الميت اللي بيننا حي

الثلاثون

وجد في غرفتها مسكره على نفسها وتبكي واللي يزيد من البكاء انها ماتدري ليش تبكي وايش تبغي بالضبط ، كلام عزيز حسسها بالم في قلبها رغم انه اعترف بحبه بس كلامه كانه رفض لها وانه الحب اللي اعترف فيه سهل يتركه وانه معاد راح يحارب علشانها ، وجد ضربت صدرها بيده من القهر وقالت في نفسها : وش تبغين انت يا وجد الرجال تعب ومل منك توهمينه انك قريبه منه واول مايوقف تهربين عنه طبيعي بيتعب ويستسلم بعدين امي ليش كذا فجاه مو كانت تبغي عزيز وتبغاني اعيش معه ليش الحين يوم عرفت عزيز على حقيقته تبغي تبعدنا وتقول ما راح ينجح زواجنا وانا اللي بديت اتقبله وافهمه ، معقوله تعرف شي انا ما اعرفه عن عزيز ، لايكون انا مخدوعة فيه
مسحت وجد دموعها وهي تحاول تتذكر اي تصرف من عزيز يوضح انه يخدعها ، مافيه كل اللي سواه لها في الايام الماضيه يوضح انه صادق ويهتم فيها ، الغلط الوحيد اللي سواه كان في لندن ، وهو حلف انه مايقصد واعتذر لها ، اخ يا وجد انت وش تبغين الحين ليش ضايعه ، بكت وجد وقالت يقهر : ليت ما رجعت ليت بقيت بعيد عن هذه الحياة ، ليت ما سمحت لعزيز يقرب مني ليت ماضعفت واستسلمت لهم
دخلت موضي الغرفة وقربت من وجد اللي صدت علشان امها ماتشوف دموعها ، قربت منها وجلست بجنبها على السرير حطت يدها على ظهر وجد ، وجد نزلت راسها على كتف امها وصارت تبكي بصمت
بعد ماهدت وجد قالت امها : قبل خمسه وعشرين سنه رحت انا واخوي ابو هيثم مع امي ومجموعة من الجماعة وارجال كثيرين لبيت ثواب ال ناجي جلست امي على الارض قدامه وابو هيثم جلس على شماغه ومعلق عقاله في رقبته وانا واقفه على طرف عاجزه ما اقدر اسوي شي وكان هذا اول مره اشوف فيها ابوك