البداية!

6.4K 250 41
                                    

البداية..

حاولت فتح عينيها لأكثر من مرة كي ترى ما حولها، ولازال الألم الذي أجبرها على إغلاقهما يحتل جزءًا كبيرًا من رأسها؛ الإضاءة خافتة لكن الوجع يحيل بينها وبين فتحهما، أعادت الكرة لمرات ومرات حتى استطاعت التغلب عليه لتبصر ما حولها، وهنا؛ بدأت الرؤية تتضح!
ما الذي حدث؟ ومن أتى بها إلى هنا؟ لا تذكر!
بضع قطراتٍ من الدماء لوثت فستاتها النقي الذي يُماثل قلبها لاشتراكهما في البياض نفسه!
نظرت حولها ليلفت انتباهها انتحاب صديقتها الماكثة إلى جوارها؛ صرخات مكلومة تحاول جاهدة ألا تعلو حتى لا ينكشف الأمر فتحل الفضيحة!
أما عنهُ.. فقد غشيته الدموع حتى غزت عينيه، أبى بشدة أن تسقط، إلا أن الأمر ليس بيديه، شعر بغصة تقف في حلقة تكاد أن ترديه قتيلًا من كثرة الاختناق؛ فبكى!
والأمر واضح وضوح الشمس؛ قضية انتشرت في المجتمع بصورة كبيرة، لدرجة أن غطت على غيرها من القضايا، مصيبة لا تضاهيها مصائب الكون أجمع، ولا دخان بلا نار!
زاغت أنظارها بينهما إلى أن همت بسؤالهما عن هذا الوضع الغريب، وقبل أن تسأل عن شيء، لفت انتباهها ذلك اللون الأحمر الذي دنَّس فستانها، ظلت تتأمله للحظات دون أن تعي المأساة التي أصبحت تعيشها، وعندما بدأ عقلها يحلل الأمر بشكلٍ منطقي، لم تتقبله!
ألجمتها الصدمة عندما خرج صوت صديقتها أخيرًا تقول بنبرة متقطعة وأنفاسٍ لاهثة:
_اتكلمي يا نور قولي أي حاجة، منه لله، ربنا ينتقم منه عاللي عمله فيكي!
ازداد نشيج قلبها لتتوقف بعدها أنفاسها في صدرها الذي استكان بصمت، وبعدها لم تشعر بشيء!

#زينب_إسماعيل.

Soon💙!

غيبوبة "ليصبح كل ما تعيشه غيبوبة في الحياة" {مكتملة}💙! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن