بس ضاعت وضاعت براءتي معها
ثوب : وش رساله
ابو عياف خبر ثواب بالمكتوب في الرساله وهو صدقه لان الكلام اللي فيها ماحد يعرفه غيره هو واخوه
ثواب مسك ثوب ابو عياف وصار يهزه : ليش ماتكلمت ليش ماقلت من اول
ابو عياف : نسيت والله نسيتها ، تو ذكرتها
ثواب : فين الرساله
ابو عياف ضاعت مدري فين راحت الظاهر طاحت يوم نزلت من الاسعاف
ثواب مسك ابو عياف وسحبه لبرا وابو هيثم يترجاه يتركه
ثواب : اركب معنا او اسكت
رحوا قسم الشرطه وقال لهم ابو عياف عن الرساله
الضابط : فين الرساله ، تو تذكرها
ابو عياف : اكيد طاحت مني ، للاسف تو اذكرها
الضابط : مانقدر نسوي شي ، مافيه دليل
طلع ثواب وهو مقهور ، راح بيت ابو عياف واخذ موضي وطلع من غير ما يرد على ابو عياف اللي يترجاه يترك اخته
اختفي ثواب وموضي معه وبعد سبع اشهر ، دق جرس الباب وكان الوقت ليل فتح ابو عياف الباب وشاف اخته موضي برا ومعها شنطتها وكانت تبكي
دخلها البيت وهو يسال : موضي فيك شي ، سوء فيك شي الكلب  
موضي : دق على مبارك خله يجي
وصل ابو هيثم وهو خايف على اخته على طول حضنها وباس راسها وسال : فيك شي ياختي
طلعت ورقه ومدتها له ، اول ما قرأها جلس بقهر على الارض وهو يضرب راسه
اخذ ابو عياف الورقة كانت رساله من ثواب : الوالده توفت امس ، معاد احتاج اختكم وانا رايح اخذ بثار اخوي واختي من حمد وعوض ، سامحوني وحللوني ، كتبت كل املاكي باسم موضي وامنتها تنقلها بعدين لولدي اللي في بطنها ، يشهد الله اني حبيتها وكنت ابغى اعيش كل عمري معها ، بس اللي بداية غلط نهاية سريعه
نظر ابو عياف في وجه اخته وهو يحس بثقل على كتوفه وظهره
موضي : وش اسوي ياخوي وش اقول للي في بطني ، اقول انه ثمن دم بريين منه ، او اقول انه ثمرة كره وعذاب واحتقار وظلم
ابو عياف : قولي له انه غالي عند خواله ويسوي عيونهم
موضي : اخ ياخوي اخ ياجرح قلبي عليه ، بس ابوه مايبغاه وامه كارهته
ابو عياف : لا تقولين كذا حرام وش ذنبه ، هذا طفلك برئ ماله ذنب حبيه واهتمي فيه
موضي : واذا جو عيال عم ابوه يدورون بثارهم منه
ابو هيثم : نحميه حنا وبعدين القانون يمنعهم ، لا تخافين
انقطعت اخبار ثواب وبعد ما ولدة موضي وجابت بنت جاهم رجال وقال لهم ان ثواب قتل حمد وعوض وحاول يهرب بس الشرطة اطلقت النار عليه وتوفي على طول وكان في سوريا وقتها استقبل مسعد ولد عمهم جثثهم ودفنهم مع بعض وقوم عزاهم
طبعا حنا ماعلمنا احد عن وجد ، لين بدا مسعد يدور في الورث ويوم عرف تهجم علينا واتهمنا بسرقة حلال ثواب ، قعدنا ثلاث سنوات وحنا من محكمه لمحكمه ومن حكم لحكم ، حتى اثبت القانون صحت الوصيه ووقف مسعد عند حده
موضي سمت بنتها وجد ، والحمدالله حبتها واهتمت فيها وكتبت كل الاملاك باسمها مثل ماطلب ثواب
كان ثواب قبل يختفي فتح حساب بنكي باسم ابو عياف وحط فيه مبلغ مليونين ووصي يستلمها بعد يتوفي
وفعلا وصلت له اشعار من البنك يطلبونه يجيهم
اعطوه الاوراق وكان معها رساله من ثواب يقول فيها :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد ، ابو عياف النسيب وخال طفلي ،اعتذر لك عن اللي صار واتمني تسامحني و تحللني وهذه المبلغ اعتذاري لك وتعويض عن الايام اللي قضيتها في السجن وانت برئ، اطلب منك تكون وكيل لطفلي وتهتم في امواله وتحرس عليهم ولا تسلم احد من الناجي لو ريال واحد
في الحساب خمسه مليون لك مليونين ولاخوك ابو هيثم مليون ولموضي مليونين
اما الاملاك اللي باسم اختك تسجل كلها باسم الطفل مثل ماوصيتكم
حللوني كلكم وخاصه موضي قولها تحللني وتسامحني
وعاشوا بعدها الاخوان وهم يهتمون في اختهم وبنتها ويحرصون على املاكها علشانها وينفذون وصية ابوها اللي وصي ما احد من عائلته ياخذ ريال واحد