الميت اللي بيننا حي

التاسع والعشرون

بعد صلاة المغرب رجع عزيز البيت واول ما دخل حصل ابوه وعمه وعياف وعيال عمه في مجلس ابوه يتقهوون ، دخل عندهم : السلام عليكم
ردوا عليه السلام ، جلس عزيز وقام عامر بيصب له قهوة بس عزيز قال : تسلم مالي فيها والله من الصبح اشرب قهوة
سالم كان يلعب مع عيال عياف وبنت هيثم حوله وكان ازعاجهم يصك الراس عزيز ماقدر يستحمل فقام بيطلع بس ابوه قال : عزيز اجلس بنتكلم معك
جلس عزيز قدام ابوه وقال بمزح : خير ان شاء الله بتحاكموني !!
ابو عياف لسالم : سالم يبه روحو العبوا في الحوش
طلعوا العيال يركضون و بنت هيثم راحت تجلس بجنب ابوها اللي شاله وحطها في حضنه واعطاها سبحته
عزيز كان يراقبهم وهو يبتسم
ابو عياف : عزيز بسالك سوال وابغاك تجاوب عليه بصدق ، انت وش نيتك
عزيز باستغراب :في ايش  !!
ابو هيثم : في وجد 
عزيز : اتفقنا نعطي انفسنا فرصه بس هي عند امها وانا عند امي ، يعني كاننا في فترة ملكه
ابو عياف : فين حلفانك وتوعدك فيها !!! فين عصبيتك وجنونك
عزيز : يبه ماني فاهم عليك !!
ابو عياف : اللي يشوفك زمان ويشوف عصبيتك يستغرب هدوك الحين احنا مو مقتنعين في اللي تقوله ، نحس فيه شي مخبيه
عزيز ضحك باستغراب : وش اسوى علشان تقتنعون
عياف : عزيز ابوي يقول وش اللي اتفقتوا عليه بالضبط وكيف كذا تصالحتو بسهوله
عزيز : الحين كل اللي صار وتقول بسهوله ، لنا اكثر من ثلاث سنين بعدين هذا موضوع خاص بيني وبين زوجتي
ابو هيثم : لا مو موضوع خاص
عزيز :  هذه مشكلتي لا تدخلون فيها لو سمحتوا
عياف : عزيز اللي صار يمسنا كلنا
عزيز بغيض : لا ما يمسكم شي .. ماشافوكم الناس وانتم تنهانون وتسمعون الكلام الجارح ولا تقدرون تردون عليه ،،، ما احد تكلم عليكم وقال هربت يوم عرسها لانها اكتشفت ان زوجها طمعان في فلوسها ،،، ولا انه  ضعيف شخصيه و مايقدر يحكمها ،،، وانها فضلت الهروب وتشويه سمعتها على العيش معه ، ما احد منكم كان ينادونه عزرائيل وساكت 
هيثم : طيب ليش ساكت الحين هذا سوالنا
عزيز : من قال اني ساكت انا تكلمت وهي سمعت وانا سمعت بعد منها ، واتفقنا نتقرب من بعض خطوه خطوه علشان نفهم بعض
ابو هيثم : وش هذه الخرابيط اللي تقولها ، انت يا انك رجال تاخذ مرتك او تطلق
عزيز : عمي سامحني بس مالكم علاقة في اللي يصير بينا ، وفي النهاية هي زوجتي يعني مانسوي شي غلط
ابو هيثم : صار بينكم شي نمت معها
عزيز انصدم من سوال عمه الجرئ ولا قدر يرد
ابو عياف : ابو هيثم وش هالكلام
ابو هيثم : سكوتك ياعزيز له سبب ومتاكد انه واحد من الثنتين يا انك خروف وقدرت بنت ثواب تلف عقل ولا  ان فيك بلا
فز عزيز من مكانه وهو يصرخ بقهر : وش تقول انت
ابو عياف بعصبيه : لا ترفع صوتك على عمك
عزيز بقهر : ماتسمع وش يقول هذا
قرب ابو عياف من عزيز وعطاه كف على وجه من قوته طاح عزيز على الارض وهو يصرخ فيه : هذا عمك ياقليل الادب
ابو هيثم بعصبيه : اقطع صوتك لقطع لك اللسانك ماتستحي انت تصارخ على ، لا تحسب اني مثل ابوك اخليك تصارخ وتهدد ولا تشوف الناس قدامك
بنت هيثم صارت تصيح بصوت عالي خافت من صراخ عزيز فطلعها هيثم برى وسكر باب المجلس علشان مايدخلون عيال عياف وسالم
قرب عياف وعامر من عزيز يساعدونه يوقف بس هو صار يدف ايدينهم عنه ، عزيز ماقدر يتكلم من القهر والغضب اللي يحس فيه
قرب هيثم ووقف قدام ابوه : يبه تعوذ من ابليس واجلسوا
عزيز رفع راسه بتحدي : وش تبغون الحين انتم
ابو هيثم : سوال ابوك واضح كيف سامحتها بسهوله
عزيز : لان وجد ماغلطت انتم اللي غلطتم لانكم اخفيتوا عنا موضوع حساس مثل هذا وتركتو الناس تستغل جهلنا و قدرت عمتها وولدها ياخذون وجد ويخربون حياتنا
ابو عياف بحزن : هذا شي مايقال بسهوله
وقف عزيز يناظر في ابوه بحزن : ليه،،، شاكين اننا مانصدقكم  ، يبه انا عارف ان اللي مريت انا فيه طول الايام والسنين اللي راحت من قهر والم وحزن مايساوي يوم واحد من الايام اللي عشته في السجن وانت مظلوم بس انتم غلطتو لانكم ماعلمتنونا  
ابو عياف: حنا وش درانا ان  الملفات المقفله راح تفتح
عزيز : مافيه شي يخفي طول الزمن
عياف لما شاف ان الغضب والعصبيه اعمت الكل قال : هدوا اجلسوا خلونا نعرف نتكلم
الكل جلس الا عزيز  رفض الجلوس لان صار يحس في الم في رقبته ونغزات قويه سكتوا شوي يحاولون يهدون نفسهم
عزيز : يبه انا ماجيت وسالتك ليش وقفت مع وجد وسعود ضدي ، تذكر القبر اللي رحت عنده ذيك الليلة سمعتك يبه وانت تتكلم وتحلف لثواب انك تحمي بنته حتى من نفسك صح زعلت منك وحز في خاطري بس ماسالت ، لكذا لا عاد تسالون خلاص ، خلونا نقفل الموضوع
سكت عزيز يناظر في ابوه اللي نزل راسه من الاحراج
ابو هيثم : اللي سواه ابوك كان علشان مصلحتك
عزيز : مصلحتي وهو يشوفني احترق وانا ادور عليها في كل مكان يشوفني عايش مثل المجنون وهو يتواصل معها ويعرف مكانها يسمع اتهام عمتي والناس لي اني سبب هروبها ولا يتكلم  ، والله كنت راح اكتفي بكلمه منك يبه ، كلمة انها بخير علشان اريح ضميري اللي يحملني ذنبها وكنت راح اتركها
ابو عياف : انا ما وصلت لها غير بعد تسع اشهر وبالصدفة شفت سعود قدامي وشبهت عليه كان يشبه خاله عقيل ، قربت منه وسالت وعلى طول عرف بنفسه لانه كان يعرفني حلفته يعطيني رقم وجد ، وهو رفض في البداية وبعدين عطاني رقم امه وكلمتها ، عزيز يابوك انا خفت اعلمك وتتهور  خفت تسوي شي  لانك في ذيك الايام معمي كنت ابغاك تهدأ مع الوقت وتروح ثورة الغضب عنك ، مثل الحين شوف كيف جلستوا مع بعض وتكلمتو لان الغضب اللي في داخلك راح مع الوقت
عزيز : الغضب يبه كان من خوفي عليها مو علشانها هربت بس ، يبه انا .. سكت عزيز
هيثم بعصبيه : انت ايش ياعزيز ؟!! سكوتك من الاول كان احد الأسباب لو كنت صريح من البداية وقلت اللي في خاطرك ما كان صار اللي صار
عزيز ابتسم لهيثم وفهم ايش يقصد فقال : مو كل الناس تقدر ، واللي كان سهل لك مو سهل لي
هيثم ناظر في عزيز وعرف انه فهم عليه : اجل الحين لا تقصر واستغل كل الفرص
عزيز بتحدي : هذا اللي بيصير
ابو هيثم بصوت ثابت زلزل الكل : طلق وجد ياعزيز
انصدم عزيز من كلام عمه اللي كمل : زواجكم من الاول غلطه لاني غصبت البنت عليك
ابو عياف : عزيز يا ولدي لو وجد كانت راضيه فيك ولو واحد في المئه ماكان هربت ، البنت من اول يوم كان طلبها انك تطلقها ياعزيز ، لا تتعلق في سراب يابوك من الاول مالك مكان في قلبها
جلس عزيز مهدود حيله ولا قدر يقول شي لان في داخله شي يقول له ان هذا الكلام صحيح وان الامل اللي عزيز متعلق فيه سراب ، وتصرفات وجد معه تاكد عليه
ابو هيثم : عزيز وجد تسايرك علشان امها علشان ترجع لها وتسامحها لان امها هي اللي طلبت منها تعتذر لك
عياف اول ماشاف شكل عزيز ارحمه فقال : يبه ، ليش تستعجلون عطوهم فرصه يمكن تغير وجد رايها
هيثم : عياف صادق اتركوهم حاليا على اللي اتفقوا عليه
عزيز قام من عندهم وراح لغرفته فسخ ملابسه
دخل الحمام وتسبح ولبس وطلع متوجه لبيت عمته ناوي ينهي الامر تماما